ليس دفاعًا عن علي البليهي..! 

2022-11-27 17:58
لاعب السعودية علي البليهي دخل في محادثة قصيرة مع الأرجنتيني ليونيل ميسي (Getty)
محمد العولقي
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

 سجلت كاميرات مباراة منتخبي الأرجنتين و السعودية محادثة خاطفة كان بطلها عملاق الدفاع السعودي علي البليهي، وحملت في طياتها كلامًا استفزازيًا موجهًا للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكنه أسال الكثير من الحبر على صدر الصحف الرياضية وغير الرياضية تمامًا مثلما أثار ضجيجًا متواصلًا حظي بردود أفعال متفاوتة في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي. 

وقبل أن يلوم محبو النجم ليونيل ميسي، اللاعب السعودي علي البليهي، على تصرفه الحماسي، من المهم التجرد من العاطفة والتعصب والميول، والتسليم بأن الاستفزاز لعبة نفسية وليست جنحة يحاسب عليها اللاعب سلوكيًا ولا جريمة تستوجب العقاب قانونيًّا.

ما زال هناك تنافس محتدم وصراع أقدام ورؤوس داخل الملاعب، فهناك أيضًا حرب نفسية خفية لا يراها الكثيرون ولا تضبط ملابساتها كل الكاميرات، غير أن الأمر مع علي البليهي مختلف؛ لأنه مارس فاصلًا من الاستفزاز في حق أعظم لاعب على ظهر البسيطة، ولو أن اللقطة حدثت مثلًا بين البليهي وأنخيل دي ماريا أو غيره لما حظيت بكل هذا الاهتمام المبالغ فيه. 

 لست هنا أنصب نفسي محاميًا للاعب المقاتل والمتحمس، علي البليهي، لأن تصرفه مع ليونيل ميسي لا يحتاج إلى تبرير قدر النظر في تفاصيله على أنه رد فعل تلقائي من لاعب عانى كثيرًا من (تفلطح) و(تنمر) الصحافة الأرجنتينية، التي استهزأت بالمنتخب السعودي وقللت من حظوظه بصورة أثارت عاصفة من الغضب السعودي، وهو ما يفسر كيف أن اللاعبين السعوديين كانوا وحوشًا ضارية أمام رفاق ليونيل ميسي، وأن التقليل من شأنهم حوَّلهم إلى فريق جائع أكل النقاط الثلاث قبل أن يتجشأ على مائدة منتخب الأرجنتين. 

 وإذا اعتبرنا أن استفزاز البليهي للنجم ليونيل ميسي يحصل في أحسن العائلات، سنقتنع تمامًا أن كلمات اللاعب كانت مهذبة ليس فيها ما يعيب، لأنها خلت من القذف أو النعت أو الاستهداف أو التجريح الشخصي.

لسان علي البليهي كان منضبطًا إلى أقصى حد ولا يمكن مقارنة كلماته العادية بالكلمات الاستفزازية المؤلمة والخادشة للحياء التي أطلقها مدافع منتخب إيطاليا ماركو ماتيراتزي، في حق القائد الفرنسي زين الدين زيدان في نهائي مونديال ألمانيا عام 2006

كلمات البليهي لم تمس ميسي من الأعماق ولم تنل من عرضه أو عرقه أو دينه بكلمات سوقية "قليلة الاحترام" كما فعل سليط اللسان ماتيراتزي مع زيدان، بدليل أن القائد الأرجنتيني استقبل إنجليزية البليهي المهلهلة بابتسامة، ينقص فقط أن يقول وقتها للاعب السعودي على طريقة يونس شلبي في مسرحية مدرسة المشاغبين: "وده إنجليزي يا علي".

شارك: