هاري كين يحلم بتعويض صيامه عن الألقاب بالتتويج بالمونديال

2022-12-09 14:47
هاري كين يسعى للتتويج مع إنجلترا بلقب كأس العالم 2022 (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

يبحث القائد هاري كين، صاحب المسيرة المليئة بالألقاب الفردية، عن إنجاز مزدوج حين تتواجه إنجلترا مع فرنسا، غدًا السبت، في ثمن نهائي مونديال 2022؛ لكن الأرقام الفردية تبقى هامشيةً مقارنةً مع تحقيق حلم "الأسود الثلاثة" بإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1966.

بعدما صام عن التهديف في المباريات الثلاثة من دور المجموعات، وجد كين طريقه إلى الشباك في ثمن النهائي وأسهم في قيادة فريق المدرب غاريث ساوثغيت نحو الفوز على السنغال 3-صفر، رافعًا رصيده الإجمالي إلى 52 هدفًا بقميص بلاده.

الهداف التاريخي

ويخوض هداف توتنهام موقعة السبت ضد منتخب فرنسا، أبطال العالم، على ملعب البيت في الخور، وهو على بُعد هدف واحد من الرقم القياسي لأفضل هدّاف في تاريخ إنجلترا والمسجل باسم واين روني، وذلك بعدما بات أفضل هداف إنجليزي في البطولات الكبرى بـ11 هدفًا وبفارق هدف أمام غاري لينيكر.

وشعر ساوثغيت بالارتياح لرؤية كين يسجل في المرمى السنغالي، واضعًا حدًّا لأي شكوك نفسية بقدرته على الوصول إلى الشباك، ولا يمكن لأحد أن يُشكِّك بالقدرة التهديفية لكين الذي تُوِّج هدافًا لمونديال 2018 بستة أهداف، مساهمًا بشكل أساسي في قيادة "الأسود الثلاثة" إلى نصف النهائي.

لكن نضجه وطبيعته غير الأنانية كانا أيضًا من العوامل الحيوية لنجاح إنجلترا، وهذا الأمر أسهم إلى حدٍّ ما في تقليص إسهاماته التهديفية؛ إلا أنه فتح الطريق أمام زملائه كي يتألقوا أيضًا، على غرار فودين وبوكايو ساكا.

وأشار ساوثغيت إلى دور كين الحاسم في مباراة السنغال، حيث تراجع إلى منتصف الملعب؛ لكي يتبادل الكرة مع جود بيلينغهام، وهو ما فتح الباب أمام تحرر فودين وساكا على الجناحين.

مثالٌ يُحتذى به

على الرغم من أن هاري كين شخصية هادئة نوعًا ما على أرض الملعب، كشف ساكا أن قائده لا يخجل من رفع صوته عاليًا؛ لكي يوجه رسالة تشجيعية إلى زملائه قبل المباراة، مضيفًا: "هاري قائد. في الملعب هو مثالٌ يُحتذى به في طريقة لعبه، وهو واحد من أكثر اللاعبين المُعبِّرين عن أنفسهم بالصوت في غرفة الملابس. يُلقِي قبل كل مباراة خطابًا لتشجيعنا وضّخ الحماس فينا".

أظهر كين صفاته القيادية هذا الأسبوع باجتماعه مع لاعبي الفريق لتخفيف حدة قلقهم بعد السرقة التي تعرَّض لها منزل زميلهم رحيم ستيرلينغ في إنجلترا.

وبعد عودة ستيرلينغ إلى إنجلترا ليكون مع عائلته، حاول كين الحفاظ على الروح المعنوية، فتحدث مع زملائه في الفريق بشأن كيفية التعامل مع السرقات المتزايدة التي تتعرض لها منازل نجوم كرة القدم في إنجلترا.

كل ذلك يدخل ضمن شخصيته القيادية التي ستلعب مجددًا دورًا مصيريًّا، السبت، على ملعب البيت في مواجهة كيليان مبابي وزملائه في المنتخب الفرنسي، على أمل بتخطي هذه العقبة الشاقة جدًا من أجل الإبقاء على حظوظه برفع الكأس الأولى في مسيرته.

رحلة البحث عن اللقب الأول

وعلى الرغم من أنه نقش اسمه في قائمة أساطير توتنهام، إذ يتأخر بفارق 7 أهداف فقط عن الهداف التاريخي للنادي جيمي غريفز (266)، ما زال كين يبحث عن لقبه الأول على الإطلاق، إن كان مع سبيرز أو المنتخب الوطني، اقترب كثيرًا من الفوز بأبرز الألقاب في عالم الكرة المستديرة بقميصي ناديه والمنتخب، لكن الفشل كان دائمًا له بالمرصاد.

سجل المهاجم الدولي في سيناريو الركلات الترجيحية الذي مال لصالح كفة إيطاليا على حساب منتخب بلاده على أرضه في ملعب ويمبلي الشهير في لندن في نهائي كأس أوروبا قبل 16 شهرًا.

كما كان في صفوف توتنهام الذي بلغ المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه ثم خسرها أمام مواطنه ليفربول في العاصمة الإسبانية مدريد عام 2019.

خزانة ممتلئة بالألقاب الفردية

عوّض كين فشله الجماعي، بمسيرته العامرة بالألقاب الفردية والمُثقَلة بالأرقام القياسية ضمن قائمة أبرز الهدافين في القارة العجوز، بعدما ارتقى إلى القمة منذ إعارته في بداية مسيرته داخل المستطيل الأخضر إلى كل من ليتون أورينت، ميلوول، نوريتش وليستر.

وبعدما تساوى مع غاري لينيكر في قائمة أفضل الهدافين بقميص "الأسود الثلاثة" في بطولات كبرى (10 أهداف لكل منهما)، رصّع كين سجله بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في مونديال روسيا 2018، وبمثلها ثلاث مرات في الدوري الممتاز (2015-2016، 2016-2017 و2020-2021).

وعشية السفر الى الدوحة، تحدَّث كين عن احتمالية أن يصبح الهداف القياسي لبلاده، قائلًا: "أنا قريب، أحاول ألّا أفكر في الأمر كثيرًا؛ لكن مع اقتراب كأس العالم سيكون مكانًا رائعًا للذهاب إليه وتحقيق ذلك".

ثم أضاف: "أنا متأكد من أنني سأكون مستعدًا للذهاب، وفي حال تمكنت من تحقيق ذلك هذا الشتاء (تحطيم الرقم القياسي)؛ فسيكون ذلك ممتعًا".

ويبقى الأهم بالنسبة لكين أن يقود بلاده إلى رفع الكأس الغالية في 18 الشهر الحالي، ليصبح القائد الإنجليزي الثاني فقط الذي يحظى بهذا الشرف بعد بوبي مور عام 1966.

شارك: