لعنة 58 عامًا.. ما أسباب فشل منتخب إنجلترا في نيل الألقاب؟

تحديثات مباشرة
Off
2024-07-15 15:36
منتخب إنجلترا يخسر نهائي اليورو للمرة الثانية على التوالي (X/England)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تلقى منتخب إنجلترا صفعة جديدة، بخسارة نهائي كأس أمم أوروبا 2024، أمام الإسبان بهدفين مقابل هدف وحيد، لتتواصل لعنة غياب "الأسود الثلاثة" عن منصات التتويج لمدة تزيد عن 58 عامًا متتالية.

وتعود آخر ألقاب "الأسود الثلاثة" العالمية إلى مونديال 1966 حينما توجت بلقبها الوحيد في كأس العالم عقب الفوز في المباراة النهائية على ألمانيا 4-2، في ليلة كان بطلها بلا منازع جيوف هورست صاحب الأهداف الثلاثة في الشباك الألمانية.

المثير للأمر، إن إنجاز منتخب إنجلترا الوحيد في كأس العالم، جاء في مواجهة حملت جدلًا تحكيميًا كبيرًا، خاصة أن الفريقين احتكما للأشواط الإضافية بعد التعادل 2-2، ليسجل الإنجليز الهدف الثالث من كرة قال الألمان إنها لم تتجاوز خط مرماهم.

وفي مسابقة كأس الأمم الأوروبية، غابت الشمس الإنجليزية عن التتويج طوال (17) نسخة سابقة، لتكتفي بحسرة خسارة النسختين الأخيرتين في البطولة، بعد السقوط أمام إيطاليا في نهائي 2020، والاستسلام أمام الألمان في نهائي 2024.

تشكيلة مرعبة بلا ألقاب

يتملك منتخب إنجلترا في الوقت الراهن أفضل تشكيلة يحلم بها أحد في عالم كرة القدم، فحضر هاري كين في مناطق الهجوم، مع ازدحام خط الوسط بهجوم من عيار ثقيل أمثال جود بيلينغهام وبوكايو ساكا وفيل فودين وديكلان رايس، إلى جانب توفر مدافعين أقوياء أمثال جونز ستونز وكايل ووكر، جعله مرشحًا أكثر من أي وقت آخر للتتويج الأوروبي.

منتخب "الأسود الثلاثة" رغم كل هذه الأسماء، ظهر بمستوى متواضع في يورو 2024، وهي المفاجأة التي جعلت جماهيره تشعر بتفاؤل كبير، فالتاريخ يقول إن إنجلترا تلعب ولا تحرز الألقاب، ربما حان الوقت للتتويج باللقب دون أن تلعب.

هذا التفاؤل اصطدم بحقيقة التنظيم الإسباني، لقد كان الماتادور منذ اللحظة الأولى، بمثابة المنتخب الأكثر روعة في يورو 2024، مع وجود الشابين لامين يامال ونيكو ويليامز، رغم أن الإسبان خسروا جهود العديد من اللاعبين في البطولة يتقدمهم ثنائي برشلونة في خط الوسط، غافي وبيدري.

منتخب إنجلترا وأسباب الغياب عن منصات التتويج

يعد ضغط المباريات سببًا حقيقيًا في تراجع منتخب "الأسود الثلاثة" عن حصد الألقاب العالمية، فالبطولات الإنجليزية هي الأكثر قوة وعددًا في الوقت الراهن، واللاعبون في البريميرليغ مطالبون بالتنافس عبر 5 بطولات خلال الموسم الواحد، مما يتسبب في إرهاق شديد للنجوم هناك.

سبب آخر، يفسر غياب الإنجليز عن منصات التتويج وهو العنصرية، فالعداء بين الأندية في الدولة البريطانية هو الأعلى في العالم، وهي حقيقة تحدث بها الأسطورة ديفيد بيكهام علانية حينما قال إن نجوم مانشستر يونايتد لم يحبوا نظراءهم من ليفربول أثناء اللعب معاً في صفوف "الأسود الثلاثة".

ما ذكره بيكهام، يعيدنا إلى الوراء لكلمات رددها مالك إنتر ميامي الأمريكي عبر سيرته الذاتية الخاصة، والتي قال فيها إنه كان يعتقد منذ أن كان صغيرًا، بأن لاعبي ليفربول هم عبارة عن شياطين تعتلي رؤوسهم القرون، قبل أن يفاجأ بكونهم أشخاصًا طبيعيين تمامًا مثل لاعبي مانشستر يونايتد.

سبب ثالث يتمثل في ازدحام الأندية الإنجليزية باللاعبين من خارج حدود البلاد، كل ذلك أضعف دور النجوم الإنجليزية في بطولته المحلية، بخلاف ما يحدث في الدوري الإيطالي والدوري الألماني، وحتى الدور الإسباني.

كل ذلك، دفع الفرنسي أرسين فينغر مدرب أرسنال السابق إلى خوض مواجهة هامة أمام إيفرتون عام 2014، عبر تشكيلة تخلو من أي لاعب إنجليزي، وهو أمر أصاب الجماهير بالجنون، ودق ناقوس الخطر في البلاد بأكملها.

صحيح أن نجوم "الأسود الثلاثة" الحاليين يشغلون مواقع هامة في أنديتهم، لكنهم ما زالوا غير قادرين على تحقيق الانسجام المطلوب، رغم أن الإنجليز حصلوا على شيء لم يعتادوا عليه، وهو جضور محترفين في الخارج، أمثال جود بيلينغهام مع ريال مدريد وهاري كين مع بايرن ميونخ.

أمر آخر، يتعلق بالمدربين الذين يتم إسناد مهمة تدريب المنتخب الإنجليزي لهم، هناك بعض الأصوات التي تتحدث عن ضعف دائم في الدكة الفنية للمنتخب الإنجليزي، حيث يعد سفين غوران إريكسون آخر مدرب حقق الهيبة المطلوبة مع "الأسود الثلاثة" وكان ذلك عام 2006.

ربما سيحاول الإنجليز من جديد عبر مونديال 2026، لكن ماذا لو فشل "الأسود الثلاثة" في حصد اللقب بهذه التشكيلة المرعبة، حينها سينتهي هذا الجيل قبل أن يبدأ، وربما سنكون مجبرين على الانتظار 50 عامًا أخرى، من أجل رؤية منتخب إنجلترا يحصد لقبه العالمي الثاني.

شارك: