هل يقلب غوارديولا الطاولة على كلوب مجددا؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-04-05 13:19
بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي ويورغن كلوب مدرب ليفربول وجها لوجه (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

لا يُمكن التنبؤ أبدا بما قد تؤول إليه الأمور في إنجلترا. على سبيل المثال خسر مانشستر يونايتد 3 من أول 6 جولات في الدوري الإنجليزي وتراجع إلى الترتيب الـ15، ووفقًا لمواقع المراهنات في الأول من نوفمبر الماضي بدت نسبة فوزه باللقب أقل من 2%. أما في مسابقة دوري أبطال أوروبا فقدّم عروضًا مبهرة أمام باريس سان جيرمان وريد بول لايبزيغ ورشحّته مواقع المراهنات للعبور إلى ثمن النهائي بما نسبته 97%. وبعد شهرين فقط نجد أن مانشستر يونايتد ينافس حاليًا على صدارة البريميرليغ، بعدما أقصي من دوري الأبطال. 

لم أجد أفضل من هذا المثال كي نصل إلى بيت القصيد مباشرة. فالموسم بطبيعة الحال طويل ويشهد تقلبات في المستوى وإصابات لاعبين وتراجع مردود فني إلى آخره.. هذا بالتأكيد إذا ما أضفنا إليه تكدس المباريات ما بين دوري وكأس ومسابقات قارية، ما جعل صدارة الدوري تتغير 17 مرة هذا الموسم قبل أن ينتصف.

في إنجلترا لا يمكن الحديث عن حسم اللقب إلا في مطلع شهر مايو/أيار، فالأمور تسير وتستمر والمفاجآت تظهر تباعا واحدة تلو الأخرى، على صعيد جميع الأندية ولا ترتبط بمدى صغرها أو كبرها، لا كبير في إنجلترا، الكل يهزم الكل. هذه قاعدة لا مجال للنقاش فيها.

لذلك فإن مسألة حسم ليفربول للقب الدوري الثاني تواليا والذي سيعادل به رقم مانشستر يونايتد التاريخي مجرد "أضغاث أحلام". فبالنظر إلى مردود الفريق "الريدز" في المباريات الثلاث الأخيرة في الدوري الإنجليزي، فإننا نعيش تغيرا جذريا في تركيبة المنافسة بأعلى الجدول.

 وبالتمعّن في تلك الإحصائية (3 مباريات - نقطتان - هدف) نجد أن النادي فقد 7 نقاط دفعة واحدة خلال 3 جولات مُسجلا هدفا واحدا فقط أمام خصوم منتصف ومؤخرة الجدول مثل ويست بروميتش ألبيون ونيوكاسل يونايتد وساوثهامبتون.

وهل يمكن القول إن ليفربول سيتراجع وينطفيء لهيب المنافسة على اللقب؟ بالتأكيد لا، فالفريق يصنع الفرص ويستحوذ ويمسك بزمام الأمور جيدا لكن العقبة دائما كانت اللمسة الأخيرة، هناك مشكلة واضحة في إنهاء الهجمات لدى لاعبي ليفربول وبالأخص لدى ثلاثي المقدمة ماني وصلاح وفيرمينو.

وساهمت إصابة دييغو جوتا في حصر الحلول الهجومية وغيّبت العنصر الوحيد الفعّال هذا الموسم في منظومة كلوب بعد أن سجّل 9 مرات وصنع 11 فرصة تهديفية خلال 17 مباراة، وربما يعض الألماني يورغن كلوب أصابع الندم على عدم استقدام مهاجم قنّاص لمقاعد الاحتياط بدلا من أوريجي الذي ألقى بكل أوراقه ولا جديد ليقدمه. 


 في تلك المباريات بالتحديد (ويست بروم نيوكاسل ساوثهامبتون) كان استحواذ ليفربول تواليًا 78 - 73 - 67%. بينما سدد تواليًا أيضًا علىى مرمى الفرق الثلاثة 17 - 11 - 17 مرة. إليك الإحصائية الأكثر غرابة وهي خاصة بمعدل الأهداف المتوقعة 1.7 - 1.4 - 1.8 xG.. هذا هو موضع اللبنة.

الفرص التي صنعها لاعبو الريدز في مباراة ساوثهامبتون كان متوقعًا أن تتحول إلى 1.8 هدفًا، لكن الرعونة والتسرع وعدم التوفيق أمام المرمى حالت دون إحراز أي أهداف، انظر مثلًا إلى الأهداف المتوقعة لساوثهامبتون في المبارة (0.4%) أي أقل من نصف هدف. لكنه استغل أنصاف الفرص وسجّل إينغز.

تغيّر نهج ليفربول بصفة عامة في كيفية تسجيل الأهداف وصناعة الفرص التهديفية هذا الموسم عن سابقيه.. فمثلّا تشير إحصائية من شبكة "ESPN" إلى أن نسب تسديد التشكيلة في المواسم الثلاثة الأخيرة عندما يكون المهاجم في مواجهة مدافع واحد من الخصم أمام المرمى هي 28 - 24 -17 % من إجمالي التسديدات. وهذا الموسم تراجعت تلك النسبة إلى 13% فقط. أي أن النادي تخلى بعض الشيء عن أسلوب المرتدات الذي يضع المهاجم مباشرة أمام المرمى، بل تخلى عنه تدريجيا بالنظر إلى النسب.

