لعنة بلماضي وشبح بلايلي يطاردان سعيد بن رحمة في فرنسا
يعيش الدولي الجزائري، سعيد بن رحمة وضعيةً معقدةً مع نادي أولمبيك ليون الفرنسي، بعد أن تحوّل من نجم يصنع الفارق ويقدم الحلول إلى لاعبٍ بديلٍ وحتى خارج حسابات المدير الفني لليون، بيار ساج، ما أثار حيرة المتابعين وطرح الكثير من التساؤلات بخصوص نجم "الخضر".
وكان بن رحمة (29 عامًا) قدّم أداءً مميزًا مع أولمبيك ليون في النصف الثاني من الموسم الماضي، والذي لعب معه معارًا من نادي وست هام الإنجليزي، حيث شارك في 15 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 3 أهداف وقدّم 4 تمريرات حاسمة.
وأسهم نجم نادي برينتفورد الإنجليزي السابق في تأهل أولمبيك ليون إلى الدوري الأوروبي بطريقة عجيبة، بعد أن كان الفريق أنهى مرحلة الذهاب في المراكز المعنية بالهبوط إلى دوري الدرجة الثانية، كما أسهم في وصوله إلى نهائي كأس فرنسا، الذي خسره أمام نادي باريس سان جيرمان بهدفين لهدف.
لكن بدايات النجم الجزائري خلال الموسم الحالي لم ترقَ إلى مستوى تطلعات جماهير نادي أولمبيك ليون ولا الجهاز الفني ولا حتى مسؤولي النادي، حيث تعرّض بن رحمة لانتقادات قاسية كلفته الخروج من الحسابات الأساسية لبطل فرنسا سبع مرات على التوالي من عام 2002 إلى 2008.
وجاءت وضعية اللاعب مع أولمبيك ليون استمرارًا لما يتعرض له من انتقادات قوّية أيضًا في المنتخب الجزائري، فرغم الثقة الكبيرة التي يحظى بها لدى المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، لم يقنع الجماهير الجزائرية ولا المحللين.
لعنة بلماضي وشبح بلايلي يطاردان سعيد بن رحمة
واكتفى بن رحمة منذ بداية الموسم الجاري في المشاركة خلال مباراتين فقط من أصل خمسٍ مع أولمبيك ليون في الدوري الفرنسي، وكان ذلك في الجولتين الأولى والثانية، حيث لعب 90 دقيقة أمام نادي رين، ثم 81 دقيقة في مباراة موناكو، واللتين خسرهما ليون.
وبعدها جلس اللاعب الجزائري على دكة البدلاء في مباراتي ستراسبورغ ثم لانس في الجولتين الثالثة والرابعة من الدوري الفرنسي "ليغ 1"، حيث فاز ليون في الأولى بأربعة أهداف لثلاثة، وتعادل سلبا في المباراة الثانية.
وفاجأ المدرب بيار ساج الجميع باستبعاد بن رحمة من التشكيلة التي كانت معنية بمواجهة أولمبيك مرسيليا، الأحد، في الجولة الخامسة من "ليغ 1"، والتي خسرها زملاء اللاعب الجزائري بثلاثة أهداف لهدفين على أرضهم، رغم أن أولمبيك مرسيليا خاض المواجهة بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الخامسة بعد طرد لاعبه ليوناردو باليردي.
وعرفت مسيرة بن رحمة في الموسمين الأخيرين الكثير من المشاكل والأزمات، سواء مع وست هام أو أولمبيك ليون ومنتخب الجزائر، وعانى نجم نيس السابق من مشكلة عدم الارتقاء إلى مستوى الآمال المعلقة عليه والمستويات المنتظرة منه، بدليل ما حدث له مع مدرب "المطارق"، الإسكتلندي ديفيد مويس.
وعانى لاعب ليون كثيرًا مع مدرب "الخضر" السابق، جمال بلماضي، الذي لم يمنحه ثقته في الكثير من المرات، ووصل الحد معه إلى محاولة بلماضي الاعتداء عليه في أثناء استبداله خلال ودية مصر شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2023 في الإمارات، ليستبعد بعدها عن "الخضر" قبل أن يعود بتعيين بيتكوفيتش مدربًا جديدًا.
ويرى الكثير من المتابعين بأن بن رحمة تأثر أيضًا بالمقارنات والمقاربات التي تعقد بينه وبين نجم الترجي التونسي، يوسف بلايلي، الذي تراه الجماهير الجزائرية بأنّه الأحق والأجدر للعب في مركز الجناح الأيسر مع منتخب الجزائر، مؤكدة بأنّه أحسن من بن رحمة بمراحل.
ولن تساعد الوضعية الحالية لسعيد مع ليون في استمراره أساسيًا في منتخب الجزائر، في وقتٍ يقدمٍ فيه يوسف بلايلي مستويات خرافية مع الترجي التونسي، وسط مطالبات شعبية في الجزائر لعودته إلى صفوف "محاربي الصحراء"، وهو الأمر المتوقع خلال معسكر الشهر المقبل.