ليام ديلاب.. فودين أم سانشو؟ لا.. أغويرو الأحق!

2021-06-08 09:01
ليام ديلاب في مفترق الطرق، فأي طريق سيسلك؟ (Getty)
محمد أبو الوفا
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

عند سماع اسم روري ديلاب سيتبادر إلى الذهن تلقائيًا ذلك الأيرلندي القوي الذي نشط في ستوك سيتي من 2006 إلى 2013، واشتهر برميات التماس الطويلة التي تعادل لدى مشجعي البوتيرز -لقب ستوك- سلاحًا فعّالًا لا يقل أهمية عن الركلات الركنية والركلات الحرة غير المباشرة على حدود المنطقة.

روري ديلاب أحد كلاسيكيات الكرة الإنجليزية والنوستالجيا التي لا يمكن محوها من ذاكرة المشجعين الحقيقيين للبريميرليغ، لكننا اليوم بصدد الحديث عن ديلاب آخر. ديلاب الابن الذي يدافع حاليًا عن ألوان مانشستر سيتي، وبرز اسمه كأحد أفضل لاعبي الأكاديمية السماوية على الإطلاق، إنه ليام ديلاب.

يقف ليام حاليًا (18 عامًا) في مفترق الطرق سواء في مسيرته مع الأندية أو التمثيل الدولي، غادون سانشو أم فيل فودين؟.. إنجلترا واللعب في المستويات العليا دوليًا؟ أم جمهورية أيرلندا حيث اللامستويات؟

ترقية مُستحقة

ترقّى ليام إلى الفريق الأول لمانشستر سيتي بداية من الموسم المقبل بأمر من المدرب الإسباني بيب غوارديولا الذي قال عنه: "إنه يقوم بعمل لا يُصدّق، نحن على اتصال مع مدربه لمعرفة كل جديد، سيكون معنا الموسم المقبل بالفريق الأول". فيما سجّل ليام مع فريق الشباب 26 هدفًا من 22 مباراة بجميع البطولات هذا الموسم، فضلًا عن تقديمه 5 تمريرات حاسمة.

القدرات الهائلة التي يمتلكها ليام جعلت منه مطمعا لريال مدريد الذي بدأ بالفعل في الاتصال بوالده، لكن اللاعب على أي حال يمتلك عقدًا يمتد مع النادي الإنجليزي إلى صيف 2023، ما يجعل مستقبله مؤمّنًا ولو -مؤقتًا- بالنسبة لمانشستر سيتي.


سانشو.. دياز.. وفودين

مستقبل اللاعب لا يزال متأرجحًا بين سيتي أو غيره استنادًا إلى كم المشاركات الموسم المقبل. فقد يسلك درب جادون سانشو الذي قرر الخروج عام 2017 من مقاعد بدلاء غوارديولا والانطلاق مع بوروسيا دورتموند المعروف بمنحه الفرص للمواهب الشابة، لكنه سيُصدم بما آل إليه حال إبراهيم دياز مع ريال مدريد الذي سلبه حق المشاركة، ثم أعاره إلى ميلان الإيطالي.

ما يشجّع ليام على الرحيل من مانشستر سيتي هو نجاح بعض اللاعبين الإنجليز في الدوريات الأخرى وهي عادة غير مألوفة لديهم، فرأينا بالوقت الحالي جودي بلينغهام مع دورتموند وأديمولا لوكمان مع لايبزيغ وريان سيسينيون مع هوفنهايم. هذه الأمثلة قد تُحفّز ليام على خوض تجربة في دوري آخر.

لكن لماذا لا يضع ليام نصب عينيه زميله فيل فودين الذي تم تصعيده من الأكاديمية في نفس العام الذي رحل فيه سانشو، وصبر عامين على مقاعد البدلاء -بمشاركات بسيطة- إلى أن نال ثقة غوارديولا أخيرًا وبات قطعة أساسية لدى "أقوى فريق في العالم"؟ أعتقد أن هذا المثال أقرب إلى الواقع.. لماذا؟


أغويرو الأحق
 

بخروج الهدّاف التاريخي للنادي سيرخيو أغويرو، ستظهر الحاجة إلى خدمات مهاجم جديد، وبحسب تصريحات غوارديولا والبيان المالي الذي نشره مانشستر سيتي بوجود خسائر 126 مليون جنيه إسترليني، والأوضاع الاقتصادية المتردية، فإن الأقرب للواقع هو عدم تحمّل النادي تكلفة التعاقد مع مهاجم جديد، بل سيتم منح ليام الفرصة، إلى جانب البرازيلي غابريل جيسوس متذبذب المستوى.

من الناحية الفنية، فإن قدرات ليام التهديفية أمام المرمى وحسمه لأنصاف الفرص، أفضل من خيسوس، ما قد يُنذر بإطاحته من التشكيل الأساسي للمدرب الإسباني، وأن يصبح ليام هو سيرخيو أغويرو الجديد تدريجيًا مع الوقت، وتطوير موهبته من قبل غوارديولا الذي صقل موهبة فيل فودين ورحيم ستيرلينغ أيما صقل، ولن يستعصي عليه تطوير قدرات ليام الذي في الأساس يتمتع بإمكانات هائلة.

ريال مدريد

يمكن اعتبار ريال مدريد خيارًا مثاليًا للغاية، بالنظر إلى "الغلاكتيكوس" الجديد وثورة الشباب التي ينتهجها الرئيس فلورينتينو بيريز، أيضًا اقتراب كريم بنزيمة من تعليق حذائه، وفشل لوكا يوفيتش في حجز مكان أساسي. يتميّز ديلاب بالتسجيل الحاسم ويتميز بنزيمة بالتحرك التكتيكي الفائق وخلق فرص ومساحات للمهاجم الذي ينشط بجانبه، هذه نقطة مُشجّعة لليام، فضلًا عن القيمة المعنوية التي سيكتسبها لكونه لاعبًا في فريق بحجم ريال مدريد، هذه النقطة بالتحديد ستعطيه لقب "نجم" حال تألقه.


لا للخروج
 

محيط اللاعب وبحسب ما نشرته الصحافة الإنجليزية، فإن ليام لا يبدي إحباطه من إمكانية جلوسه احتياطيًا لبعض الوقت، هذا ما يعزز فرضية أن يصبح سيرخيو أغويرو الجديد بالفعل، فيبدو أن اللاعب أحب العمل في البيئة الإنجليزية، وبيئة مانشستر سيتي بالأخص. يشير اللاعب في تصريح لموقع النادي الرسمي أنه يتعلم من أغويرو التحركات وطريقة التسجيل، وعندما منحه غوارديولا 39 دقيقة أمام ليستر سيتي بالبريميرليغ طليعة الموسم، قال ليام إن "هذه اللحظة تمثل تحقيق حلمه الذي طال انتظاره".

إنجلترا أم أيرلندا؟
 

بالنسبة للتمثيل الدولي، فإن ليام هو قائد المنتخب الإنجليزي لأقل من 17 عامًا وقد سجّل مع الفئات المختلفة للإنجليز 8 أهداف من 17 مباراة رسمية. بيد أن ذلك لن يمنعه من تقمّص ألوان منتخب والده روري ديلاب، جمهورية أيرلندا.

يتفاءل مدرب جمهورية أيرلندا ستيفين كيني بشأن قبول ليام ديلاب الدعوة وتمثيل المنتخب الأخضر، عندما قال قبل أسبوع للصحافة المحلية: "يحظى ليام بافتخار تقليدي لكون والده مثّل منتخبنا الوطني، إنه خيار جيد لنا، لكنه الآن يلعب لإنجلترا، وعلينا الانتظار واحترام ذلك".

من الناحية المعنوية والرياضية فإن تمثيل منتخب إنجلترا -الذي لا يغيب عن المحافل الدولية- أفضل بمراحل من أيرلندا، وقد رأينا كيف عانى بعضهم من تواضع مستوى منتخباتهم ومنهم غارث بيل وروبرت ليفاندوفسكي وحتّى إيرلينغ هالاند. في النهاية فإن الخيار الأمثل من وجهة نظري لليام ديلاب هو البقاء والقتال على مكانه الأساسي في تشكيل مانشستر سيتي، والمنتخب الإنجليزي كذلك.

شارك: