نجوم الكرة.. مفلسة!!

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-08-28 15:27
نجم الكرة المصرية السابق أحمد حسام "ميدو" (facebook/ Officialismailysc)
علاء عزت
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بينما كنت أجلس مع صديقي نجم الزمالك والكرة المصرية الشهير والمعتزل حديثًا على أحد المقاهي الشعبية في القاهرة، وجدته تفرغ بكل جوارحه لمتابعة تقرير رياضي في إحدى الفضائيات عن صفقات موسم الانتقالات "الميركاتو" الصيفي وعيناه تلمع بالدهشة وهو يستمع إلى أرقام صفقات انتقالات النجوم داخل مصر وخارجها.

وبعد أن انتهى التقرير والذي خصص الجزء الأكبر منه عن صفقة الانتقال المحتملة للنجم المصري والعالمي، محمد صلاح نجم الشباك الأول في ليفربول الإنجليزي إلى نادي اتحاد جدة السعودي مقابل مئات الملايين من الدولارات والتي ترجمها الإعلام المصري إلى لغة المليار بالعملة المحلية.

 لم أصدق ما سمعته من صديقي النجم الكروي الدولي وهو يروي لي حجم الدراما والمأساة التي عاشها داخل جدران نادي الزمالك، أكبر وأعرق وأشهر أندية مصر وأفريقيا والوطن العربي، على مدار 10 سنوات في حقبة رئيس نادي الزمالك الأسبق، رجل الأعمال الملياردير ممدوح عباس، وهي الحقبة التي وصفها رئيس الزمالك المعزول مرتضى منصور وأتباعه بالحقبة السوداء أو العشرية السوداء في تاريخ النادي.

 وتنهد قائلًا: "الحمد لله محمد صلاح ملعبش في الزمالك"، وذكرني برفض ممدوح عباس ضم "محمد صلاح" من المقاولون للزمالك، وتابع: "كان زمانه قاعد معانا هنا على القهوة يبحث عن وظيفه في أي نادٍ، مدرب أو إداري"، راويًا أنه في عز مجده وشهرته لم يكن يجد أموالًا حتى لوضع البنزين في سيارته الخاصة، مؤكدًا أنه كان حاله حال كل نجوم الزمالك السابقين والحاليين أيضًا.

وتذكر بسخرية وعيناه تلمع بدموع محسوبة أنه كان وزملائه ينتظرون دعم الأصدقاء الأثرياء ومنهم نجوم في الفريق لافتًا إلى أن زميله السابق أحمد حسام "ميدو" صرف جزءًا كبيرًا من أمواله التي جناها في رحلته الاحترافية الأوروبية لتوفير متطلبات زملائه في الفريق، ومنهم من كان يتهرب من الدائنين لعدم قدرتهم على الإيفاء بأقساط السيارة أو الشقة، ومنهم من اضطر إلى بيع سيارته الفارهة وتعويضها بسيارة شعبية.

وتذكر وقائع كشف النقاب عنها لأول مرة أنه رفقة عدد من زملائه "المفلسين" في الفريق الأول رفضوا النزول من فندق الإقامة المتواضع للاعبين داخل مقر النادي في ميت عقبة إلا أن زميلهم حارس المرمى عبد الواحد السيد كاد أن يعتدي عليهم وهو يطاردهم في الغرف لمنعهم من التمرد.

ورغم أنني كنت أعلم الكثير عن أزمات لاعبي الكرة في مصر، وأن منهم من يضطر للعمل لليغطي مصاريفه على نفسه وأسرته، إلا أنني لم أتوقع أن يكون هذا هو حال نجوم كبار لعبوا لأندية القمة، كانوا وما زالوا يعانون من حسد كل شرائح المجتمع لهم.

 وشاهد صديقي النجم علامات الاستفهام والتعجب الكثيرة التي كست كل ملامح وجهي، وخيّم الصمت على الجلسة، أنا أعيش في حالة من الدهشة، وصديقي النجم يعيش حالة من الحسرة، وانقطعت حالة الصمت على وقوع هجوم جماعي من رواد المقهى على النجم لالتقاط الصور التذكارية، وتذكيره بأمجاده وبطولاته الكروية، وابتسم صديقي النجم ونحن نهم بالخروج من المقهى ساخرًا وقائلًا: "الصيت ولا الغنى يا عزيزي"، وودعته قائلًا بسخرية: "مع السلامة صديقي النجم الكبير، المفلس".


 

شارك: