3 تحديات مهمة تنتظر الإسباني جيسوس كاساس مع المنتخب العراقي
أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم تسمية الإسباني جيسوس كاساس، مدربًا لمنتخب العراق، بعقد يمتد لـ4 سنوات، مقابل مليون و200 ألف دولار سنويًا، على أن يتحمّل المدرب دفع رواتب كادره المساعد، والمكّون من 5 أعضاء.
ويأتي اختيار ابن الـ49 ربيعًا، بنصيحة من الاتحاد الإسباني، بعدما طلب رئيس الاتحاد العراقي، عدنان درجال، خلال زيارته السابقة لمدريد، ترشيح اسم تدريبي يقود منتخب بلده، في المرحلة المقبلة، حيث سبق لجيسوس كاساس العمل مع منتخب الماتادور الإسباني، بصفة مساعد للمدرب لويس إنريكي بين 2018 و2022.
مواجهة الإعلام .. أصعب التحديّات
لا تخلو مهمة الإسباني كاساس من الصعوبة، حيث تُعقد عليه الآمال في طي صفحات الإخفاقات السابقة، وما دام أنه مدرب أوروبي سيتقاضى أضعاف ما يُمنح للمدرب المحلي، فإن حجم الضغوطات ستكون كبيرة، والإعلام العراقي بمختلف فروعه لن يدع أيام "كاساس" هادئة.. البرامج التلفزيونية والمواقع الإلكترونية وصفحات الفيسبوك، كانت لها تجارب مريرة مع المدربين السابقين، وتحديدًا القادمين من القارة الأوروبية.
وهذا ما دفع البعض إلى تقديم النصيحة للمدرب الشاب، بالابتعاد عن ساحة الإعلام العراقي، وعدم التفاعل مع القضايا اليومية الشائكة، واستشهدوا بسياسة المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانتيش، المدرب الأسبق للعراق، والذي صمد لـ3 سنوات متتالية أمام الهجمات الإعلامية المتواصلة، وكان رافضًا للتصريحات والتعليقات، ولا يحبذ ترجمة ما يُقال في وسائل الإعلام، ولم ينشأ أي حساب في مواقع التواصل الاجتماعي، فهل يخطو كاساس الخطوة ذاتها، أم أنه لن يستغني عن حساب الإنستغرام؟
ملف المغتربين .. سلاح ذو حدّين
ويأتي التحدي الثاني للمدرب الإسباني الشاب، هو كيفية التعامل مع اللاعبين المغتربين العراقيين المولودين في أوروبا، حيث وجد أكثر من مدرب صعوبة بالتعامل مع هذا الملف، ما بين سوء تقدير التعامل مرةً، ومزاجية اللاعب المغترب مرةً أخرى.
فهل سيوافق كاساس على السماح لزيدان إقبال وعلي الحمادي ومهند جعاز، على عدم الالتحاق مستقبلًا بمعسكرات المنتخب، حتى لو طلبت الأندية الإنجليزية والسويدية منهم البقاء أو خسارة فرصة اللعب؟
وإذا أراد كاساس النجاح والتميّز في هذا الملف الشائك، عليه أن يخطو خطوة السفر، ولقاء اللاعبين وجهًا لوجه، وكذلك التحدث معهم عن مشروعه الكروي الجديد مع المنتخب الوطني، إضافةً إلى مناقشة مدربيهم بأدق التفاصيل بما يخص اللاعب، فهذه البادرة الاحترافية لم يسبق لأي مدرب قاد العراق، أن طبقّها فعلًا.
كما أن هناك عددًا آخر من اللاعبين العراقيين الناشطين في أوروبا، ما زالوا متردّدين باللعب لمنتخب الآباء والأجداد، بسبب عدم احترافية المسؤولين في العراق، حيث يعتمدون على مكالمات الهاتف، وإرسال وسطاء لا يملكون صفة رسمية، فضلًا عن قصص تعامل غير مقبولة مع مغتربين سابقين، عاشوا تجارب سيئة بعد تمثيلهم المنتخب العراقي.
خليجي 25.. الامتحان الأول
أصر وكيل أعمال المدرب الإسباني، جيسوس كاساس، على أن يكون العقد لـ4 سنوات، وأن تكون قيمة الشرط الجزائي في السنة الأولى، قيمة العقد بالكامل، وقيمة رواتب 6 أشهر في حال الإقالة في أي من السنوات الـ3 المتبقية، لأن المدرب على عَلِم من أصدقاء ومقربين بأن العراق حاله كحال المنتخبات العربية، لا يلتزم بالمشاريع الرياضية الطويلة، وقرارات الإقالة قد تصدر بين ليلة وأخرى، خاصةً تحت تأثيرات الإعلام والجمهور.
الظاهر في المفاوضات بين الطرفين، كما أكدت مصادر خاصة لموقع "winwin"، أن رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال، طلب من كاساس أن يدير مشروعًا متكاملًا، وأن مهمته لن تقتصر على قيادة المنتخب الأول، حيث ستكون له اليد في الإشراف على بقية المنتخبات الأخرى، وأن الهدف الأكبر هو التأهل لنهائيات كأس العالم 2026، ولكن هل ستصمد كلمة درجال في حال لم ينجح كاساس، في المهمة الأولى، خليجي 25 في البصرة؟.. إذا وصل نهائي المسابقة وخسر، قد ينال تمديدًا حتى كأس آسيا 2023 في قطر، ولكن الأكيد أنه لن يكمل أكثر من عامين.. تجربة السلوفيني كاتانتيش، والسنوات الـ3 دون إقالة، لن تجد لها مكانًا في بلاد الرافدين.