لماذا يعاني ليونيل ميسي أمام البرازيل؟

تحديثات مباشرة
Off
2023-11-20 23:42
ليونيل ميسي قائد المنتخب الأرجنتيني (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

من النادر جدًا أن تجد فريقًا قادرًا على الصمود أمام ليونيل ميسي، أو إيقافه، أو حتى جعل الأمر صعبًا عليه. فمنع "البولغا" من التسجيل في شباكك أشبه بمستحيل في عالم كرة القدم.

سجّل ميسي في شباك الفرق الكبرى التي اعتاد مواجهتها عندما كان في أوروبا، مثل ريال مدريد وأرسنال وتشيلسي، حيث يملك أمامها سجلًا مثيرًا للإعجاب يعكس قدراته الهائلة وحضوره الطاغي؛ فهو يمزق شباك هذه الفرق دائمًا، ويجعلها تشعر بأنها أمام وحش كروي لا يمكن إيقافه.

رغم قدراته الهائلة وحضوره الطاغي، فإن هناك فريقًا واحدًا فقط استطاع إيقاف ليونيل ميسي، وهو منتخب البرازيل، خصمه في أكبر مباراة دولية في العالم.

وبعد الخسارة الأخيرة المخيبة للآمال أمام الأوروغواي، سيقود ميسي الأرجنتين في كلاسيكو الأرض أمام البرازيل يوم الثلاثاء ضمن تصفيات كأس العالم على ملعب ماراكانا.

البرازيل والأرجنتين قصة طويلة من المنافسة، لدى البرازيل 5 بطولات كأس عالم و4 بطولات كؤوس للقارات وميداليتان أولمبيتان وتسع كؤوس عالم تحت 20/ تحت 17 سنة، بالإضافة إلى تسعة ألقاب لكوبا أمريكا.

لكن الأرجنتين تبقى الأكثر فوزًا ببطولات كوبا أمريكا، منتخب التانغو الذي حصد لقبه الخامس عشر في 2021 بفوزٍ شهيرٍ في البرازيل. كان ذلك أول لقب دولي يحصل عليه ميسي، وقد مهّد الطريق للنجاح في قطر بعد عام واحد.

أرقام ميسي أمام البرازيل

لا داعي لشرح مدى براعة ميسي على كافة المستويات سواء مع النادي أو المنتخب. مع المنتخب الوطني سجل 106 أهداف في 125 مباراة وحقق كافة البطولات تقريبًا.

لكنه أمام البرازيل عادةً ما يجد الصعوبات، ففي 13 مباراة أمام البرازيل، سجل ميسي 5 أهداف فقط، البعض قد يظن للوهلة الأولى أنها حصيلة جيدة، لكنها في الواقع حصيلة لا ترتقي إلى معايير الأداء المنتظر من ميسي.

ومع ذلك، فإن نظرة على تلك الأهداف الخمسة تقدم لمحة أفضل عن الوضع الحقيقي. ثلاثة من أهدافه الخمسة جاءت في مباراة الودية أقيمت في يونيو 2012 بالولايات المتحدة، وهدف آخر جاء في مباراة ودية عام 2010 في قطر، والهدف الخامس كان في مباراة ودية في السعودية 2019.

لم يسجل ميسي أبدًا في مرمى البرازيل في المباريات التي أُقيمت في أمريكا الجنوبية، سواء على أرضه أو خارجها، كما أنه لم يسجل أبدًا في مرمى البرازيل في تصفيات كأس العالم، والسيليساو هو الخصم الوحيد الذي لم يهزمه في تصفيات كأس العالم.

ما سر معاناة ميسي أمام البرازيل؟

هناك إجابة سهلة لا تتطلب الكثير من التفكير، هو أن منتخب البرازيل منتخب جيد وقوي ويمتلك كوكبة مميزة من اللاعبين، وبالتالي سيكون من الصعب على ميسي التسجيل بسهولة ضده.

لكن هذا لا يمكن أن يكون السبب الوحيد، لأن ريال مدريد كان فريقًا جيدًا وصلبًا، ومع ذلك كان ميسي يتفنن في النيل من شباكه، وبايرن ميونخ فريق جيد أيضًا وتشيلسي ومانشستر يونايتد (في حقبة السير أليكس فيرغسون) وغيرهم!

في الواقع الحال مختلف عندما يكون ميسي مع الأرجنتين وعندما كان مع برشلونة مثلًا.

مع الأرجنتين كان يُقال عادةً "ميسي +10 خشبات" في سخرية من كونه اللاعب الجيد الوحيد في التشكيلة، ولأن منتخب الأرجنتين كان قائمًا على ميسي ومبنيًا حوله، ليغدو هو كل شيء.

لكنْ في الأندية، هناك لاعبون مميزون آخرون حول ميسي، ما يجعل الخصم مجبرًا على التفكير في إيقاف عدد كبير من اللاعبين ما يجعل البولغا يجد المتنفس؛ إذ كان يجد المساحات في برشلونة مع وجود لويس سواريز ونيمار وغيرهما.

ولأن جودة اللاعبين حول ميسي في الأرجنتين ليست مثل جودتها عندما كان مع برشلونة أو باريس سان جيرمان، فبسهولة يمكن للبرازيل أن تركز على مراقبة ميسي دون الحاجة للخوف من الآخرين لأنهم ليسوا أصحاب جودة كبيرة جدًا مثل نيمار وسواريز وإنييستا وتشافي.

السبب الثاني هو الضغط الواقع على ميسي، ففي كل مرة كان يرتدي فيها قميص الأرجنتين يكون هو العنوان الرئيسي، ماذا سيفعل ماذا سيقدم، هل هو نفسه مع برشلونة؟ وهذا الضغط الكبير خاصة من الجمهور الأرجنتيني كان يضع ميسي دائمًا في حالة يمكن وصفها بحالة "تشنج" أمام البرازيل في المباراة الكبرى، عكس الراحة التي يجدها في برشلونة.

وبعد إقصائه على يد البرازيل في نصف نهائي كوبا أمريكا 2019، اتهم ميسي اتحاد أمريكا الجنوبية بالفساد لصالح البرازيل، ومحاباة البرازيل.

لقد أضاف ذلك المزيد من الإثارة إلى المنافسة، التي لا تزال مشتعلة مثل أي منافسة في أمريكا الجنوبية بسبب المستوى الموجود على أرض الملعب، لكن بعد أن حقق ميسي كل شيء مع الأرجنتين ونال أخيرًا كأس العالم، فحالة "التشنج" هذه قد تضمحل، وسيلعب دون ضغوط دولية، وهو أمر من الممكن أن يقوده لإنهاء العقدة واستباحة شباك البرازيل.

شارك: