5 نجوم عرب خطفوا الأضواء في مونديال قطر 2022

2022-12-20 12:41
محمد كنو لاعب خط وسط المنتخب السعودي (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

حقق منتخبا السعودية وتونس انتصارين صاعقين في دور المجموعات لمونديال قطر 2022 على أرجنتين البطل ليونيل ميسي وفرنسا حاملة اللقب، وحقق المغرب إنجازاً تاريخياً كأول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى نصف النهائي، في نتائج مميزة لم تأتِ من فراغ، بل بفضل نجوم تركوا بصمتهم في نهائيات النسخة الثانية والعشرين من الحدث العالمي.

وقبل المشاركة في مونديال 2022، حقق نجوم من المنتخبات العربية العديد من البطولات المحلية والقارية في الدوريات الأوروبية الكبرى بفضل مستوياتهم الكبيرة التي جعلتهم يحترفون في أقوى الأندية العالمية على غرار أشرف حكيمي نجم باريس سان جيرمان وياسين بونو حارس إشبيلية.

وانضم إلى ثنائي "أسود الأطلس" العديد من نجوم العرب الذين كانوا أقل شهرة ويلعبون في أندية أوروبية متوسطة المستوى، قبل أن يتمكنوا من خطف الأضواء بتألقهم في مونديال قطر، وهو ما جعل كثيرين منهم مرشحين للانتقال إلى فرق أقوى.

ويستعرض هذا التقرير 5 نجوم عرب خطفوا الأضواء في مونديال قطر 2022، وذلك على النحو الآتي:

أمرابط النفاثة المغربية

لكن عندما ركض سفيان أمرابط من قبل دائرة منتصف الملعب للحاق بأسرع لاعب في العالم الفرنسي كيليان مبابي خلال مباراة نصف النهائي والوصول إليه وافتكاك الكرة منه، لم يركض بقدميه فحسب بل ركض بقلب شجاع يحاول أن يحافظ على القصة التاريخية لمنتخب "أسود الأطلس" في هذا المونديال.

خسر المغرب في النهاية المباراة 0-2، لكن أمرابط كسب مكانة بين أفضل لاعبي خط الوسط في النهائيات، فمنذ بداية العرس العالمي لم يترك أمرابط مكاناً في الملعب إلا وكان حاضراً فيه، ساند الدفاع كثيراً وقطع وانتزع الكرات من لاعبي المنتخبات المنافسة، و"نظّف" المنطقة أمام رباعي خط الدفاع وشكل حلقة وصل بين الدفاع والهجوم وأكد حضوره في الهجوم بتموين زملائه بكرات متقنة للتهديف.

تألقه المستمر، زاد من اهتمام الأندية الكبرى في القارة العجوز بخدماته وأبرزها ليفربول الإنجليزي، حسب تقارير صحفية.

لعب أمرابط المباراة "الملحمية" في ثمن النهائي ضد إسبانيا "بحقنة مسكنة لآلام في الظهر أبقته مستيقظاً حتى الساعة الثالثة صباحاً ليلة المباراة".

العيدوني نقطة مشرقة في مشوار تونس

انتهى مشوار تونس من الدور الأول، لكن "نسور قرطاج" رفضوا توديع قطر من دون نتيجة تاريخية حققوها في الجولة الأخيرة على حساب فرنسا حاملة اللقب (1-0).

تضاءلت حظوظ تونس بالتأهل منذ الجولة الثانية بخسارتها أمام أستراليا 0-1 بعد تعادل افتتاحي واعد أمام الدنمارك 0-0، لكنها قدمت لاعباً مقاتلاً بشخص عيسى العيدوني الفخور بجذوره الجزائرية وفي الوقت ذاته بانتمائه إلى المنتخب التونسي.

تعالت الأصوات في الجزائر منتقدة عدم ضم نجم فرينكفاروزي المجري إلى صفوف منتخب "محاربي الصحراء"، فيما أشادت الصحف التونسية بأداء العيدوني بفضل اعتراضاته للكرة وتحركاته وتوجيهه لرفاقه داخل المستطيل الأخضر في الجولة الأولى ما سمح له بنيل جائزة لاعب المباراة.

استهل العيدوني حلم المشاركة في العرس الكروي العالمي بألوان تونس بعدما كان معادلة مهمة في التأهل، ليرد الثقة التي وضعها فيه المدرب منذر الكبيِّر وبعده جلال القادري.

ولد العيدوني من أب جزائري وأم تونسية فتعلق بالبلدين وارتبط بهما، وبعدما انتظر فرصة صريحة للانضمام إلى "محاربي الصحراء" أتته من "نسور قرطاج" في 19 مارس/ آذار 2021، ليشارك في أول مباراة دولية في 25 منها في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2021 ضد ليبيا.

أبدت الجماهير الجزائرية حسرتها على إضاعة فرصة الاستفادة من جهود لاعب خط الوسط صاحب مواصفات يفتقر لها المنتخب خصوصاً بعد اعتزال عدلان قديورة.

أوناحي منتج محلي بمؤهلات عالمية

لا يختلف أحد على أن أشرف حكيمي وحكيم زياش هما مركز الثقل في المغرب؛ نظراً لمكانتهما الأوروبية، لكن المونديال القطري قدم أيضاً نجماً مغربياً آخر إلى جانب أمرابط هو عزّ الدين أوناحي، هذا "المنتج المحلي بمؤهلات عالمية" وفق وصف مدربه وليد الركراكي.

كان للاعب أنجيه الفرنسي دوراً حيوياً في المشوار التاريخي للمغرب، لكن خلافاً لغالبية اللاعبين، تأسس ابن الـ22 عاماً كروياً في أكاديمية محمد السادس المحلية و"هذا فخر كبير بالنسبة لكرة القدم المغربية وردّ على مروجي فكرة أن لاعبي المغرب يبرزون بفضل تكوينهم في المدارس الأوروبية"، وفق الركراكي.

انهالت الإشادات على أوناحي من كل حدب وصوب، وكان أبرزها من مدرب إسبانيا، لويس إنريكي، الذي أبدى فريقه السابق "برشلونة" اهتمامه بالتعاقد مع الواعد المغربي، حسب صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية.

وقال إنريكي الذي أُقيل من منصبه مباشرة عقب الإقصاء، إن أكثر لاعب أعجبه هو "اللاعب صاحب الرقم 8، لعب بطريقة مدهشة ولم يتوقف عن الركض"، مضيفاً أنه تحدث مع طاقمه الفني بشأنه وتفاجأ بمستواه.

كنو شعلة سعودية

كاد حلم محمد كنو بالمشاركة في كأس العالم للمرة الثانية أن ينتهي بسبب الصراع عليه من قبل الهلال والنصر الذي نجح في الحصول على توقيعه في صفقة مدوية، لكن سرعان ما تمكن الأول في إقناع كنو بتجديد تعاقده، ليقع اللاعب تحت طائلة عقوبات تأديبية بالإيقاف 4 أشهر وتغريمه 12 مليون ريال، وإلزامه برد مبلغ 27 مليون ريال للنصر، وحرمان الهلال من التعاقد مع لاعبين في فترتي قيد.

رغم الإيقاف الذي تعرض له كنو لكنه احتفظ بمستواه المعروف عنه، ولم يتأثر بالحالة الجدلية التي رافقته في فترة الصيف، فبدأ مونديال قطر بصاعقة أسهم في صناعتها على حساب ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني (2-1).

قدّم لاعب الوسط البالغ 28 عاماً أوراق اعتماده كأحد أفضل لاعبي المحور في قطر، ولفت الأنظار إليه بعد المستوى المميز الذي قدمه رفقة "الأخضر" أمام الأرجنتين وبولندا في أول مباراتين بالمونديال.

وحظي كنو بإشادات واسعة سواء من قبل الجماهير السعودية والعربية، أو من الصحف الأجنبية، بعد الدور البارز الذي لعبه أمام الأرجنتين (2-1) ونجاحه في قيادة خط الوسط السعودي دفاعاً وهجوماً.

لكن مغامرة اللاعب الفارع الطول (1.92 م) والذي يمتلك مهارات عالية جعلت المدرب الفرنسي هيرفي رينارد يعتمد عليه كأحد العناصر الأساسية في كتيبة الصقور الخضر، انتهت على يد المكسيك التي ألحقت بالسعودية هزيمتها الثانية، لينتهي مشوار "الأخضر" عند الدور الأول.

الخزري يمنح النسور فوزاً تاريخياً ويعتزل

قدم وهبي الخزري مستويات كبيرة في مشاركة تونس في المونديال، ولعل أبرزها ما قدمه أمام المنتخب الفرنسي وقيادته لنسور قرطاج إلى فوز تاريخي على الديوك.

وبعد دقائق من بداية الشوط الثاني استلم الخزري الكرة وتوغل من منتصف الملعب ليواجه المرمى ويسجل هدفاً حاسماً أكثر من رائع ليمنح منتخب بلاده وداع مشرف للبطولة العالمية.

وسجل مهاجم أندية باستيا وبوردو (2014-2016) وسانت إيتيان وسندرلاند الإنجليزي السابق، 25 هدفاً في 74 مباراة بقميص "نسور قرطاج"، كما لعب في 5 نهائيات في بطولة أمم أفريقيا، إلى جانب خوضه كأس العالم مرتين عامي 2018 و2022.

ويُعد الخزري "31 عاماً" أحد أهم العناصر في الكرة التونسية في ظل مواصلته مشوار الاحتراف الأوروبي بشكل جيد على مدار السنوات الماضية، والمستوى الجيد له مع فريقه مونبلييه الفرنسي في الموسم الحالي بعدما انتقل إليه في صيف هذا العام قادماً من سانت إتيان الفرنسي.

وقضى الخزري، الذي ولد في مدينة أجاكسيو الفرنسية، مسيرته الاحترافية معظمها في فرنسا؛ حيث بدأها مع نادي باستيا الفرنسي عام 2009، وانتقل إلى مواطنه جيروندان بوردو عام 2014 ثم انتقل إلى سندرلاند الإنجليزي في موسم 2016 وبعد موسمين عاد للدوري الفرنسي من بوابة سانت إتيان.

ومع بداية الموسم الجاري انتقل إلى مونبلييه وقدَّم مستويات مميزة مع الفريق، وخلال مسيرته الكروية على مستوى الأندية والتي ما تزال مستمرة إلى الآن، سجل نجم نسور قرطاج 90 هدفاً.

شارك: