هانس فليك من الظل إلى كتابة التاريخ

2021-06-08 09:01
هانس فليك كتب تاريخا مجيدا في سجلات بايرن ميونيخ (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بعد أن بلغ برشلونة عنان السماء حين حقق أفضل أداء على مستوى تاريخ كرة القدم الحديثة، وأقرنها بنيل العديد من الألقاب ومنها السداسية الكبرى بقيادة المدرب بيب غوارديولا، استهدف بايرن ميونيخ الوصول لنفس المستوى ورأى في غوارديولا السبيل لتحقيق ذلك.

وصل المدرب الفيلسوف إلى بافاريا عام 2013، ورغم أنه نجح في تغيير أسلوب الفريق، حيث بات يقدم كرة ممزوجة بين القوة الألمانية والمهارة والجمال الإسباني، إلا أن محصلة ثلاثة أعوام لم تأت بما هو منتظر. وأعتقد الجميع أن لا سبيل أمام عملاق ألمانيا للسير على طريق تعزيز مكانته كأحد كبار الكرة العالمية.

مضت ثلاث سنوات أخرى صاحبتها بعد الانحدارات المفاجئة كانت آخرها التراجع المخيب للنتائج بعهد المدرب الكرواتي نيكو كوفاتش، ما شكل "صدمة" للإدارة التي لم تضع بحسبانها هوية المدرب الجديد، ولذلك أسندت المهمة إلى المدرب المساعد هانس فليك، الذي كان يعتقد بأنه سيستمر عدة مباريات قبل أن يأتي النادي باسم كبير. 

وكقصص الخيال "الكروي" جلب الانتصار تلو الآخر والتحسن بالنتائج والأداء الهدوء للنادي وأنصاره، ورأت الإدارة أن بقاء فليك حتى نهاية موسم 2019/2020 هو الخيار الأمثل، وأتت جائحة كورونا لتوقف النشاط ويستغل فليك وفريقه المساعد الوضعية لتطوير العلاقة مع اللاعبين وتعزيز نقاط القوة.

وما إن عادت عجلة كرة القدم للدوران، حتى عاد معها بايرن ميونيخ بشكل مغاير تماما، فريق مزج بين كل ما تمت رؤيته في العقود الأخيرة وبات بايرن ميونيخ في كل مباراة تلو الأخرى أشبه بـ"السوبر تيم" الذي لا يمكن قهره، وفرض أفضليته المطلقة على منافسيه.

وانطلق القطار البافاري بالسرعة القصوى، وبدأ موسم الحصاد بالدوري الألماني ثم الكأس، ومن بعدهما استعاد لقب دوري أبطال أوروبا بعد سنوات من الغياب، ولم يتوقف بايرن عند ذلك، بل جمع كأسي السوبر المحلية والأوروبية خلال أيام معدودة.

وبقيت أمام الفريق العملاق كأس واحدة من أجل إثبات أحقيته وتعزيز مكانته وبلوغ التاريخ، وانفرجت أساريره عندما أعلن عن إقامة كأس العالم للأندية في قطر لتكون الهدف الجديد والأخير أمام استكمال السداسية التاريخية، ليذهب بايرن نحو الدوحة ويحصد اللقب ويحقق ما بدى مستحيلا خلال السنوات الماضية.

العبقري والمنقذ المنتظر

صحيح أن بايرن يملك تقاليد عريقة وأسماء أسطورة قادته من الملعب أو من مقعد التدريب لكل تلك الإنجازات، لكن حتما كان هنالك بدايات مهدت لبروز وصناعة الأساطير التي يتغنى بها الألماني، لكن المدرب الحالي هانسي فليك اختصر الكثير من الوقت ونجح في اقتحام نادي الأساطير جنبا إلى جنب مع بيكنباور، رومينغه، أولي هونيس، بيرتي فوغيتس، والكثيرين.

ولمن لا يعرف تاريخ هذا المدرب، فهو أحد المفاتيح التي ساهمت في تتويج ألمانيا بلقب كأس العالم 2014 بعد أن عمل مساعدا للمدرب يواكيم لوف منذ العام 2006، ولذلك تجرع كل الخبرات اللازمة التي تمنحه أحقية القيادة الفنية لعملاق ألمانيا.

بعد نهائيات البرازيل تكشف الكثير من الحقائق التي كان فليك هو صاحب الفصل فيها، حيث كان المدرب المساعد يؤكد على ضرورة استثمار الكرات الثابتة بعكس لوف الذي لم يؤمن بها، حتى إنه راهن زملاءه على أن "المانشافت" لن يسجل هدفا منها، لكن فليك كسب الرهان بعد أن سجلت ألمانيا 4 أهداف من ركلات حرة وكرات ركنية.

بالعموم نجح فليك في حفر اسمه بأحرف من ذهب في سجلات بايرن ميونيخ، بعد أن حقق الدوري والكأس لاعبا ومدربا، قبل أن يصبح أول مدرب في تاريخ النادي يحقق شرف حصد السداسية الكبرى، والآن تبدو الجماهير الألمانية تترقب عملاقا جديدا في عالم التدريب، بانتظار ما ستؤول إليه نتائج كأس أوروبا صيف 2021 من أجل تحديد مصير يواكيم لوف.

ففي حال فشل لوف من جديد وكرر "مأساة" الخروج خالي الوفاض كما حدث في الدور الأول من بطولة كأس العالم روسيا 2018، فحتما سترتفع أصوات المطالبين بوصول فليك لسدة القيادة الفنية للمنتخب الوطني على أمل أن يكون "المنقذ" للكرة الألمانية في نهائيات كأس العالم قطر 2022.
 

هل تركت واتساب وبدأت باستخدام تيليغرام؟ إذن اشترك في قناتنا https://t.me/winwinsports  لتصلك جميع أخبارنا الحصرية وجميع الحوارات.

شارك: