من اليورو إلى كوبا أمريكا.. حمّى من نوع خاص عكّرت البطولتين

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-07-13 20:44
مشجع هولندي بعد إقصاء منتخب بلاده من اليورو (Getty)
بلال نجاري
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

وصلت بطولتا اليورو وكوبا أمريكا إلى محطتيهما الأخيرتين، بعد قرابة شهر من التنافس بين المنتخبات على المجد القاري في أوروبا وأمريكا الجنوبية، حيث ستحدد المباراتان النهائيتان بطلي نسختي 2024.

يحتضن ملعب برلين الأولمبي في العاصمة الألمانية سهرة يوم غد الأحد، نهائي كأس أمم أوروبا بين منتخبي إسبانيا وإنجلترا، بينما سيلعب نهائي كوبا أمريكا بعد ساعات قليلة من ذلك في ميامي الأمريكية، بين منتخبي الأرجنتين وكولومبيا.

سارت مباريات البطولتين القاريتين بالتوازي تقريبًا، وشابها عدد من المشكلات التنظيمية، التي كانت قاسمًا مشتركًا حسب العديد من النقاد والمتابعين حول العالم، ما دفع ببعض الشخصيات المعروفة بالخروج عن النص بتصريحات مثيرة صنعت الجدل.

انطلقت بطولة اليورو في 14 من يونيو/ حزيران الماضي وسط تطلعات بنجاح باهر من الجانب التنظيمي، لا سيما أن ألمانيا هي التي يحتضن هذا العرس الكروي، باعتبارها أحد أقوى الدول الأوروبية والعالمية، فكان هامش الخطأ قليلًا على الورق؛ لكن الواقع أظهر بعض المشكلات التي تسببت في تشويه صورة البطولة.

بطولة أمم أوروبا شهدت العديد من الأحداث "غير الرياضية" خارج الملاعب على مدار الأيام الماضية، وحدث تراشق بين مشجعي المنتخبات في مناسبات عديدة، في ظل غياب تنظيم محكم لوصول الجماهير إلى الملاعب ومناطق المشجعين، قبل أن ينتقل الشغب إلى مدرجات بعض الملاعب.

وإضافة إلى شغب المشجعين، عرف ملعب "سيغنال إيدونا بارك" في مدينة دورتموند وضعا سيئًا للغاية خلال بعض المباريات، إذ لم يتحمل السقف كمية الأمطار التي هطلت خلال مباراتي جورجيا ضد تركيا، وألمانيا ضد الدنمارك، حيث تسربت المياه بشكل غير طبيعي إلى المدرجات، مع توقف شبه تام لنظام تصريف المياه.

وبالعودة إلى خارج الملاعب، اشتكت بعض المنتخبات من تنظيم الرحلات بين المدن، فانتقد مدرب بلجيكا دومينيكو تيديسكو الصعوبات التي واجهتها حافلة الفريق في الوصول إلى ملعب شتوتغارت لمواجهة أوكرانيا في دور المجموعات، حيث قال: "استغرقت رحلتنا من الفندق للملعب ساعة كاملة، رغم مرافقة الشرطة الألمانية لنا".

وعرف العديد من المباريات اقتحام مشجعين أرض الملاعب، ما تسبب في توقف بعض اللقاءات بضع دقائق، وهذا ما تسبب في الكثير من الجدل، على غرار ما حدث مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو في مواجهة تركيا في ثمن النهائي، وغيرها من الأحداث الأخرى.

سوء تنظيم اليورو انتقل إلى الكوبا!

ولم يقتصر سوء التنظيم على بطولة اليورو فحسب، بل انتقلت العدوى إلى كوبا أمريكا في الولايات المتحدة الأمريكية، ولعلّ خير دليل عن هذا، تصريحات الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، مدرب منتخب الأوروغواي، الذي اشتكى كثيرًا ممّا حدث مع منتخبه في نصف النهائي.

وتعرض لاعبو الأوروغواي لهجمات من بعض مشجعي كولومبيا عقب نهاية مباراة المنتخبين، بعدما حاولوا الدفاع عن أفراد عائلاتهم وأصدقائهم، وكان ذلك بسبب غياب شبه كلي لرجال الأمن، ما أخرج بيلسا عن طوره، لينتقد بقوة تنظيم أمريكا لهذه البطولة بكلمات قوية، بعدما انتقد المستوى الفني بشكل عام في وقت سابق.

كما انتقد بيلسا في خطابه بشدة اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول)، واتهمهم بترديد الأكاذيب حول حالة الملاعب ومواقع التدريب. كما انتقد وسائل الإعلام وشكك في مهنيتها في أثناء التغطية الإعلامية، علمًا أن أرضيات بعض ملاعب البطولة بدت في وضع غير لائق للعب مباريات من المستوى العالي.

المستوى الفني وغياب المتعة!

لم تتوقف سلبيات اليورو وكوبا أمريكا عند الجانب التنظيمي فقط، بل تجاوز ذلك إلى الجانب الفني والمستوى العام للمباريات، حيث غابت المتعة وخمد الحماس الجماهيري في مواجهات عديدة، ما أثر عكسيًا في البطولتين.

 كان من المتوقع أن تصير البطولتان في قمة المستويات الفنية بمشاركة أكبر المنتخبات في القارتين الأوروبية والأمريكية الجنوبية؛ لكن الحذر كان سيد الموقف في أغلب الأحيان فغاب "اللعب الجميل" باستثناء بعض الحالات، وغلب الملل، بعكس تطلعات الجماهير حول العالم.

وتأمل الجماهير أن يكون نهائيا اليورو وكوبا أمريكا أفضل ما في البطولتين، على أن تكون الإثارة والحماس حاضرين على أرض الملعب، وتكون الأمور التنظيمية في قمة المستوى الذي يليق بحجم البطولتين والمنتخبات الأربعة التي تنشط المشهدين الختامين.

شارك: