علي جاسم يخطف الأنظار بتألقه مع العراق في كأس آسيا للشباب

2023-03-18 04:50
علي جاسم لاعب منتخب شباب العراق (Facebook/IFA)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

قبل انطلاق منافسات كأس آسيا للشباب أوزبكستان 2023، لم يكن أحد يعرف من هو اللاعب علي جاسم، رغم إظهاره لمستويات جيدة في الدوري العراقي الممتاز، لكنه استطاع أن يلفت الأنظار سريعا بمستوياته الكبيرة التي قدمها في البطولة.

رحلة اللاعب نحو التألق والنجومية شهدت اتخاذ 3 قرارات مصيرية؛ الأول كان من قبل اللاعب نفسه والثاني والثالث صدرا من مدربي الكهرباء ومنتخب العراق للشباب.

ويستعرض هذا التقرير من "winwin" أبرز المحطات في مسيرة نجم منتخب شباب العراق علي جاسم، منذ بداية مسيرته إلى توهجه في بطولة آسيا للشباب.

عائلة محبة لكرة القدم

ولد اللاعب علي جاسم "حودي" -كما يحلو لعائلته والمقربين منه تسميته- عام 2004 في بغداد وهو من عائلة متوسطة محبة لكرة القدم تضم ثلاثة أشقاء (عباس وعلي ومحمد) وشقيقة واحدة، جميع الأشقاء يلعبون في صفوف نادي الكهرباء العراقي.

يلعب علي وعباس مع الفريق الأول ومحمد مع فريق الناشئين، وأصبحت كرة القدم هي مصدر الرزق الوحيد والأمل الوحيد للعائلة بعد وفاة والد اللاعبين، ويبقى القسط الأكبر من المسؤولية على عاتق علي لأنه اللاعب الأبرز من بين أشقائه.

صعوبة البدايات

 كانت بداية اللاعب علي جاسم صعبة جداً، حيث انطلقت مسيرته  في موسم 2018-19، مع نادي الكرخ وبعد مستوياته المميزة انتقل إلى صفوف نادي الشرطة الموسم التالي، وتوقع جاسم أن يكون ذلك نقطة تحول في حياته لكون الشرطة أحد أعرق الأندية في العراق ومن المنافسين على اللقب، لكن الأمر لم يكن كذلك.

كان جاسم يطمح للعب بشكل متواصل مع الشرطة، لكنه وجد نفسه حبيس الدكة بسبب كثرة النجوم في فريق القيثارة الخضراء، وهو الأمر الذي أثر عليه، إضافة إلى عدم تقبل جماهير الشرطة له حينها، نظراً لقربه من المدرب المساعد حسين عبد الواحد ولأن والده كان يعمل في وزارة الداخلية (المؤسسة التي ترعى نادي الشرطة)، وهما عاملان دفعا جاسم للتفكير في الرحيل عن البيت الأخضر.

نقطة التحول

قرر علي جاسم الرحيل عن القيثارة مجبراً، بعد الصعوبات التي واجهته في الشرطة، ووافقت الإدارة على ذلك لكن على سبيل الإعارة فقط، ولم يمانع الأمر، لأن العروض التي وصلته من فرق الميناء ونفط ميسان والقاسم لم تكن جيدة، الأمر الذي دفعه إلى رفضها لكونه المعيل الوحيد لعائلته، لا سيما أن شقيقه عباس كان يلعب حينها في صفوف الديوانية ولم يكن قادرا على ترك عائلته في العاصمة.

لم ينتقل الجاسم لفريق آخر ولم يتمكن في الوقت نفسه من اللعب مع الشرطة، ليقضي خمسة أشهر من دون فريق ومن دون مستحقات مالية، في فترة كانت صعبة جداً على لاعب بعمر 19 عاماً فقط، حتى جاءت نقطة التحول التي أعادته للحياة الكروية باتصال من قبل مدرب فريق الكهرباء لؤي صلاح، أبلغه بأنه قرر ضمه إلى صفوف النادي وبالفعل تم ذلك في الانتقالات الصيفية لموسم 2021-2022.

تألق واستقرار

قدم جاسم مستويات كبيرة مع فريقه الكهرباء على مدار موسم ونصف، وأبرز قدراته في عدة لقاءات مهمة بصناعته للأهداف  فضلاً عن إرهاقه لمدافعي الخصوم بتحركاته واختراقاته من العمق ومن أطراف الملعب.

وبعد استقرار اللاعب فنياً ومعنوياً مع الكهرباء، استطاع أن يجذب أنظار كبار الأندية من بينها فريقه السابق الشرطة، حيث أصبح مطلباً لجماهير القيثارة الخضراء وبقية الأندية الأخرى.

تلبية نداء الوطن

جذب ذو الـ19 ربيعاً  اهتمام مدرب منتخب شباب العراق عماد محمد، الذي راقب اللاعب عن كثب، ورغم إعلانه قائمة ليوث الرافدين حينها، قرر محمد استدعاء علي جاسم في الوقت الضائع نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، أي قبل أيام قليلة من توجه وفد منتخب العراق إلى أوزبكستان للمشاركة في البطولة الآسيوية.

وأثبت جاسم أن قرار استدعائه لصفوف منتخب الشباب العراقي كان صائباً، لكون مستواه تطور من مباراة لأخرى وتوهج في مباراتين حاسمتين أمام إيران واليابان في ربع ونصف نهائي كأس آسيا، حيث سجل هدفين مهمين كان الأول كفيلاً بوضع ليوث الرافدين في المونديال والثاني أسهم في التأهل للنهائي الآسيوي.

حلم الاحتراف في الخارج

أصبح جاسم يطمح بالاحتراف خارج العراق، لا سيما أن عدداً كبيراً من الوسطاء تحدثوا مع اللاعب، وفقاً لمصادر مقربة من اللاعب الذي نال إشادة من مدرب منتخب أوزبكستان رافشان حيدروف، في المؤتمر الصحفي الخاص بالنهائي؛ إذ قال عنه: "المهاجم علي جاسم لاعب جيد في الجانب الهجومي".

وسيخوض جاسم مع منتخب العراق النهائي السابع في كأس آسيا للشباب تحت 20 عاماً، عندما يتقابل مع منتخب أوزبكستان البلد المضيف يوم غد السبت على استاد بونيودكور "ميلي".

ويطمح المنتخب العراقي إلى الفوز بلقب البطولة للمرة السادسة، وذلك بعد أعوام 1975 و1977 و1978 و1988 و2000، علماً أنه حصل على الوصافة مرة واحدة في نسخة عام 2012.

شارك: