هل يكسر عمر مرموش لعنة الفشل الألماني في إنجلترا؟

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2025-01-18
-
آخر تعديل:
2025-01-18 23:41
المصري عمر مرموش يودع جماهير آينتراخت فرانكفورت قبل الرحيل صوب مانشستر سيتي (Getty)
عمرو صلاح
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

في مشهد مهيب وغير مُعتاد للاعبين العرب أو الأفارقة بشكل عام في الملاعب الأوروبية، وقف المصري عمر مرموش أمام مدرجات "كومرتسبانك" معقل آينتراخت فرانكفورت، وسط أجواء احتفالية سادتها الحفاوة الكبيرة، ومن خلفه، كان زملاؤه يحيونه بكل فخر، وهم يرون فيه رمزًا للاجتهاد والطموح، بينما الجماهير أمامه تصفق بحرارة، محتفلة بأحد أبرز لاعبي الفريق، الذي قاوم الكبار في ألمانيا لمدة 566 يومًا، وأعاد لهم الأمل في استعادة أمجاد الماضي من جديد.

مرموش، ذلك الفتى الذي لم يتوقف عن السعي، كان في كل خطوة يخطوها في الملاعب مخلصًا لحلمه، وها هو الآن، يستعد للانتقال إلى مانشستر سيتي في صفقةٍ تاريخية، ليكتب فصلًا جديدًا في مسيرته.

لم يتمالك عمر مرموش نفسه أمام مشاعر زملائه الذين احتشدوا حوله، يحيونه بحرارة، بينما الجماهير تعبر عن حبٍ له غير محدود، غمرت مشاعر الفخر والامتنان قلبه، وكان الموقف أشبه بلحظة فوزٍ عاطفي، جعلته يشعر أن جزءًا كبيرًا من حلمه قد تحقق.

لحظة وادع عمر مرموش لجماهير فرانكفورت

وفي ظل تلك الأجواء العاطفية، لم يتمكن عمر مرموش من إخفاء دموعه الجارية على وجنتيه، وكأن دموعه كانت تروي قصة الأمل الذي تحقق، وتعبّر عن الأيام الصعبة التي مر بها ليصل إلى هذه اللحظة.

هذه المشاهد تبرهن أن عمر مرموش يستعد لكتابة فصل جديد في تاريخ الدوري الإنجليزي، ولكن مشواره في البريميرليغ لن يكون مفروشًا بالورود، فالفرعون المصري ليس أول نجم يسطع في الملاعب الألمانية ويختار الانطلاق نحو أفضل دوري في العالم، فقد سبقه عدد من النجوم الذين تألقوا في ألمانيا خلال السنوات الأخيرة، ورغم إشعاعهم الكبير في البوندسليغا، إلا أن الطريق في الدوري الإنجليزي، الأقوى والأصعب، لم يكن كما يتوقع البعض.

وفي هذا السياق، يتناول "winwin" في التقرير التالي بعض الأسماء التي لفتت الأنظار بشكل كبير في الدوري الألماني، ولكنها لم تتمكن من التألق بالقدر ذاته في الدوري الإنجليزي، مما يسلط الضوء على التحديات التي قد يواجهها عمر مرموش في مسيرته القادمة في البريميرليغ.

قبل عمر مرموش .. أسماء لامعة وتجارب مخيبة للقادمين من ألمانيا!

غادون سانشو

اللاعب الإنجليزي الشاب تألق في صفوف بوروسيا دورتموند، حيث أصبح أحد أبرز المواهب في أوروبا، انتقل إلى مانشستر يونايتد في عام 2021 مقابل 85 مليون يورو.

ولكن تجربته كانت كارثية، عانى سانشو من انخفاض في المستوى ومن صراعات مع الجهاز الفني، لينتقل مؤخرًا إلى تشيلسي على سبيل الإعارة، حيث يبدو حتى الآن تائهًا في الدوري الإنجليزي.

كريستيان بوليسيتش

انتقل الأمريكي بوليسيتش من دورتموند إلى تشيلسي في 2019 مقابل 64 مليون يورو، ورغم فوزه بدوري أبطال أوروبا، إلا أنه لم ينجح في تلبية التوقعات الكبرى. سجل 26 هدفًا فقط في 145 مباراة مع البلوز قبل أن يرحل إلى ميلان في 2023.

كريستوفر نكونكو

الدولي الفرنسي غادر لايبزيغ في 2023 بعد تسجيله 58 هدفًا في آخر موسمين. انضم إلى تشيلسي، لكن الإصابات وصعوبة التأقلم أفسدت تجربته، حيث شارك في 42 مباراة فقط، 5 منها أساسيًا في الدوري.

والآن، تشير التقارير إلى أنه في طريقه للرحيل عن تشيلسي نحو بايرن ميونخ في صفقة تبادلية، حيث سينضم الموهوب الفرنسي ماتيس تيل إلى البلوز كجزء من الصفقة.

نابي كيتا

غادر لايبزيغ إلى ليفربول في 2018 مقابل 60 مليون يورو، ورغم البداية الواعدة، أجهزت الإصابات المتكررة على مسيرته مع الريدز، ليخرج بالمجان إلى فيردر بريمن في 2023.

تيمو فيرنر

تألق فيرنر مع لايبزيغ وغادر إلى تشيلسي في 2020 مقابل 53 مليون يورو، لكنه لم يظهر بالمستوى المتوقع؛ ثم عاد إلى لايبزيغ في 2022 ليعيد اكتشاف نفسه، قبل أن ينتقل إلى توتنهام في 2024، وبعد 17 مباراة هذا الموسم، لم يسجل أي هدف في البريميرليغ.

هنريك مخيتاريان

النجم الأرميني وصل إلى مانشستر يونايتد في 2016 من دورتموند مقابل 42 مليون يورو، ولم يتمكن من التأقلم مع أجواء البريميرليغ تحت قيادة مورينيو، لينتقل إلى أرسنال ومنه إلى روما، حيث استعاد بريقه قبل أن يتألق مع إنتر ميلان.

ما أسباب مُعاناة القادمين من البوندسليغا في البريميرليغ؟ 

تواجه العديد من اللاعبين القادمين من الدوري الألماني إلى الدوري الإنجليزي الممتاز صعوبات كبيرة تعرقل مسيرتهم الكروية، ومن أبرز هذه الأسباب الاختلاف الجوهري في أسلوب اللعب بين البطولتين.

ويعتمد البريميرليغ بشكل كبير على القوة البدنية العالية والضغط المكثف الذي يتطلب لياقة بدنية استثنائية، بينما يتميز الدوري الألماني بطابعه الفني والتكتيكي الأكثر تنظيمًا، هذا التفاوت يجعل الانتقال إلى الملاعب الإنجليزية تحديًا كبيرًا يتطلب وقتًا وجهدًا للتكيف مع الإيقاع السريع والمواجهات البدنية الشرسة.

إلى جانب ذلك، يشكل الضغط الإعلامي والجماهيري هاجسًا يؤثر بشكل مباشر على أداء اللاعبين، يُعتبر البريميرليغ بطولة الدوري الأقوى من حيث المستوى الفني والتغطية الإعلامية، حيث تخضع كل مباراة وكل خطوة للاعب لتقييم وتحليل مستمر، مما يضع اللاعبين تحت ضغوط نفسية هائلة.

وبينما يبدو الطريق مليئًا بالتحديات، لكن عمر مرموش يمتلك الإمكانيات لكتابة فصل جديد في تاريخ اللاعبين العرب في أوروبا.. ليظل السؤال هل سيتعلم مرموش من أخطاء من سبقوه، ويكسر لعنة الفشل الألماني في إنجلترا؟

شارك: