نهائي القرن.. هل سبق أن راهنت ببيتك؟

2021-06-08 09:01
الصحفي الرياضي المصري أحمد عطا (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2013 دخل مشجعان أوغنديان في رهان كبير الحجم حول من يفوز من بين مانشستر يونايتد وأرسنال. مشجع أرسنال -المتزوج من 3 نساء ولديه 5 أطفال- راهن ببيته على أن فريقه سيفوز بهذا اللقاء، بينما راهن مشجع مانشستر يونايتد على فوز اليونايتد بسيارة تويوتا وزوجته!

لحسن حظ المسكينة زوجة مشجع اليونايتد فإن زوجها فاز بالرهان، بعد انتصار اليونايتد بهدف نظيف ليخسر مشجع أرسنال بيته ويصبح مادة كبيرة للتندر في صحف العالم.

من الجيد أنه لا أحد سيراهن ببيته -اعتبر أنك تمتلك بيتًا يا رجل!- عندما يخوض الزمالك والأهلي نهائي القرن في دوري أبطال إفريقيا، لكن الحقيقة أننا سندخل تلك المباراة وقد راهنّا بأشياء كثيرة جدًا!

نحن بالفعل نشبه هذين الرجلين.. راهنا بكل ما يملكان من أجل فريقيهما.. تعلق مستقبلهما بأرجل لاعبين لا يمكنهم التحكم فيما سيفعلونه.

راهن كل مشجعي الأهلي والزمالك بكل ما يملكون كرويًا في هذه المباراة، كيف لا وهي مباراة فريدة من نوعها، ولم يسبق أن حدثت بنفس الطريقة أبدًا، فسوبر إفريقيا أقل شأنًا حتى لو كان ما يزال مدعاة فخر كبير لمشجعي الزمالك بفوزهم بهدف أيمن منصور الشهير. 

وللأهلي أيضا، سيبقى نصف نهائي إفريقيا وعدة مباريات أخرى أقل شأنًا من النهائي، وحتى لو كان مدعاة فخر وسعادة لجماهير الأهلي أن مشوارهم نحو أكثر من بطولة كان عن طريق الزمالك.

القاهرة لن تنام في تلك الليلة وعلى الأرجح أغلب المدن المصرية. كل مشجع لكرة القدم من هذين الفريقين كانت تسعده تلك الحقيقة لو كان متأكدًا أنه سينزل ليشترك في تلك الاحتفالات، لكنه يدرك أنه قد يكون عليه أن يصم أذانه بقوة عما سيحدث في شارعه هذه الليلة، وعما سيحدث في وسائل التواصل الاجتماعي لليالٍ عديدة طويلة قاسية عليه.. ولن يدهشني أن تصل إلى سنوات!

الأمر تعدّى كل ما يمكن احتماله من أعصاب احترقت لأيامٍ طويلة، تفنن الاتحاد الإفريقي في جعلها أطول بعدما أرسل المباراة إلى ما بعد التوقف الدولي لتحترق أعصاب جماهير الفريقين مع كل لمسة للاعبيها الدوليين، فيما أصبح عدد لا بأس به من تلك الجماهير قادرة على أن تقدم لنا أوراقًا بحثية في بروتوكولات الكشف عن فيروس كورونا وطريقة العزل والعلاج من فرط ما قرؤوا عن ذلك الخطر الذي حرم الزمالك من 3 لاعبين أساسيين في اللقاء، وحرم الأهلي من لاعبٍ أساسي.

الزمالك لديه عدة سيناريوهات لخوض اللقاء، سيكون مضطرًا لإشراك لاعب ليس الظهير الأيسر مركزه بعدما خسر لاعبيه في هذا المركز ما بين الإصابة في الترقوة أو الإصابة بالكورونا، بينما تظل ضربة "يوسف أوباما" مشكلة ليس في اللاعب أكثر منها في إمكانية تغيير أكثر من مركز ما قد يؤثر في تناغم الفريق، فيما سيأمل المحبون في أن يكون عبد الغني على مستوى المسؤولية وقادرًا على سد الفراغ الذي خلفه أفضل مدافع داخل إفريقيا هذا الموسم محمود حمدي الونش.

أما الأهلي فضربة "أليو ديانج" ليست بالهينة، بعد أن تنفس مشجعو الأحمر الصعداء بعد سقوطه مصابًا مع منتخب بلاده ثم تأكدهم من سلامته، وإذ بهم يرونه خارج القمة، لكن دولي آخر سيعوضه هو حمدي فتحي الذي نال رضاهم هذا الموسم، وتبقى خسارة وليد سليمان مؤثرة في حالة الاحتياج إليه لخبرته في مثل هذه المعارك.

المعارك؟ نعم هي معركة.. صراع لانتصار كل ما دافع عنه المشجعون كل تلك السنوات، مباراة متكافئة إلى درجة مزعجة لكل مشجع.. سجال سيكسب فيه كثيرًا من ينتصر، أما الخاسر .. فليتولاه الرب!

شارك: