ما تأثير "قرار ميسي" في مشروع السعودية الكروي؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-06-08 23:41
النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بقميص نادي باريس سان جيرمان الفرنسي (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

بات مُؤكَدًا أن نجم الكرة الأرجنتينية ليونيل ميسي رفض أكثر العروض إغراءً للانتقال إلى الدوري السعودي، من بوابة الهلال، ليحط رحاله في الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما أتم اتفاقًا مع إنتر ميامي، المملوك جزئيًّا للاعب الإنجليزي المعتزل ديفيد بيكهام.

وبدا ميسي في طريق مفتوح للانتقال إلى الهلال، عقب انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان الفرنسي، ولعدة أيامٍ مضت، تفننت الصحف العالمية في ابتكار موضوعات شائقة عمّا سيقدمه اللاعب المُلقب بـ"البرغوث"، وما سيحيط به خلال تجربته الاحترافية بدوري روشن.

لكن ميسي فاجأ الكثيرين؛ بتجاهله عرض الهلال، ورفضه انتظار ناديه القديم برشلونة، مُنضمًا إلى إنتر ميامي، ليصبح السؤال: ما تأثير ذلك؟

بالتأكيد، سيستفيد إنتر ميامي كثيرًا من وصول ميسي، على الصعيدين الرياضي والتسويقي، وحقًا، لا مبالغة إذا قلنا إن الفائدة قد تعم على الولايات المتحدة الأمريكية ككل؛ فلميسي شهرة استثنائية، تفوق غيره في عالم الرياضة، ووفقًا للكثيرين، يُصنَّف صاحب الـ35 عامًا على أنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم.

الأثر الإيجابي الكبير الذي سيجلبه انضمام ميسي إلى الولايات المتحدة يُفسِّر لنا إصرار المسؤولين عن الكرة السعودية على ضم اللاعب الأرجنتيني منذ أشهر طويلة، ويعزز ذلك ما يفكر فيه البعض عن آثار سلبية قد تنتج جراء عدم إتمام الصفقة.

خطوات إلى الخلف؟

قطعت كرة القدم السعودية خطوات كبيرة إلى الأمام خلال الأعوام الماضية، وقد برزت هذه الخطوات لعالم اللعبة عبر تعاقد نادي النصر مع النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالميركاتو الشتوي الماضي.

ومنذ وصول رونالدو، كثرت الأحاديث عن عزم الأندية السعودية القيام بالمزيد من الصفقات المدوية، واستقدام الكثير من النجوم العالميين؛ فنجد أسماء مثل الفرنسيَين كريم بنزيما ونغولو كانتي، والإسبان سيرخيو بوسكيتس وجوردي ألبا وأندريس إنييستا، والأرجنتينيَين ميسي وأنخيل دي ماريا، والجزائري رياض محرز، قد ارتبطت بإمكانية الانضمام إلى دوري روشن السعودي.

وبالفعل، تمكن نادي اتحاد جدة (بطل الدوري السعودي) من التعاقد مع بنزيما، وتأمين صفقة كانتي، وبالتزامن مع تقارير استشرت عن اقتراب ميسي من الهلال، تيقن عالم كرة القدم أن المملكة العربية السعودية ستمضي قدمًا، دون أي خطوة إلى الخلف.

لكن ميسي رفض عرض الهلال السعودي، مُفضّلًا عرضًا مغريًا آخر، من الولايات المتحدة، وحسب مراقبين، فإن قرار ميسي قد يدفع نجومًا آخرين لرفض الانتقال إلى دوري روشن.

ووفقًا لتقارير صحفية اليوم الخميس، فإن مهاجم أولمبيك مارسيليا الفرنسي، اللاعب التشيلي أليكسيس سانشيز، رفض عرضًا للانضمام إلى نادي الفتح (بطل الدوري السعودي موسم 2012-13).

وسبق لمنصات إعلامية أن أكدت إمكانية انتقال الثلاثي ميسي وبوسكيتس وألبا إلى نادٍ واحدٍ، ما يعني إمكانية توجه بوسكيتس وألبا لخوض التجربة الأمريكية، كما أفادت تقارير أمس الأربعاء برغبة إنتر ميامي في ضم الثنائي الأرجنتيني دي ماريا ولياندرو باريديس، لجمع الشمل مع مواطنهما ميسي، ويُنذر ذلك بأن يتسبب "رفض ميسي" في خطوات إلى الخلف للمشروع السعودي الجديد في عالم الساحرة المستديرة.

دعاية مجانية

قِيل إن عرض الهلال السعودي لضم ميسي كان يشمل حصول اللاعب الأرجنتيني على راتب سنوي يُقدر بـ600 مليون يورو (1.2 مليار يورو في موسمين)، كأغلى عقدٍ في تاريخ كرة القدم، لكن الواقع يخبرنا بأن ذلك لم يحدث، ما يعني أن الهلال لم يدفع شيئًا، رغم حصوله على شهرة عالمية كبيرة نظير وضع اسمه كوجهة مُحتملة لضم ميسي.

ومثل إنتر ميامي والولايات المتحدة، لا يتوقف الأثر الإيجابي هنا عند حدود الهلال، بل يشمل الكرة السعودية ككل، وبالطبع، لاقت قرارات المملكة بالاستثمار والتخصيص في أندية كرة القدم اهتمامًا إعلاميًا عالميًا، من أجل ميسي ورونالدو وكانتي، إلخ...

ويعني ذلك أن الأفكار السعودية فيما يتعلق برؤية المملكة 2030، ورغبة البلاد في استضافة كأس العالم لكرة القدم بعد القادمة، قد وصلت إلى كافة بقاع العالم خلال اليومين الماضيين، بسبب ميسي، والمثير أن ذلك قد حدث مجانًا، دون إنفاق ريال سعودي واحد.

شارك: