هالاند يسعى إلى "الكمال" في أول موسم بكرة القدم الإنجليزية

بات النرويجي إيرلينغ هالاند (22 عامًا) علامة فارقة في أول مواسمه بالدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن قاد مانشستر سيتي لحصد اللقب، فضلًا عن احتكاره الجوائز الفردية وتحطيمه أغلب الأرقام القياسية، ما وضعه في خانة "الكمال" بكرة القدم الإنجليزية.

إنجازات هالاند في الملاعب الإنجليزية خلال موسم واحد فقط تفوّقت على مسيرة كاملة لبعض النجوم في المسابقة نفسها. فيكفي الإشارة إلى أن النجم الأشقر بات أول من يجمع بين جائزتي لاعب العام وأفضل لاعب شاب عبر تاريخ الكرة الإنجليزية.

كما حصد جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هدّاف في الـ"بريميرليغ" بـ36 هدفًا، وهو ما جعله يكسر الرقم القياسي لأفضل هدّاف بموسم واحد في تاريخ المسابقة والذي كان مسجّلًا للإنجليزيين آلان شيرر وأندي كول بـ34 هدفًا في منتصف التسعينيات.

ليس ذلك فحسب، بل أصبح هالاند أول لاعب في تاريخ الكرة الإنجليزية يسجّل هاتريك في 3 مباريات متتالية على أرض فريقه، عندما سجّل ثلاثة أهداف أمام كل من كريستال بالاس بالجولة (4) ونوتينغهام فورست بالجولة (5) ثم مانشستر يونايتد بالجولة (9).

هذه الإنجازات سيُضاف إليها جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هدّاف في أوروبا، بالنظر إلى قرب انتهاء الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى (فقط جولة واحدة متبقيّة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا)، ولا أحد يقترب من الأهداف الـ36 لهالاند. فقط مسألة وقت.

هالاند و"الكمال" في كرة القدم الإنجليزية

في الحقيقة كان موسم هالاند "مثاليًا" في كرة القدم الإنجليزية بأول مواسمه، بيد أنه لم يصل إلى مرحلة الكمال "المحلي" التي تستوجب عليه حصد كأس الاتحاد الإنجليزي أمام مانشستر يونايتد في الديربي السبت 3 يونيو/ حزيران بملعب "ويمبلي".

كما تنتظر اللاعب مهمة أخرى أكثر كمالًا وهي نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان يوم 10 من الشهر نفسه بملعب "أتاتورك" بمدينة إسطنبول التركية. وفي حال تحقيقه لقب "ذات الأذنين" يمكن التطرق إلى إمكانية حصد الكرة الذهبية.

يبدو أن هوس مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا، بفكرة الكمال قد انتقل إلى هالاند، فاللاعب ورُغم سجلاته التهديفية القوية، يُصرّح دائمًا بأن عليه تصحيح أخطائه، وأن هناك هامشًا للتطوير وتحسين بعض جوانب القصور لديه.

يسعى هالاند -صاحب 21 هدفًا من 23 مباراة مع النرويج- للكمال هو الآخر بالفعل، وقد غضب لاستبداله من المدرب غوارديولا في مباراة لايبزيغ بإياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا بعد تسجيله خماسية، أراد هالاند أن يسجّل سداسية آنذاك.

يعترف هالاند قائلًا: "عمري 22 عامًا، واحتاج إلى التطوير أكثر. هناك حاجة للتطوير في استخدام قدمي اليمنى، وضربات الرأس، وكذلك المشاركة في بناء الهجمات. أعتقد أنني ما زلت شابًا وعملية تطوّري تسير بشكل جيد حقًا".

هالاند: طولي 196 سم وأشقر وأحلم بالثلاثية

إلى هذه اللحظة لا يزال مانشستر يونايتد الفريق الإنجليزي الوحيد الحائز على "الثلاثية" (الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا) في عام 1999، لكن يبدو أن التفرّد لن يدوم طويلًا، بالنظر إلى جاره السماوي المتربص لتحقيق ثلاثية تاريخية.

"لهذا السبب اشتراني مانشستر سيتي. لتحقيق هذا، ليس علينا إخفاء الأمر". هكذا تحدّث هالاند إلى إذاعة "بي بي سي" البريطانية، قبل أن يضيف: "سأفعل كل شيء لتحقيق الثلاثية، إنه حلمي الأكبر، الآن عليّ السعي لتحقيق هذه الأحلام".

يوضّح هالاند عن نمط حياته بعد الشهرة والانتقال لمانشستر سيتي: "تغيّرت حياتي بعد هذا الموسم الرائع، لا يمكنني العيش طبيعيًا بعد الآن. طولي 196 سم وشعري أشقر؛ لذا يراني الجميع في أي مكان أذهب إليه. هذه هي حياتي وماذا عساي أن أفعل؟"

هالاند وأفضل انطلاقة في تاريخ الدوري الإنجليزي

لم يأتِ أي لاعب في تاريخ الكرة الإنجليزية بأهدافٍ في أول مواسمه مثل هالاند، ما وضع النرويجي في الصدارة بواقع 52 هدفًا -مرشحين للزيادة- كاسرًا الرقم القياسي السابق لكول في موسم 1993-1994 عندما سجّل 41 هدفًا لنيوكاسل.

عادةً يستغرق اللاعبون الجُدد شهورًا أو مواسمًا للتكيّف والانخراط مع كرة القدم الإنجليزية صعبة المراس، باستثناء هالاند.

5 أرقام قياسية فشل هالاند في تحطيمها هذا الموسم

اقرأ المزيد

ماذا قدّم هالاند في الموسم الحالي؟

سجّل هالاند 52 هدفًا من إجمالي 51 مباراة في كل البطولات مع مانشستر سيتي، قبل مباراتين من نهاية الموسم إجمالًا.