مانشستر يونايتد.. موسم جديد بلا أمل
سقط مانشستر يونايتد في سان جيمس بارك بهدف نظيف أمام نيوكاسل، بعد ليلة جديدة من الليالي الكارثية للشياطين الحمر، الذين خرجوا للتو من "كارثة إسطنبول"، التي فقدوا فيها التقدم بفارق هدفين أمام غلطة سراي، ليصبح خروجهم من دوري الأبطال هو الاحتمال الأكبر.
لم يعد الرهان على إريك تين هاغ منطقيًا، فاليونايتد بلا شكل تقريبًا.. فلننتظر قليلًا للحديث عن الشخصية، لكن دعونا نتحدث عن الشكل. رأس مال الدفاع عن المدرب الهولندي هو أنه الرجل الذي سيحاول فرض نهج واضح، وأسلوب لعب جلي لا تخطئه العين، لكن ما نحن أمامه حاليًّا هو فريق فوضوي أثناء عملية بناء اللعب. فريق مترامي المسافات بين لاعبيه، ومليء بالثغرات الدفاعية والهجومية، التي يسهل استغلالها أمام أي فريق يحترم نفسه.
بنظرة سريعة على جدول الترتيب، سنجد أن مانشستر يونايتد لم يفز هذا الموسم على أي فريق يتقدم عليه في الترتيب، فخسر أمام توتنهام، وأرسنال، ونيوكاسل، ومانشستر سيتي، وزد عليهم برايتون وكريستال بالاس، بينما كل انتصارات الشياطين الحمر جاءت على حساب فرق النصف الثاني من الترتيب، وانتصاره الأكثر قيمة كان على حساب برينتفورد صاحب المركز العاشر.
في كل مرة يخوض فيها مانشستر يونايتد مباراة أمام فريق جيد أو ممتاز، يظهر فارق المستوى جليًّا، ويظهر فارق الشخصية الواضح الذي يجعلنا نرى يونايتد غير قادر على فرض أسلوبه –إن كان له أسلوب!- وغير قادر على مجاراة سرعة وضغط المنافسين، ومباراة اليوم لم تكن مختلفة عن هذا الصدد.
شخصية اليونايتد لا تأتي فقط عن طريق المدرب، بل إن هناك عددًا من اللاعبين الذين صار إشراكهم في التشكيلة الأساسية مضيعة للوقت وإهدارًا للموارد.
غير مفهوم أن تشاهد أنتوني مارسيال الذي يلعب بلا مبالاة واضحة، وهو أمر متوقع من لاعب أكمل اليوم رقمًا إعجازيًّا من حيث السوء، إذ لم يكمل أي مباراة حتى الدقيقة 90 عندما يلعب أساسيًّا في آخر 3 سنوات! وإن كان مارسيال ليس أحد الخيارات المستمرة للفريق، وليس أحد نجوم الفريق، فإن ماركوس راشفورد هو الآخر مايزال يثير التساؤلات والغضب يومًا بعد يوم، حول مستواه وانعدام محاولاته، إلى جانب قراراته السيئة أثناء المرتدات.
وإن راجع الدولي الإنجليزي أرقامه، فقد يعرف أنه ليس بخير أبدًا، فقد لعب 5 تمريرات فقط داخل الثلث الأخير، كما فاز بالتحام واحد من 4، ونفذ انطلاقة واحدة ناجحة من 3، فيما غاب تمامًا عن المساهمة داخل الصندوق، حيث لم يلمس الكرة أو يسددها أو يصنع هدفًا داخل منطقة الجزاء.
واحد من اللاعبين الذين لفتوا الأنظار هو وان بيساكا، ولفت النظر هنا بالمعنى السيئ، حيث تبدو تحركاته عشوائية بشكل مثير، وكأنه لا يعرف ماذا يفعل أثناء عملية التقدم ككل، أما طريقة دفاعه فيكفي مشاهدة كيف انسل غوردون من خلفه لتسجيل هدف المباراة الوحيد.
اليونايتد ككل، كان في حالة يُرثى لها، فقد بلغ معدل الأهداف المتوقعة له في الشوط الأول 0.09 هدف مقارنة بـ1.24 هدفًا لنيوكاسل، بعدما سدد اليونايتد مرتين فقط، فيما سدد نيوكاسل 14 مرة كاملة.
وبشكل عام، فإنه بنظرة سريعة على تشكيلة اليونايتد، ستجد أنه لا يوجد عدد كبير من اللاعبين الذين يصلحون لنقل الفريق إلى مصاف الفرق التي تنافس على لقب الدوري، بل إن عدد "العالات" يزداد.
8 انتصارات و6 هزائم، تخبرك أنه لا أمل لليونايتد في استعادة فترته الذهبية في هذا الموسم، لكن المزعج في الوقت الحالي لجماهيره هو أن عدد المتنافسين على مراكز الأبطال صار أكبر من الموسم الماضي، فإن استبعدنا أستون فيلا من الترشيحات، هناك 5 فرق تبدو أجهز كثيرًا من اليونايتد لاحتلال المراكز المؤهلة لأهم بطولة أندية في العالم: دوري أبطال أوروبا.