كيف يكمل ميكالي القطعة الناقصة في دفاع مصر الأولمبي؟
يخوض منتخب مصر الأولمبي بقيادة مدربه البرازيلي روجيرو ميكالي مباراة هامة مساء اليوم، عندما يواجه منافسه الباراغواياني في ربع نهائي منافسات كرة القدم بأولمبياد باريس 2024.
الفراعنة كانوا قد نجحوا في تصدر ترتيب المجموعة الثالثة، وذلك بعدما هزموا المتصدر السابق إسبانيا بهدفين لهدف، ليضربوا ميعادًا مع المنافس اللاتيني الذي حل ثانيًا خلف اليابان في المجموعة الرابعة.
وبعد أداء فاتر في المباراتين الأوليين، نجح رجال روجيرو ميكالي في تقديم أفضل مبارياتهم، والتي تمكنوا من خلالها من هزم منتخب لا روخا في مفاجأة كبيرة.
الكثير من التفاصيل الإيجابية تمتع بها المنتخب المصري، لكن ثمة قطعة ناقصة ربما ينبغي على المدرب البرازيلي حلها قبل المواجهة الهامة التي قد تصل بمصر إلى نصف نهائي كرة القدم الذي لم تبلغه منذ أولمبياد طوكيو 1964، والتي حلت فيها رابعة.
قطعة ناقصة في الدفاع المصري
في عدة فرص خطيرة صنعها المنافسون أمام دفاع الفراعنة، كانت المشكلة تكمن في الانسجام بين قلبي الدفاع، وكذلك الانسجام بين قلبي الدفاع من جانب، ولاعبي الوسط من جانب آخر.
نقص التواصل أحيانًا وعدم فهم طبيعة كل لاعب بشكل كاف أحيانًا أخرى، جعل هناك حالة من التخبط في تغطية تحركات كل لاعب لزميله، وما إذا كان عليه الاقتراب للتغطية أو ترك المهمة للزميل الذي يتحمل عبء مهمة ما.
كان جليًا أن المسافة تظهر شاسعة أحيانًا بين قلبي الدفاع عمر فايد وحسام عبد المجيد، فعملية الترحيل للأطراف لأحدهما لا تتزامن بالتبعية، مع تحرك قلب الدفاع الآخر تجاه زميله للحفاظ على المسافة بينه وبين هذا الزميل.
يمكن سد هذا الفراغ أحيانًا بلاعب الارتكاز أو لاعب الوسط المحوري الذي يتراجع للخلف لتغطية تلك المساحة، وهو ما فعله محمد النني مثلًا في إحدى اللقطات ضد إسبانيا، عندما تحرك لتغطية تقدم مهاجم إسبانيا الثاني سيرخيو كاميّو (الدائرة الصفراء)، وقطع الطريق عليه لاستغلال تلك المساحة التي انكشفت بين قلبي الدفاع في الدائرتين، جراء خروج عمر فايد (الدائرة الحمراء) للتغطية على اليمين.
لكن هل لاعب الوسط مُطالب باستمرار بأن يغطّي بين قلبي الدفاع؟ الإجابة لا، ففي اللقطة السابقة كان حسام عبد المجيد غير قادر على التقدم للاقتراب من عمر فايد، لعدم قدرته على ترك مهاجم إسبانيا صامويل أوموروديون وحيدًا من دون رقابة، لذلك اتخذ النني القرار السليم بالتغطية.
أما في تلك الحالة أمام منتخب أوزباكستان، كان عمر فايد غير مطالب بالتمركز بنفس الشكل، إذ كان حرًّا وغير مطلوب منه مراقبة أي لاعب، بالنظر إلى أن أحمد عيد كان يراقب الجناج الأوزبكي الأيسر.
لذلك كان على فايد أن يتحرك لليسار لتغطية ترحيل حسام عبد المجيد على الطرف، ولا يركن إلى مطاردة أحمد كوكا إلى لاعب وسط أوزبكستان المتقدم للأمام، والذي كاد يسجل بعدما سبق كوكا وفشل عمر فايد في منعه من لعب الكرة، حين وصل إليه المدافع المصري متأخرًا جدًّا.
هدف لا ينبغي أن يتكرر وهذا هو المطلوب من ميكالي
ولأن هذا الانسجام وهذا الفهم الكبير لتحركات الزملاء هو أمر حيوي، فإن غيابه أدى بشكل كبير إلى تلقي مصر لهدف أمام إسبانيا، تسبب في توتر الأجواء خشية تلقي هدف التعادل بعد ذلك.
اللقطة بدأت بفشل محمود صابر في اللحاق بلاعب وسط إسبانيا بابلو باريوس، الذي واصل هواية لاعبي وسط لاروخا المعتادة بالتقدم للأمام بعد التمرير، وذلك بعدما لاحظ تحرك حسام عبد المجيد خلف سيرخيو كاميّو، ليتقدم للثغرة التي ظهرت بين قلبي الدفاع من جديد.
وبعيدًا عن التصرف السيئ جدًا من حسام عبد المجيد، لا بالتمركز لتغطية تلك الثغرة ولا بمطاردة كاميّو ومنعه من الالتفاف بجسده والتمرير، فإن محمود صابر هو الآخر فشل فيما فشل فيه في كوكا في اللحاق بلاعب الوسط المطلوب منه مراقبته، عكس ما أجاد فيه النني مقارنة بصابر وكوكا.
ليضطر محمد طارق لترك أوموروديون والتقدم لتغطية هذه الثغرة، ما سمح لمهاجم أتلتيكو مدريد الذي قدم موسمًا مميزًا مع ألافيس بالابتعاد عن طارق أكثر، والظفر بلحظات ثمينة للتمكن من العرضية التي أرسلها برأسه إلى المرمى.
المطلوب في الوقت الحالي هو أن يقوم ميكالي بإكمال تلك القطعة الناقصة بالمزيد من الانسجام في التحركات بين قلبي الدفاع، ومزيد من التنبيه على التركيز من لاعبي وسط الفراعنة في ملاحظة أي ثغرة تنشأ عن ابتعاد عبد المجيد وفايد عن بعضهما البعض، حتى لا تحدث تلك البعثرة من جديد للدفاع، ما قد يستغله المنتخب البارغواياني في موقعة للتاريخ.