ما علاقة الجزائريّين بوداوي وعطال وغويري بعنصرية غالتييه؟
فجّرت إذاعة "أر إم سي" الفرنسية خلال الساعات القليلة الماضية فضيحة عنصرية مدّوية في فرنسا، مرتبطة بمدرب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي حاليًا ونادي نيس سابقًا، كريستوف غالتييه، الذي أدلى بتعليقات عنصرية مقيتة وتعامل بذات الطريقة مع بعض لاعبي فريقه السابق، وفي مقدمتهم نجما منتخب الجزائر الأول، هشام بوداوي ويوسف عطال، فضلًا عن أمين غويري صاحب الأصول الجزائرية.
وجاءت التسريبات الخطيرة الجديدة بخصوص "عنصرية" غالتييه تجاه لاعبين جزائريين، لتغذّي الجدل القائم بخصوص ما يتعرض له نجوم "الخضر" واللاعبون من مزدوجي الجنسية وأصحاب الأصول الجزائرية في الفترة الماضية بفرنسا، على غرار ما حدث لإسلام سليماني عندما كان لاعبًا في ستاد بريست، ومؤخرًا لحسام عوار نجم أولمبيك ليون من طرف الجماهير بعد اختياره اللعب مع المنتخب الجزائري، بالإضافة إلى ما حدث مع جوان حجام مدافع نانت.
ويُعرف عن غالتييه (56 عامًا) الذي قاد نيس موسم 2021-2022، بأنّه اعترض على صيام لاعبيه المسلمين في الفريق، وفي مقدمتهم اللاعبون الجزائريون، هشام بوداوي ويوسف عطال وبلال براهيمي وأمين غويري؛ لكنه لقي رفضًا مستميتًا من هؤلاء، ما جعله يتذّمر من سياسة النادي التعاقدية خلال اجتماع جمعه بالمدير الرياضي السابق، جوليان فورنييه، وهو الاجتماع الذي كان محور التسريبات المثيرة للجدل.
ونشرت إذاعة "أر إم سي" فحوى رسالة بريد إلكتروني مسّربة كتبها فورنييه إلى مدير كرة القدم في مجموعة "إنيوس" البريطانية المالك الرسمي لنادي نيس، ديف برايلسفورد، جاء فيها: "التقيت بنجل غالتييه (وكيل أعمال في نفس الوقت) وقال لي: جوليان والدي كان يبكي أمس، هل تدرك ذلك!؟، سألته عمّا يجري، فقال لي إن هذا الفريق (نيس) لا يشبهه، وإنه لا يمكن أن يستمر الوضع على هذا النحو".
وأضاف: "طلبت منه أن يُوضح كلامه؛ حتى أتمكن من الفهم بشكل أفضل، فقال لي: لقد بنيتَ فريقًا من الحثالة، فطلبتُ منه أن يكون أكثر وضوحًا، ثم أضاف: لا يوجد سوى اللاعبين ذوي البشرة السمراء ونصف الفريق الآخر يذهب إلى المسجد بعد ظهر يوم الجمعة"، وتابع فورنييه في رسالته: أشرت إلى السيد جون فالوفيتش غالتييه أنني أشعر بالعار بسبب كلامه، وطلبت منه مغادرة مكتبي على الفور".
وزاد: "وصل غالتييه بعد ذلك إلى مكتبي وحيّا ابنه الذي قال لي: يمكنك مناقشة والدي بخصوص ما أخبرتك به. بمجرد مغادرته، أخبرت كريستوف عن المناقشة التي أجريتها للتو وسألته عما إذا كان كل هذا صحيحًا. فأجاب بنعم"، وتابع: "قال لي إنه كان عليَّ أن آخذ في الاعتبار حقيقة "المدينة" في استقدام اللاعبين، وأشار إلى أنه لا يمكن أن يكون لدينا الكثير من اللاعبين أصحاب البشرة السوداء والمسلمين في الفريق".
وكان الصحفي الاستقصائي الفرنسي الشهير، رومان مولينا، أكد بدوره هذه التسريبات، وتحدث أيضًا عن رغبة غالتييه في تقليص عدد اللاعبين المسلمين داخل الفريق لو كان قرّر البقاء مع نيس، وفي مقدمتهم اللاعبون الجزائريون، الذين اعترض على صيامهم دون أن يرضخوا لطلبه.
ولم يتردد صحفي إذاعة "أر إم سي"، دانييل ريولو، في تأكيده بأن النجم صاحب الأصول الجزائرية، أمين غويري، مهاجم ستاد رين الحالي، مستعد للحديث عن القضية والكشف عن تفاصيل أخرى صادمة، وقال بهذا الخصوص: "أعتقد أن هناك لاعبين سيتعين عليهم التحدث. لأن غويري أراد التحدث منذ مدة، لكنه لا يفعل ذلك إلاّ بصفة غير رسمية"، مضيفًا: "في الوقت الحالي لا يقول أي شيء؛ لكنه يجب أن يفصح بأنه غادر نيس بسبب المدرب (غالتييه)".
يجدر الذكر، أن وسائل إعلام فرنسية أكدت أن إدارة باريس سان جيرمان فتحت، اليوم الأربعاء، تحقيقًا داخليًا مع غالتييه، للتأكد من مدى صحة التسريبات الخطيرة بخصوص مدربها الحالي، والمصنفة في خانة العنصرية المقيتة تجاه المسلمين وأصحاب البشرة السوداء.
شارك:
أخبار ذات صلة
