ناصر الخليفي ونسف مصطلح "أموال باريس"

2021-11-11 16:42
القطري ناصر غانم الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان الفرنسي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

من السهل إطلاق مصطلحات عشوائية في عالم كرة القدم على اللاعبين أو الأندية تبعا لأحكام شخصية أو دوافع فكاهية، لأنه بطريقة أو بأخرى تنتشر هذه المصطلحات كالنار في الهشيم بفضل وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها المشجّعون بصورة متزايدة يوما بعد يوم، فمثلًا يُلقّب كريستيانو رونالدو بـ "بينالدو" نسبة إلى كثرة تهديفه من علامة الجزاء، وميسي بـ "المتخاذل" بالنظر إلى سجلاته الضعيفة على مستوى البطولات مع منتخب بلاده، وكريم بنزيمة ما هو إلا "عاهة" في نظر قطاع لا بأس به من مشجّعي ريال مدريد، وباريس سان جيرمان دائمًا ما يقترن اسمه بالمال ثم المال.


أنفق النادي الباريسي مليار يورو أو بالتحديد "959 ألف" بين عامي 2015 و2021 للتعاقد مع لاعبين جُدد، وقد ضاهى باريس سان جيرمان خلال تلك الفترة فقط مانشستر سيتي الذي صرف مليار وربع يورو. حسنًا هذه إحصائية جديرة بأن يرتبط هذان الناديان تحديدًا في أذهان المشجعين بالمال ثم المال، لا سيما بالنظر إلى صفقة نيمار دا سيلفا عام 2017 ودفع مبلغ 225 مليون يورو دفعة واحدة في رقم غير مسبوق وصعب التكرار مرة أخرى.

رُغم ذلك، هل يمكن أن يظل مصطلح "المال" ملتصقًا بالنادي الباريسي؟ الإجابة هي لا.. فجميع أندية النخبة في أوروبا بدأت مشاريعها بضخ أموال هائلة في أسواق الانتقالات ثم تكوين فريق قوي تنافسي يحصد البطولات، ثم الاستقرار عند حد إنفاق مُعيّن. هذا ما حدث مع ميلان مثلًا عندما اشتراه سيلفيو بيرلسكوني منتصف الثمانينيات وأنفق ببذخ لجلب النجوم، وما صار بعد ذلك معروفًا للقاصي والداني، وكيف أن ميلان سيطر على أوروبا وإيطاليا بمُعدلات صرف منخفضة للغاية في كل موسم بعد ذلك.


إنفاق باريس سان جيرمان بدأ في الانخفاض تدريجيًا إلى درجة أن خزائنه صرفت فقط 60 مليون يورو هذا الصيف في الميركاتو (شراء أشرف حكيمي). رقم كان من الصعب تخيله في السابق إن علمت أن النادي صرف مثلًا 249 مليون يورو عام 2019، و261 مليون يورو عام 2018. بعد عامين فقط انخفض سقف الشراء بأرقام تصل إلى أقل من 20%، كيف حدث هذا؟

مراحل تكوين الفرق الكبيرة تمر خطوة بخطوة، والآن يمكن القول إن سان جيرمان أصبح جاذبًا للنجوم وفريقًا من الصف الأول بالفعل في أوروبا، فقد اختار الانتقال إليه قائد برشلونة التاريخي ليونيل ميسي وقائد ريال مدريد الأسطوري سيرخيو راموس وبطل أوروبا وإنجلترا مع ليفربول جيني فاينالدوم وأيقونة إنتر ميلان في التتويج بسكوديتو 2021 أشرف حكيمي، وأفضل لاعب في كأس أوروبا الإيطالي جيانلويجي دوناروما.. نتحدث عن نخبة من أفضل لاعبي العالم وليسوا حتّى من الفئة الثانية مثلًا.

تتحدث الصحافة الفرنسية في الوقت الحالي عن أن رئيس النادي، ناصر الخليفي، سيتجه إلى سياسة استقطاب الصفقات المجانية التي أثبتت فعاليتها في السوق الحالي، والعين على كريستيانو رونالدو وبول بوغبا اللذين ينتهى عقديهما صيف 2022، أضف إلى ذلك سعي المدير الرياضي ليوناردو إلى بيع اللاعبين الزائدين عن الحاجة وبعض جواهر الأكاديمية، ليتحول باريس من نادٍ يشتري فقط، إلى نادٍ يبيع أيضًا ويتعاقد من غير تكلفة مع نجوم عالميين.

 
هذا التحوّل الطبيعي في سياسات باريس سان جيرمان بدأنا نشعر بآثاره بعد 10 سنوات من إدارته القطرية برئاسة ناصر الخليفي... لا مشروع فوري النتائج، وأسألوا السير أليكس فيرغسون الذي ظل لسنوات يتخبط في النتائج مع مانشستر يونايتد لدرجة أن مشجعي الفريق طالبوا بإقالته، ما حدث لاحقًا هو التاريخ بالنسبة للمدرب الاسكتلندي.. هكذا يمر باريس في الوقت الحالي، مرحلة عنق الزجاجة، من طور الإنفاق الشره إلى طور الاستقرار وصنع فريق تنافسي لا يمكن مجابهته.

الآن، ماذا ستكون ردة فعل المتابعين عندما لا ينفق باريس سان جيرمان الموسم المقبل أي تكلفة في سوق الانتقالات؟ هل سيظل مصطلح "نادي المال" مقترنًا به؟ أم ستتغير القناعات؟

شارك: