في ذكرى محمد علي والحكم التونسي الراحل نور الدين عدالة

30 أكتوبر قد لا يعني شيئا للأغلبية... لكنه يحيل المغرومين بالرياضة إلى ذاكرة كرة القدم وأحد أكبر أساطيرها دييغو أرماندو مارادونا، كما أنه يشكل ذكرى خاصة لعشاق الأهلي، وخاصة من عاصر الأسطورة المصرية محمد الخطيب (بيبو).

ولكن 30 أكتوبر بالنسبة لي ليست ذكرى ميلاد، بل هي ذكرى لمباراة في الملاكمة دارت في 30 أكتوبر 1974.. نزال تبناه رئيس الكونغو الديمقراطية "موبوتو سيسي سيكو" لتلميع صورته، وهو المعروف كأحد أكبر الدكتاتورييين في سبعينات القرن الماضي.

دفع 5 ملايين دولار لاستقطاب الأسطورتين "محمد علي" و"جورج فورمان"، وفي 20 مايو 1974 تم الإعلان عن الحدث الكبير المعروف تاريخيا بنزال الغابة، والذي أقيم في ملعب 20 مايو بالعاصمة كينشاسا.

كأس العرب هل يجمعنا من جديد؟

اقرأ المزيد

حدد موعد 25 سبتمبر للنزال التاريخي مع وجود "محمد علي" و"فورمان" في كينشاسا طيلة شهور الصيف للاستعداد للمباراة ولكن فورمان واجه بعض الآلام وإصابة تحت العين جعلت المباراة تتأجل للـ 30 من أكتوبر.

وجاء الموعد الذي تم تصنيفه في المرتبة السابعة كأفضل اللحظات الرياضية بالقرن العشرين، نزال تاريخي كان حكمه التونسي العربي نورالدين عدالة، الذي أهدى لاحقا قفاز محمد علي إلى أول رئيس للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة.. شخصيا عشت التجربة والمتابعة لنزالات محمد علي، كانت العائلة تستفيق لحضور النزال، وابن الخامسة كان حاضرا في انتصارات محمد علي وكان شاهدا على أفراح العائلة والجيران.

نعم في تلك الأيام اشترى الوالد تلفازا من أجل محمد علي.. مقالي هذا أردت به أن أشارككم فيه لحظات الزمن الجميل وأردت من خلاله لمسة وفاء للحكم نور الدين عدالة الذي ودعناه منذ أيام.