كيف يجب أن يتغير شكل مشاريع سان جيرمان والسيتي بعد القمة؟

2021-06-08 09:01
محمد عواد
Source
+ الخط -

لم يكن شكل باريس سان جيرمان الذي ظهر فيه أمام مانشستر سيتي، يشبه أي شيء مما ظهر عليه في لقاء الذهاب ضد برشلونة، ولا بعض فترات مواجهة بايرن ميونخ، بل ظهر فريقاً بعيداً من الناحية الفنية في 3 أشواط عن مستوى خصمه مانشستر سيتي.

في المقابل، استطاع مانشستر سيتي الوصول لأول نهائي في تاريخه، وخلال طريقه، كان يكسب عدة أسماء لقيادة المستقبل مثل فودين ودياز وزينتشنكو، كما كان يرسل رسالة واضحة بأن غوارديولا هو المدرب الأفضل لهذا المشروع.

لكن عندما نتحدث عن مانشستر سيتي كمشروع رياضي، لا بد من التركيز على مجموعة "سيتي جروب فوتبول"، المجموعة التي تملك بشكل رئيسي 7 أندية وتستثمر في عدة أسماء أخرى بحصص أقل، وهي المجموعة التي حصدت حتى الآن استثمارات تقارب 1 مليار دولار مقابل 22% من حصتها.

هذه المجموعة تنتظر تتويج مانشستر سيتي على أحر من الجمر، لأن هذا سيعزز من قيمتها، وعلى الأغلب ستكون باحثة الآن عن بيع 10% جديدة لكن مقابل مبلغ أكثر من الـ 500 مليون دولار التي بيعت بها من قبل.

بخصوص مانشستر سيتي الأمور واضحة، الإيمان بالمشروع موجود، المدرب الصحيح مستمر، والدوري الذي يلعبون فيه يضمن صقل اللاعبين بشكل أفضل وتسويقهم، كما أن المجموعة المالكة سيتي جروب تحصد نتائج ما يحققه مانشستر سيتي على شكل أموال يعاد استثمارها في جميع الأندية.

على الصعيد الآخر، فإن مشروع باريس سان جيرمان منذ بدايته في عام 2011 يحقق خطوات إيجابية، فقد بات اسماً أساسيا من الأسماء العالمية في كرة القدم، والناشط في شبكات التواصل الاجتماعي يلحظ أنه استطاع بناء قاعدة شعبية أفضل من ذي قبل، رغم أنه يعاني من مشاركته في دوري ليس ذا شعبية عالمية مثل الإنجليزي أو الإسباني أو حتى الإيطالي.

وجرب باريس سان جيرمان استراتيجيتين مختلفتين في النواحي الرياضية؛ الأولى كانت قائمة على لاعبين جيدين حول نجم واحد مثل زلاتان، ثم جاءت فلسفة النجوم الأكبر مع وصول نيمار ومبابي وإيكاردي، وكلا الفلسفتين خدمتا تطور النادي لكن بتكاليف مختلفة، كما أن المشروع الثاني يبدو مهدداً إن لم يجدد النجمان البرازيلي والفرنسي عقديهما.

ليكون السؤال المطروح الآن أمام إدارة سان جيرمان المهددة بفقدان نيمار ومبابي، كيف سيكون شكل المشروع المقبل؟ شخصياً، أعتقد أن أكثر نقطة افتقدها مشروع سان جيرمان حتى الآن هو التحول لبايرن ميونخ فرنسا، أي النادي الذي يتعاقد مع أفضل لاعبي بلده قبل ارتفاع سعرهم، والباحث عن أفضل خبرات بلده الإدارية وكذلك الفنية، ففرنسا من أهم دول العالم المصدرة للمواهب، ولا بد من حصد الأسماء قبل شهرتها لتكون تكلفتها أقل.

من ميزة هذا الأسلوب ليس خفض التكلفة فقط، أو السيطرة على أحد أهم أسواق المواهب في كرة القدم، بل خلق فريق مستقر، يرغب معظم لاعبيه بالبقاء معه إلى الأبد، وعنصر الاستقرار يساعد على البناء التراكمي، بدلاً من حالة تشتيت الانتباه المستمرة لسان جيرمان الحالية مع رحيل فلان أو علان.

باستثناء كورزاوا الذي تم التعاقد معه مقابل 20 مليون يورو من موناكو، لم يتحرك سان جيرمان لجمع المواهب الشابة أو اللاعبين المفيدين من أصحاب الخبرة في فرنسا، وهذا لو فعله مثلاً عام 2015، كان سيكلفه إدريسا جاي 9 ملايين يورو لناديه ليل، بدلاً من دفع 30 عندما اشتراه من إيفرتون لاحقاً، وبالتأكيد كان بإمكانه التحرك بشكل أسرع من برناردو سيلفا ومبابي بتكلفة أقل.

في مقطع فيديو سابق ناقشت ما يلزم سان جيرمان للحصول على الأبطال والاستقرار في التوب الـ4 الأوروبية، لقد قام بخطوات عديدة من أبرزها جلب حارس مرمى وثبات الشكل، لكنني أعتقد الآن أن الخطوة الناقصة في مشروع سان جيرمان بجانب الحظ طبعاً.. هو جعله أكثر فرنسية، فلا يعقل أن يكون قد مر من تحت أيديهم فاران وأوباميكانو وكوندي وميندي وأسماء أخرى عديدة، لأن لديهم رغبة بجلب اللاعب الجاهز عادة.

شارك: