الجزائر تُبدع في حفل افتتاح الألعاب العربية بذكرى استقلالها
افتتحت، اليوم الأربعاء، النسخة الـ15 من الألعاب العربية بحفل افتتاح باهر على ملعب 5 يوليو بالعاصمة الجزائرية، والذي تزامن مع الذكرى الـ61 لاستقلال الجزائر (يوم 5 يوليو 1962) وعلى ملعب يحمل هذا الاسم التاريخي، وبأبعاد رياضية وثقافية وفنية تبرز دور الجزائر المحوري في توحيد الشعوب العربية، رياضيًّا هذه المرة، بعد الوحدة السياسية التي جسدتها بتنظيم القمة العربية في الفاتح نوفمبر 2022، أي في تاريخ اندلاع الثورة التحريرية.
وتَقدَّم الوزير الأول الجزائري، أيمن عبد الرحمن، قائمة المسؤولين الكبار الحاضرين في حفل الافتتاح، إلى جانب سمو الأمير الملكي عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، ووزير الرياضة الجزائري، عبد الرحمن حماد، فضلًا عن لفيف من أعضاء الحكومة الجزائرية والسلك الدبلوماسي في الجزائر.
وتفرّدت الجزائر بتنظيم الأحداث الرياضية الكبيرة خلال فترة عام واحد، بدأتها بألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران صيف العام الماضي، وأتبعتها ببطولة أفريقيا للاعبين المحليين "شان 2022" بداية العام الجاري، ثم كأس أمم أفريقيا للناشئين شهر أبريل الماضي، وسط إشادة إقليمية وقارية وعالمية بالقدرات التنظيمية والهياكل الرياضية ذات المقاييس العالمية.
وتجري الألعاب العربية في الجزائر في الفترة من 5 إلى 15 يوليو، بعد فترة توقفٍ استمرت لحوالي 13 عامًا، حيث أجريت آخر نسخة عام 2011 بقطر، قبل أن تعتذر لبنان عن تنظيم نسخة 2015، في حين ألغيت نسخة عام 2019، وتميّزت الألعاب العربية في غالب الأحيان بالاضطراب في مواعيد تنظيم الدورات، قبل أن تتكفل الجزائر بمهمة بعثها وإحيائها من جديد من خلال تنظيمها للنسخة الحالية.
وتشهد النسخة الـ15 من الألعاب العربية حضور 21 بلدًا عربيًّا، وهو رقم لم يتكرر في تاريخ الألعاب إلّا في ثلاث مناسبات.. الأولى عام 2004 بالجزائر والثانية عام 2007 في مصر.
وتميّز حفل افتتاح الألعاب العربية بالإبداع والتميّز، الذي جمع بين التاريخ والحاضر والمستقبل، فضلًا عن رسم لوحة استعراضية لجمال طبيعة الجزائر وإبراز ثراء الموروث الثقافي والفني، موسومًا باستخدام المنظمين للتكنولوجيا الحديثة لاستحضار تاريخ الجزائر، لا سيما لتزامن الحفل مع الذكرى الـ61 لاستقلال الجزائر، الأمر الذي أعطى قيمة رمزية للحدث الرياضي الكبير.
وعلى غرار ما قدمته من مستويات عالية في افتتاح ألعاب البحر المتوسط صيف العام الماضي، كررت الجزائر إبداعها في حفل افتتاح الألعاب العربية بسواعد وعقول جزائرية، أكدت تمّرس الجزائر في تنظيم الأحداث الرياضية الكبيرة، التي استعرضت لوحات فنية وتاريخية خلال هذا الحفل، عبّرت عن 5 مراحل تاريخية بدأتها من العصور القديمة إلى مرحلة الجزائر الحديثة، مرورًا بمرحلة المقاومة والتحرر الراسخة في ذاكرة الجزائريين من خلال محاربة الاستعمار الفرنسي.
وعرف حفل الافتتاح إطلاق النشيد الرسمي للألعاب العربية لأول مرة في التاريخ، بعد أن استقبلت الجماهير الحاضرة في ملعب 5 يوليو الوفود العربية المشاركة في الألعاب وسط أجواء حماسية رائعة، وألقى سمو الأمير الملكي عبد العزيز بن تركي الفيصل، رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، كلمةً افتتاحيةً في الحفل برفقة وزير الرياضة الجزائري، قبل أن يعلن الوزير الأول، أيمن عبد الرحمن عن الافتتاح الرسمي للبطولة.
واستمتعت الجماهير الحاضرة بملعب 5 يوليو بمقاطع موسيقية وكوريغرافية ثرية، بالإضافة إلى لوحات فنية ضوئية وافتراضية، استُعمِلت فيها طائرات "الدرون" مع توظيف التكنولوجيا الحديثة لمحاكاة التاريخ، الذي ميّزه توظيف الأغاني الوطنية في احتفال مزدوج رياضي عربي وباستقلال الجزائر، فضلًا عن استعمال الألعاب النّارية التي أضاءت سماء العاصمة الجزائرية.
وفي المجمل يشارك حوالي 2200 رياضي في الألعاب العربية، تحت شعار "بالرياضة نرتقي وفي الجزائر نلتقي"، سيتنافسون في 20 اختصاصًا رياضيًّا، ستجري مسابقاتها لأول مرة في خمس مدن مختلفة، هي الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وعنابة وتيبازة.
وتتسلح الجزائر بنجاحها التنظيمي في مسابقات دولية كبيرة مؤخراً، على غرار ألعاب المتوسط صيف العام الماضي، وبطولتي "شان 2022" و"كان الناشئين" بداية العام الجاري لتنظيم نسخة استثنائية من الألعاب العربية.
شارك:
أخبار ذات صلة
