هل يمنح تاريخ الكرة الذهبية أمل التتويج لرافينيا ويامال؟
شكّل إقصاء نادي برشلونة من دوري أبطال أوروبا، ضربة موجهة للكتالان من أصعدة مختلفة، فإلى جانب ضياع الحُلم المتكامل بنيل اللقب القاري للمرة السادسة في التاريخ، جاء الإقصاء ليرهن حظوظ نجمي "البلوغرانا" لامين يامال ورافينيا في نيل الكرة الذهبية، وذلك لأن منافسهما الأبرز لا يزال في السباق، ويتعلق الأمر بالفرنسي ديمبيلي.
وقبل مباراة باريس سان جيرمان وأرسنال ضمن إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، يضع الفرنسي ديمبيلي نفسه مرشحاً بارزاً لنيل الجائزة الفردية في حال تأهله إلى النهائي، وخاصة تتويجه باللقب، حيث أسهم حتى الآن في 43 هدفاً خلال 45 مباراة مع نادي العاصمة الفرنسية، وإن نجح في إهداء "ذات الأذنين" لأول مرة للبياسجي، فإن الترشيحات ستصب في صالحه أكثر من أي مرشح آخر.
ديمبيلي يريد لقب الأبطال لنيل الكرة الذهبية دون جدل إعلامي
ويُشير تاريخ الكرة الذهبية، إلى أن الكثير من نجوم كرة القدم نجحوا في نيل الجائزة بعد قيادتهم لفرقهم نحو لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة، رغم أن العديد من الأمثلة الأخرى لم يكن لها نفس الحظ، لا سيما في سنوات البطولات الكبرى للمنتخبات، مثل كأس العالم وكأس أمم أوروبا على وجه الخصوص.
وكان الأيرلندي جورج بست أسطورة مانشستر يونايتد، أبرز من توج بالكرة الذهبية بعد قيادته "الشياطين الحمر" لأول تتويج في دوري الأبطال، وذلك في سنة 1968، وهو نفس ما حدث مع الهولندي يوهان كرويف سنة 1971 بعد تتويج أياكس أمستردام لأول مرة بدوري الأبطال ومع الفرنسي ميشيل بلاتيني إثر تتويج يوفنتوس سنة 1985.
وإلى جانب المتوجين، يُقدم لنا تاريخ الكرة الذهبية أمثلة عديدة للاعبين حصدوا الجائزة لمُجرد وصولهم إلى نهائي دوري الأبطال، وهو ما يجعل ديمبيلي في موقف أفضل مقارنة بمنافسيه في كُل الأحوال إن نجح في حسم التأهل الليلة أمام "المدفعجية"، وكان مواطنه جان بيار بابان قد حصد الكرة الذهبية لسنة 1991 بعد وصوله إلى نهائي الأبطال رفقة أولمبيك مارسيليا وخسارته اللقب بركلات الترجيح أمام النجم الأحمر لبلغراد.
وتكرر سيناريو بابان مع البلغاري ستويشكوف لاعب برشلونة، الذي نال الجائزة رغم خسارة نهائي 1994 أمام ميلان، ولو أن ستويشكوف حصد أغلبية الأصوات بفضل مشوار دولي كبير أيضاً في مونديال أمريكا، حين قاد بلغاريا لاحتلال المركز الرابع، وفي سنة 2003 نجح التشيكي نيدفيد في الفوز بالجائزة رغم خسارة اللقب مع يوفنتوس أمام ميلان، ورغم غيابه عن النهائي بسبب تراكم البطاقات، وسط انتقادات لاذعة بسبب عدم فوز الفرنسي تيري هنري.
الكرة الذهبية عرفت جدلاً واسعاً في عدة مواسم قبل عصر ميسي ورونالدو
ويتمسك ديمبيلي ورافينيا وأيضاً المصري محمد صلاح بأمل التتويج حتى في حال تتويج ديمبيلي باللقب الأوروبي، حيث يُشير تاريخ المسابقة إلى خسارة بعض المتوجين بدوري الأبطال لجائزة الكرة الذهبية في حالات خاصة، أغلبها في سنوات المونديال وكأس أمم أوروبا، مثلما حدث مع الكرواتي دافيد سوكر الذي خسر الجائزة سنة 1998 أمام بطل العالم زين الدين زيدان، إلا أن متوجين آخرين خسروا اللقب رغم نيلهم دوري الأبطال في سنوات غير سنوات البطولات الدولية الكبرى.
ويعتبر الإنجليزي ديفيد بيكهام من أشهر اللاعبين الذين خسروا الجائزة رغم موسم خرافي مع النادي، حيث توج سنة 1999 بالثلاثية التاريخية رفقة مانشستر يونايتد، لكنه حلّ ثانياً في سباق الكرة الذهبية خلف البرازيلي ريفالدو لاعب برشلونة، وفي سنة 2004، توج الأوكراني أندريه شيفتشينكو لاعب ميلان بالجائزة الفردية على حساب البرتغالي ديكو المُتوج بدوري الأبطال مع بورتو، علماً أن منتخب اليونان الفائز بـ"اليورو" لم يكن يملك لاعباً بارزاً يستحق المنافسة على جائزة "فرانس فوتبول".
ووسط كُل الحالات الممكنة، يبقى عصر الأسطورتين ميسي ورونالدو استثنائياً للغاية وبعيداً عن كل المعطيات السابقة، كونهما رفعا التحدي الفردي إلى أعلى مستوى بسبب أرقام خرافية جداً في كل مواسمهما بأوروبا، وتمكنا من نيل الجائزة في مواسم عديدة بغض النظر عن أسماء المتوجين بدوري الأبطال أو كأس العالم أو كأس أمم أوروبا، حيث نالها ميسي سنة 2010 رغم تتويج إنييستا بكأس العالم مع إسبانيا، ونالها رونالدو سنة 2014 على حساب ميسي ونوير، رغم تتويج ألمانيا بالمونديال ووصول "إل بولغا" إلى النهائي.