في وجود جوتا تقول إحصاءات "أوبتا" إن متوسط أهداف ليفربول أكبر ونسبة الأهداف المتوقعة أعلى، استحواذ أقل وتسديدات أكثر. ما يدفعنا إلى القول إن كلوب انتهج طريقة أكثر مباشرة وتلاشت بإصابة اللاعب البرتغالي الذي يبدو أنه الوحيد هذا الموسم القادر على صنع الفارق أمام المرمى، والسبب أنه عندما يلعب جوتا إلى جانب صلاح وماني فإنه يجد أريحية بسبب الرقابة اللصيقة والأهمية الكبرى التي يولّيها مدافعو الخصوم للمصري والسنغالي، الأمر أشبه بإفساح المجال لجوتا.
 

لا يمكن إغفال أن إصابة فيرجيل فان دايك أعادت إلى الأذهان "الشوارع" الخلفية في ليفربول إبان الموسمين الأوليين لكلوب مع سكرتل وساغو ولوفرين. بدأ الخصوم يتجرأون أكثر وازدادت معدلات التصويب بشكل ملحوظ للغاية، ومع عدم وجود بديل قوي على مقاعد الاحتياط اضطر كلوب إلى إشراك فابينيو، وعند إصابة غوميز صعّد لاعبين من الأكاديمية، بل إنه أشرك هندرسون في قلب الدفاع. مشاهد عبثية بإجبار لا اختيار بفعل الإصابات. والأدهى أن المدرب الألماني فقد اثنين من خيرة لاعبيه في مراكزهم الأساسية في الوسط لحساب الدفاع. والإحصائية الأكثر حزنًا لجماهير النادي أن كلوب استعمل 12 ثنائيًا مختلفًا في الدفاع هذا الموسم.

ما يزال ليفربول متصدرا للجدول ولديه فارق أهداف مريح إضافة إلى وجود أغلب العناصر الأساسية كصلاح وماني وأرنولد وروبرتسون. الوقت فقط هو من سيسعف النادي الأحمر في تجاوز أزمته  عبر الخروج بأقل الخسائر في تلك الفترة تحديدا، قبل استعادة غوميز جوتا اللذين سيمثلان مصدر قوة لا يمكن تخيلها.

في الوقت ذاته قد لا يكون مانشستر يونايتد عنصر تهديد بالنسبة إلى ليفربول في المنافسة على اللقب، بل الشق السماوي من المدينة، والعلة أن كتيبة المدرب أولي غونار سولشاير ما زالت تمتلك مواطن ضعف وقصور في الأداء، نعم حقق الفريق 29 نقطة من آخر 11 مباراة لكن دائمًا الكيف أهم من الكم، لأن الكيف يُحدد المسار المستقبلي، 7 من المباريات الـ11 حُسمت بفارق هدف واحد بشق الأنفس.

لماذا مانشستر سيتي؟ رُغم أن جائحة كورونا قد ضربت النادي وتسببت في تأجيل عديد المباريات وقد يؤثر ذلك بالطبع على النسق الفني وحمية اللاعبين البدنية، فإن غوارديولا امتلك مؤخرًا سلاحًا فعالًا وهو روبين دياز الذي تكّفل بحل المشكلات الدفاعية بالفريق، ومنحه بيب مقعدًا أساسيًا في جميع مباريات البريميرليغ هذا الموسم.

بانتصار 3-1 على تشيلسي ثم الإطاحة بمانشستر يونايتد في نصف نهائي كأس الرابطة، فإن مانشستر سيتي أعلن عودته لمناطحة ليفربول على زعامة الدوري الإنجليزي، فقط يقف خلفه بـ 4 نقاط في الجدول ولديه مباراتان مؤجلتان، ما يعني أنه سيتجاوز الريدز بنقطتين حال فوزه بمؤجلتيه. الأمر الذي دفع موقع "FiveThirtyEight" الشهير بنصح متابعيه بالمراهنة على فوز السيتي بلقب الدوري وارتفعت نسبته من 25% قبل أسبوعين إلى 69% حاليًا.

وسيلعب مانشستر سيتي مباريات في المتناول -نظريًا- من الآن إلى نهاية يناير الحالي أمام برايتون وكريستال بالاس وأستون فيلا وويستبروميتش ألبيون وشيفيلد يونايتد. من يتذكر موسم 2018-2019 عندما كان ليفربول متفوقًا على مانشستر سيتي في فترة أعياد الميلاد بـ7 نقاط، وعاد سيتي مع بداية فبراير/شباط متصدرًا للائحة بعد أن أصلح غوارديولا أخطاءه واستعاد فيرناندينيو؟ الظروف تتشابه والسيناريو قد يتكرر، فيرناندينيو هذا الموسم هو روبين دياز!

شارك: