5 أخطاء تاريخية لا تُغتفر لإدارة برشلونة في الميركاتو

2021-06-08 09:01
لويس فيغو (يمين) ولويس سواريز لاعبا برشلونة السابقان (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يمر برشلونة حاليًا بمرحلة انتقالية في الفترة الرئاسية الثانية لخوان لابورتا، الرئيس الذي تصفه الصحافة الكتالونية بـ "الذهبي"؛ نظرًا للإنجازات غير المسبوقة في تاريخ النادي التي تحققت في ولايته الأولى من 2003 إلى 2010، كان أبرزها التعاقد مع رونالدينيو، وتأمين وضعية ميسي، ومنح الفرصة لبيب غوارديولا، ونيل لقبين لدوري أبطال أوروبا، وغيرها من الأرقام والنجاحات.

يُمنّى أنصار النادي الكتالوني النفس بفترة ذهبية أخرى مع لابورتا الذي حصل على دعم الجميع في المدينة والنادي، ومنهم منافساه في الانتخابات الماضية توني فريسكا وفيكتور فونت، اللذان قالا نصًا: "سندع الخلافات جانبًا، وسنضع خدماتنا تحت تصرف لابورتا".

السقطات التي وقعت فيها الإدارة السابقة برئاسة جوزيب ماريا بارتوميو المستقيل، سيتكفل لابورتا بإصلاحها واحدة تلو الأخرى، سواء على الصعيد الرياضي أو الإداري أو الاقتصادي، هذا ما تتحدث عنه الصحافة المُقرّبة من النادي.

لكن ماذا عن تلك الأخطاء التي لا يُمكن إصلاحها مثل القرارات المصيرية في نوافذ الانتقالات، على غرار بيع لويس سواريز ولويس فيغو وإبرام صفقة تبادل آرثر ميلو بميراليم بيانيتش؟ دعونا نتحدث في هذا التقرير عن أبرز 5 أخطاء لإدارة برشلونة في الميركاتو.

بيع لويس سواريز

منذ انتقاله إلى النادي في 2014 وحتّى رحيله طليعة الموسم الحالي، سجّل سواريز 195 هدفًا بقميص برشلونة، وقدّم 118 تمريرة حاسمة على مدار 6 مواسم، وغدا ثالث هدّافي النادي التاريخيين، بينما كوّن إحدى أشهر ثلاثيات كرة القدم "MSN" إلى جانب ليونيل ميسي ونيمار دا سيلفا، هو أول لاعب يفضّ شراكة ميسي ورونالدو في منصّة الحذاء الذهبي. ويمكن القول إنه غير قابل للتعويض أبدًا في برشلونة، إلا إذا كان بديله هو مبابي أو هالاند.

 في الموسم الأول بعد رحيله واجه برشلونة مشكلات عديدة على مستوى الخط الهجومي بتقلب مستويات أنطوان غريزمان وتدني مردود مارتن برايثوايت وتعدد إصابات عثمان ديمبيلي؛ ما جعل النادي يفقد نظريًا فرصة المنافسة على الدوري، وودّع دوري الأبطال بهزيمة قاسية أمام باريس سان جيرمان. وعلى الجانب الآخر سجّل سواريز 18 هدفًا من 24 مباراة مع أتلتيكو، واستمر في الفتك بالشباك ليقود فريقه الجديد إلى تصدر اللائحة والاقتراب من اللقب.. خطوة غير مدروسة من جانب إدارة برشلونة، والأسوأ طريقة رحيل اللاعب التي جعلته يبكي عند خروجه من مقر النادي، إذ قال إنه رحل مطرودًا.
 

جلب كوتينيو

عقب الرحيل الكارثي لنيمار في 2017 صوب باريس سان جيرمان، كثّف برشلونة جهوده نحو فيليب كوتينيو من ليفربول باعتباره وريثًا شرعيًا لمواطنه، وبعد سلسلة من المفاوضات نجح برشلونة في نيل خدمات كوتينيو بقيمة 145 مليون يورو صيف 2018.

على المستوى الرياضي فإن اللاعب عانى في التأقلم بجميع المراكز التي لعب خلالها، فلم يستطع التعاطي في الجناح الأيسر، وفشل في اللعب كمتوسط ميدان ثالث، فلا عوّض نيمار على الطرف ولا إنييستا في العمق، واتضح أن اللاعب ليس مناسبًا لبيئة النادي إطلاقًا، ففي موسمه الأول سجّل فقط 3 أهداف بالليغا، وأظهر مردودًا باهتًا؛ ما اضطر النادي إلى إعارته لبايرن ميونيخ، وبعد عودته بالموسم الحالي 2020-2021 تعرض لإصابة أبعدته عن 28 مباراة بمختلف المسابقات.

على المستوى الاقتصادي والإداري فإن بنود عقد كوتينيو كارثية بالنسبة لبرشلونة، إذ سيدفع النادي الإسباني 20 مليون يورو لليفربول عند وصول اللاعب إلى 100 مباراة بقميص الفريق، ولديه حاليًا 90 مباراة، ويأمل برشلونة في أن ينتهي موسمه إثر الإصابة التي تعرض لها مؤخرًا، وبيعه في الميركاتو القادم، بدلًا من تكبّد خسارة 20 مليون يورو.

التخلي عن لويس فيغو

لعب لويس فيغو 5 مواسم تاريخية مع برشلونة من 1995 إلى 2000، وفاز معه بسبعة ألقاب رئيسية في تشكيلة ضمت إلى جانبه البرازيليين ريفالدو ورونالدو الظاهرة. في موسمه الأخير كان قائدًا للفريق وقدّم 17 تمريرة حاسمة، وسجّل 7 أهداف. وفي ذلك الوقت كان فلورينتينو بيريز يتجهز لخوض انتخابات رئاسة ريال مدريد وتواصل مع وكيل أعمال فيغو، خوسي فيغا، ليوقّع الثنائي عقدًا ينص على انتقال فيغو إلى ريال مدريد حال فاز بيريز بالرئاسة، وقيمة الشرط الجزائي بالعقد 19 مليون يورو.

 لم يكن يعتقد فيغو أن بيريز سيفوز -بحسب تصريحات اللاعب ليومية ماركا- وطلب من رئيس برشلونة خوان غاسبارت دفع 19 مليونا قيمة الشرط الجزائي لأنه لم يكن يمتلك المال ويريد البقاء في برشلونة، وقد رفض غاسبارت طلبه، واضطر فيغو للانتقال إلى ريال مدريد في صفقة هزّت كرة القدم الإسبانية، لاحقًا تدنّت مستويات برشلونة ودخل في سنوات عجاف، بينما ازدهر ريال مدريد بقيادة نجمه الجديد لويس فيغو وبقية جيل الغلاكتيكوس الأول.

التسرّع في جلب ديمبيلي

دفع برشلونة 135 مليون يورو لجلب عثمان ديمبيلي من بوروسيا دورتموند بعد أسابيع قليلة من مغادرة نيمار في 2017 كنوع من تهدئة الجماهير وإسكات الأصوات الغاضبة، ولم تكن تدري إدارة النادي أن التسرّع في تلك الصفقة "غير المدروسة" سيكلفها الكثير.

 لا يمكن إنكار موهبة ديمبيلي الذي يلعب بكلتا قدميه، ويجيد المراوغة السريعة والتصويب الدقيق، لكن عند الحديث عن الاستفادة الملموسة لبرشلونة من اللاعب، فلا مُحصّلة واضحة يمكن الإشارة إليها، تاريخ اللاعب مع الإصابات ونقاط الضعف في جسده نقطة لم تفطن إليها إدارة برشلونة التي سعت بأقصى سرعة لحسم التعاقد، فتكبّدت صفقة فاشلة.  

أصيب ديمبيلي 10 إصابات مختلفة منذ التحاقه بالنادي، وغاب على إثرها عن 90 مباراة خلال 4 مواسم فقط. وإجمالًا يمكن القول إن ديمبيلي فقد المشاركة في 60% من مباريات برشلونة. ويقول تقرير عن يومية "ليكيب" الفرنسية إن نظام التدريبات في النادي الكتالوني ضعيف مقارنة بما يحتاجه جسم اللاعب، وهو السبب الرئيسي في تكرار الإصابات، ويرد آخر من "سبورت" بأن اللاعب يعاني من مشكلات عضلية مزمنة.
 

مبادلة آرثر- بيانيتش

ليس من المنطقي مبادلة لاعب واعد بعمر الـ23 قابل للتطور وصقل موهبته وتُلقّبه الصحافة بخليفة تشافي وإنييستا، بلاعب يقترب من حاجز الـ31 عامًا ويدنو خطوة بخطوة نحو نهاية مسيرته الرياضية وغير مضمون نجاحه في بيئة جديدة عليه وهي الكرة الإسبانية. هذا ما حدث عندما تبادل يوفنتوس وبرشلونة اللاعبين آرثر ميلو وميراليم بيانيتش..  

يُقال إن الدوافع الاقتصادية كانت وراء الصفقة لحاجة برشلونة إلى المال، لكن بغض الطرف عن تلك الزاوية، لا تقبل أي إدارة كانت بمثل هذا النوع من الصفقات، الأمر كمن يستبدل كيليان مبابي بإدينسون كافاني. يعاني بيانيتش منذ التحاقه ببرشلونة من حيث مجاراة نسق الفريق السريع في نقل الكرة وطريقة اللعب الجديدة بالنسبة له، فهي بكل حال أكثر تطورًا وتعقيدًا من كرة يوفنتوس التي اعتاد عليها،  لذلك لا عجب عندما نرى حصيلة اللاعب صفر أهداف وصفر تمريرات حاسمة حتّى المرحلة الـ27 من الليغا. 



شارك: