نهائي دوري أبطال أوروبا "فرصة" غوارديولا لإسكات منتقديه

تحديثات مباشرة
Off
2023-06-08 12:27
مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا خسر نهائي دوري أبطال أوروبا 2021 أمام تشيلسي (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

أصبح مانشستر سيتي الإنجليزي على مشارف تحقيق ثلاثية تاريخية بالتزامن مع رغبة مدرّبه الإسباني الفذّ بيب غوارديولا، في ترك بصمة دامغة بمسابقة دوري أبطال أوروبا، عندما يخوض النهائي، يوم السبت، ضد إنتر الإيطالي.

بينما يقف إنتر عقبة أمام معادلة سيتي أبرز إنجاز لكرة القدم الإنجليزية، والذي حققه مانشستر يونايتد في 1999، عندما أحرز ألقاب دوري الأبطال، الدوري المحلي والكأس المحلية.

أمّا بالنسبة لغوارديولا، فهناك حساب شخصي مع مسابقة تفلت من قبضته منذ 12 عامًا؛ إذ يُعدّ الكتالوني أبرز مدرّبي جيله، مع 11 لقبًا في الدوري المحلي خلال 14 موسمًا أمضاها على رأس برشلونة الإسباني، بايرن ميونخ الألماني وسيتي.

لكن مُنذ تتويجه القاري الثاني في 2011، خلال أعوامه الثلاثة الأولى مع برشلونة، عانى غوارديولا سلسلة خسارات في الأدوار المتقدمة بعضها كان مؤلمًا. وبعد السقوط الدرامي أمام تشيلسي الإنجليزي في نصف النهائي، في سنته الأخيرة في ملعب كامب نو، توقف مشوار بيب ثلاث مرات في المربع الأخير مع بايرن ميونخ.

ومع مانشستر سيتي، احتاج إلى خمس محاولات لتخطي ربع النهائي، ثم بلغ النهائي؛ حيث سقط في الامتحان الأخير أمام تشيلسي قبل سنتين ليستمر بحث النادي عن لقب أول في البطولة القارية الأم، وفي العام الماضي واجه عودة خارقة من ريال مدريد الإسباني، عندما ودّع مصدومًا الدور نصف النهائي.

لا مزيد من التفكير الزائد

بعد خسارة فريق غوارديولا في نهائي 2021، اتُّهم الكتالوني بـ"التفكير الزائد"، وتعقيد مهمة تشكيلته الغنية بالمواهب؛ لكن حسّه التكتيكي ساعده في تعويض بداية متقلّبة هذا الموسم، على مسار تحقيق إنجاز تاريخي للقسم الأزرق من مدينة مانشستر.

وتساءل غوارديولا علنًا في يناير/ كانون الثاني الماضي، عن مدى تعطش لاعبيه للاستمرار في إحراز الألقاب، فيما كان يتأقلم هدافه النرويجي الفتاك إيرلينغ هالاند، في طريقه لتسجيل 52 هدفًا في مختلف المسابقات.

طُرحت تساؤلات كثيرة بشأن سبب التخلي عن البرتغالي جواو كانسيلو في فترة الانتقالات الشتوية، ما قلّص موارد "سيتيزنس" في مركز الظهير، لكن غوارديولا تحول إلى اللعب بثلاثة مدافعين، وزجّ قلب الدفاع جون ستونز في خط الوسط الذي احتله كانسيلو في المواسم الماضية، فحصد الفريق نتائج رائعة.

وقال لاعب الوسط الهجومي جاك غريليش عن مدرّبه: "لا يمكنني الحديث عنه بدرجة كافية. من الغريب كيف يعرف كل شيء. قبل بعض المباريات، أطرح على نفسي سؤالاً.. ماذا سيبتكر اليوم؟ ثم يخرج بتكتيكات مختلفة في كل مباراة، من الممتع العمل معه".

ويبدو أن الاستقرار كان عنصرًا رئيسيًا في بلوغ السيتي نهائي إسطنبول نهاية هذا الأسبوع؛ إذ شارك عشرة لاعبين ذاتهم في التشكيلة الأساسية في آخر خمس مباريات بدوري الأبطال، فيما بقي أمثال لاعبي الجبهة الهجومية الجزائري رياض محرز، فودن والأرجنتيني بطل العالم جوليان ألفاريز على مقاعد البدلاء.

بعد سحق بايرن 4-1 بمجموع المباراتين في ربع النهائي، ثأر سيتي من مدريد حامل اللقب 4-0 في إياب نصف النهائي أمام الجماهير المنتشية في استاد الاتحاد؛ وعلى الصعيد المحلي، فرض سيتي نفسه قوّة ضاربة، بحسم لقب الدوري خمس مرات في آخر ستة مواسم.

ضرورة التتويج

رغم ذلك، يقرّ غوارديولا أن لقب دوري الأبطال الذي يلهث فريقه خلفه منذ سنوات، سيرفعه إلى مكانة مختلفة؛ إذ قال لموقع الاتحاد الأوروبي "يويفا": "أندية كثيرة بدّلت مشاريعها وأفكارها لعدم قدرتها على الفوز بهذه المسابقة، وأندية غيرها أصبحت كبرى بعد تتويجها".

تابع المدرّب البالغ 52 عامًا: "حتى لو كنت لا أشارك هذا الرأي، لكني متفهم بأن كل ما صنعناه في تلك السنين، والذي كان كبيرًا وجيدًا جدًا، سيحمل معنى مختلفًا للآخرين في حال فوزنا بهذه المسابقة".

أردف لاعب الوسط السابق: "إذا لم نتوّج، ستحمل باقي الأمور معنى أقل. هذا ليس عادلاً نوعًا ما، لكن يجب أن نتقبله.. علينا الفوز في دوري الأبطال، لا يمكن تفادي هذا الأمر".

التتويج بدوري الأبطال سيكمل مشروع غوارديولا الذي جلبه سيتي من أجل تحقيقه قبل سبع سنوات، كما سيُسكت المشككين بأحقية حضوره بين المدربين العظماء في تاريخ اللعبة.

شارك: