منتخب بلجيكا يبدأ حقبة جديدة بعد الإخفاق في مونديال قطر

2023-03-23 22:11
منتخب بلجيكا خلال مشاركته في كأس العالم قطر 2022 (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

تبدأ بلجيكا عهدًا جديدًا بعدما طوت صفحة المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز عقب الإخفاق في دور المجموعات بمسابقة كأس العالم قطر 2022، بقيادة الشاب الألماني-الإيطالي دومينيكو تيديسكو، اعتباراً من الجمعة، وذلك حين تحل ضيفة على السويد ونجمها المخضرم زلاتان إبراهيوفيتش في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة لتصفيات كأس أوروبا 2024.

وقرر الاتحاد البلجيكي الاعتماد على تيديسكو للإشراف على منتخب وطني غارق في شكوكه بعد وصول الجيل الذهبي إلى نهاية حقبة لم ترتقِ لمستوى التوقعات والطموحات بالتعاقد معه حتى نهاية كأس أوروبا 2024.

واستعان الاتحاد البلجيكي بابن الـ37 عاماً لخلافة مارتينيز، رغم سجله التدريبي المتواضع وخلافاً لرغبة بعض اللاعبين مثل المهاجم روميلو لوكاكو الذي رشح النجم الفرنسي السابق تييري هنري لتولي المنصب، استناداً إلى خبرته مع "الشياطين الحمر" بما أنه تولى في الأعوام الأخيرة مهمة مساعد المدرب.

واحتاج الاتحاد البلجيكي إلى شهرين لاتخاذ قراره بشأن المدرب الجديد الذي سيخلف مارتينيز، وشكل لهذه الغاية مجموعة عمل، وكان لوكاكو إلى جانب كيفن دي بروين والحارس تيبو كورتوا من ركائز المنتخب الذين تمت استشارتهم لمعرفة رأيهم في هوية المدرب الجديد.

وفي مؤتمره الصحفي الأول، ركز المدرب السابق للايبزيغ (2021-2022) وشالكه الألمانيين (2017-2019) وسبارتاك موسكو الروسي (2019-2021)، على دي بروين بشكل خاص؛ نظراً لدوره المحوري الهام جداً، قائلاً: "لم يكن دي بروين مبتسماً خلال كأس العالم؟ إذا كنتم تقولون ذلك، إذن من الواضح أنه علينا التحدث مع اللاعبين لكي نجعلهم سعداء".

القائد كيفن دي بروين

وفي أول خطوة في اتجاه "إسعاد" نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، قرر الاتحاد البلجيكي اختيار دي بروين لحمل شارة قائد المنتخب خلفاً لنجم ريال مدريد الإسباني إدين هازارد المعتزل عقب مونديال 2022.

وفضَّل تيديسكو صانع ألعاب مانشستر سيتي على مهاجم إنتر الإيطالي لوكاكو الذي كان مرشحاً أيضاً لحمل الشارة. وقال دي بروين في تصريح لقناة "آر تي إل": "شرف لي أن يتم تعييني (قائداً) وأن أمثل البلاد بهذه الطريقة. عمري 32 عاماً تقريباً. لم أفكر أبداً في التوقف (في الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني). أعتقد أنه ما يزال بإمكاني تقديم شيء ما ومساعدة الشباب".

وفي سعيه لتجديد الدماء في المنتخب، قرّر تيديسكو عدم استدعاء أكسل فيتسل ودريس مرتنز للمباراة ضد السويد والمواجهة الودية ضد ألمانيا، وبعد اعتزال هازارد والمدافع توبي ألدرفيرلد والحارس سيمون مينيوليه، سيغيب لاعبان آخران في الثلاثين من العمر عن تشكيلة "الشياطين الحمر"، ما ينبئ أن تيديسكو اختار مسار التجديد.

وفتح تيديسكو الباب أمام لاعبي الوسط الشباب روميو لافيا (ساوثهامبتون الإنجليزي)، أوريل مانغالا (نوتنغهام فوريست الإنجليزي) وأمادو أونانا (إيفرتون الإنجليزي)، في تشكيلة ضمت لاعبين فقط من الدوري البلجيكي (يان فيرتونغن وزينو ديباست من أندرلخت).

الاستفادة ممن تبقى من المخضرمين

وسيحاول تيديسكو أن ينجح بما فشل فيه مارتينيز الذي عجز عن ترجمة نجومية لاعبي المنتخب إلى نتائج ترتقي لمستوى التطلعات، وكان يوم الأول من كانون الأول/ ديسمبر، بمثابة نهاية حقبة الجيل الذهبي بعد الخروج من الدور الأول لمونديال قطر.

ودخل دي بروين ورفاقه إلى المونديال القطري وهم يدركون أنها الفرصة الأخيرة لمحاولة الارتقاء لمستوى سمعتهم بين أفضل لاعبي القارة والعجوز، لكن المغرب قد أسقط رجال مارتينيز في الجولة الثانية 2-0، ما جعلهم مطالبين بالفوز في الجولة الأخيرة على كرواتيا، إلا أن ذلك لم يحدث فاكتفوا بالتعادل وانتهى المشوار.

وبعد انتهاء المباراة مباشرة أعلن مارتينيز أنه سيغادر المنصب الذي استلمه عام 2016، ليكون وداعاً مريراً لهذا المدرب الذي لحق به إدين هازارد بإعلان اعتزاله التمثيل الدولي.

الأول من ديسمبر على عشب استاد أحمد بن علي في الريان كان سوداوياً بالنسبة للكرة البلجيكية التي شهدت نهاية حقبة الجيل الذهبي ورحيل أحد مهندسي نهضة "الشياطين الحمر" مارتينيز.

في 2018، كان الجيل الذهبي لبلجيكا في أوج عطائه ووُضِعَ على رأس لائحة المرشحين للفوز باللقب العالمي الأول في تاريخ البلاد، لكن المشوار لم يصل إلى نهايته وتوقف عند دور الأربعة على يد فرنسا التي توجت لاحقاً باللقب.

بعد التأهل إلى ربع نهائي كأس العالم 2014، خسرت بلجيكا أمام الأرجنتين، لكنها تقدمت خطوة إلى الأمام بعدها بأربع سنوات، بتأهلها إلى نصف النهائي وخسارتها أمام فرنسا فيما اعتبر، حتى الآن، كأفضل نتيجة في حقبة كان يُنتظر أن يحقق "الشياطين الحمر" خلالها الكثير.

بالنسبة لمنتخب يُنظر إليه على أنه مرشح محتمل باللقب، لم يكن الخروج من ربع نهائي كأس أوروبا في نسختي 2016 و2020 مجزياً بما فيه الكفاية، مما أدى إلى تصنيف بلجيكا بأنها "ضعيفة الإنجاز".

ومع بلوغ الغالبية العظمى من نجوم بلجيكا مرحلة الثلاثينيات، ومثّل مونديال قطر المحطة الأخيرة للعديد من نجوم جيلها الذهبي، ما يجعل تيديسكو أمام مهمة محاولة الاستفادة ممن تبقى منهم إلى أقصى حد.

شارك: