هل انتهى زمن الثنائي الخارق؟

2021-06-08 09:01
أيمن جاده
Source
+ الخط -


عندما توج بيليه ملكاً للكرة في عيون محبيه وأنصاره وحتى المراقبين المحايدين في العالم، لم يكن له من منافس واضح في زمانه، بل مجرد أسماء تميز أصحابها بالإبداع ولكن ليس لدرجة منافسة الجوهرة السوداء (وهكذا كان لقبه) على لقب أفضل لاعب في العالم، من أمثال يوزيبيوالبرتغالي ومولر الألماني وبوبي تشارلتون الإنكليزي.. ومن قبلهم ديستيفانو الأرجنتيني وبوشكاش المجري، ومن بعدهم بيكنباور الألماني وكرويف الهولندي..


وعندما استحق الأرجنتيني الراحل دييغو أرماندو مارادونا زعامة نجومية الكرة العالمية، حاول الكثيرون إيجاد منافس له، فاختاروا مرةً الفرنسي ميشيل بلاتيني (رئيس الاتحاد الأوربي في ما بعد)، وطوراً آخر البرازيلي زيكو، وكذلك النجم الهولندي رود خوليت، دون أن يعمر أحدهم أو يصمد في وجه نجومية الأعجوبة الأرجنتينية الذي ما زال مواطنوه يلهجون بالثناء عليه بعد أكثر من ربع قرن على اعتزاله. 

لكن الألفية الجديدة حملت لنا ظاهرة لم نعهدها من قبل في كرة القدم، بعدما لم يعمر البرازيلي رونالدو الشهير بالظاهرة ولا مواطنه رونالدينيو طويلاً في الملعب بسبب الإصابات وأشياء أخرى.. تلك الظاهرة الجديدة كانت الظهور المتزامن لنجمين استثنائيين حارَ العالم في تفضيل أحدهما على الآخر، لأن لكل منهما مزاياه ونقاط قوته المدهشة، إنهما الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو اللذان سيطرا على جائزة أفضل لاعب في العالم في ما بينهما طيلة عقد كامل من الزمن بل أكثر، عن جدارة واستحقاق.. ولكن لأن لكل شيء نهاية فيبدو أن مسيرة النجمين الكبيرين قد شارفت على فصلها الأخير، أو على الأقل قد تجاوزا ذروة الخط البياني للتألق وبات بإمكان بعض الآخرين أن يقارنوا بينهما من ناحية الإنجازات والأرقام في هذه الفترة، وهكذا بدأت الجوائز تتسرب إلى آخرين..

كفوز الكرواتي لوكا مودريتش بجائزة العام ٢٠١٨ وفوزالبولندي روبرت ليفاندوفسكي بجائزة ٢٠٢٠، وهما يستحقان ذلك بالتأكيد.. ومع ظهور أسماء جديدة مميزة مثل الفرنسي كيليان مپابي والنرويجي إيرلينغ هالاند وغيرهما من النجوم الصاعدين، من دون أن ننسى النجم البرازيلي اللامع نيمار جونيور، فإن المنافسين على لقب أفضل لاعب في العالم باتوا في ازدياد مستمر. 
وهكذا تستمر الحياة في التنقل من محطة إلى أخرى، ويبدو أنه بات لزاماً علينا أن نستعد لفتح صفحة جديدة في التاريخ الكروي .. صفحة ما بعد الثنائي الخارق ميسي- رونالدو .. من دون أن نعلم إن كانت ظاهرتهما الاستثنائية قابلة للتكرار أم لا.. فالغيب علمه عند الله وحده.

شارك: