كيف تساعد التكنولوجيا في تطوير كرة القدم؟

أسهمت التكنولوجيا في تسهيل حياة الفرد في السنوات الأخيرة. كرة القدم لم تَحِد عن القاعدة. إحصائيات وبيانات تجمع عن اللاعبين قبل المنافسة وبعدها: قياس السرعة، أجهزة تتبع للحركة وغيرها. كلها جزئيات صنعت الفارق بين الفرق الكبيرة.. إذن ما الذي غيرته تكنولوجيا الإحصاء في الكرة الحديثة؟

التحضير والتخطيط سر النجاح

في كأس العالم 2014 بالبرازيل، جهزت شركة "أديداس" المنتخب الألماني بنظام Micoach elite team system للتحضير في الحصص التدريبية. يعمل هذا النظام على جمع البيانات الخاصة بالحالة البدنية وتطويرها، ما أتى بثماره سريعا، إذ وصل عداد تهديف المنتخب إلى 17 هدفا، بمعدل هدف كل 39 دقيقة، ليفوز الألمان باللقب في النهاية.

كرة القدم السوق الأكثر استهدافا 

جذبت السوق الكروية اهتمام مؤسسات عدة منها Catapult الأسترالية المختصة في نظام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية والتي عرفت انتشاراً واسعاً، ذلك أن العديد من الملاعب المتطورة مجهزة بأنظمة ملاحة تعمل على تعقب كل حركة داخل ميدان الكرة. 

نظام Tracab الذي يستخدم لمعالجة الصور وتعقبها بمعدل 25 مرة في الثانية

وهناك Statsport  التي توفر جهازها Gpstracker لأكبر البطولات مثل البريميرليغ والاتحاد المحلي هناك، إضافة للاتحادين الألماني والبرازيلي وغيرهما، وهناك مؤسسة Chyronhygo التي تعد شريكا فعالا أسهم في تطوير اللعبة بنظامها Tracab بنسخه المختلفة وآخرها coach paint الذي يعمل على معالجة الصورة وتعقبها بمعدل 25 مرة في الثانية لكل من في الملعب من لاعبين و حكام إضافة للكرة.

ما موقف FIFA من دخول التكنولوجيا عالم كرة القدم؟

في عام 2015 سمح الفيفا للاعبين بارتداء الأجهزة الإلكترونية الخاصة بقياس المردود البدني أثناء المنافسات بعدما كان ذلك منحصراً على التدريبات فحسب. الهيئة الكروية العالمية لجأت أيضاً لتكنولوجيا ماتريكس للتعقب البصري المغذية للبيانات مثل خريطة التعقب الحراري لتحركات اللاعبين المستعملة في المباريات، ويستخدم هذه التكنولوجيا التي تملكها شركة Deltatre الاتحاد الأوروبي أيضا. 

التكنولوجيا في خدمة الانتقالات 

في عام 2012 اشترى نادي أرسنال المؤسسة الأمريكية Statdna المختصة في جمع البيانات بدعم من المدرب الفرنسي أرسين فينغر أكبر الداعمين لفكرة استخدام تكنولوجيا البيانات في الكرة، وبعد ذلك تعاقد النادي مع العديد من اللاعبين مستخدماً "ستات دي إن إي" التي تزودها هذه الشركة، منهم: كالوم شامبرز (ما يزال في النادي)، لوكاس بودولسكي، أوليفييه جيرو (سجل 105 أهداف).

تكنولوجيا البيانات المصدر رقم 1 في العالم

تعد مؤسسة Opta الرائدة في تكنولوجيا الإحصاء المرجع الأول عالمياً في السنوات الأخيرة، إذ تغطي الشركة الإنجليزية التي يقع مقرها في لندن أكثر من ٦٠ رياضة حول العالم بمجموع ٤٠٠ ألف مقابلة سنوياً و١٥٠٠ زبون، وتمثل كرة القدم 80% من ججم أعمالها، وتركز الشركة في تغطيتها للمباريات على الجانب البشري.

وذلك من خلال تعيين ثلاثة أشخاص لمعاينة المباريات وراء الشاشة موزعين على مناطق مختلفة حول العالم: ليدز بإنجلترا، أفييرو بالبرتغال، وميونيخ بألمانيا إضافة إلى سيدني بأستراليا، ومن أبرز عملاء الشركة نجد وسائل الإعلام بنسبة 60%، وأندية كرة القدم بنسبة 30% وباقي النسبة موزعة على وكالات الرهان الرياضي وألعاب الفيديو. 

تقنية الأهداف المتوقعة أبرز الخدمات التي وفرتها شركة أوبتا

أسهمت تقنية الأهداف المتوقعة التي اعتمدتها الشركة في تطوير نتائج العديد من الفرق، وفكرة التقنية بسيطة تقوم على معاينة أرشيف العديد من الفرص السابقة عن طريق تقنيين يضعون جدول تنقيط للفرص من 0 إلى 10 مع الأخذ بعين الاعتبار البيانات الآتية: التسديدات على المرمى بعيدة كانت أم قريبة، بالقدم أم بالرأس، مع مراعاة مدى خطورة الفرصة. ولتوضيح الفكرة نقدم المثال الآتي:

يوفنتوس الإيطالي في موسم 2016/2015 وبعد مرور 10 جولات لم يفز إلا بـ 3 مباريات فقط مسجلا 11 هدفا ومستقبلا 9 أهداف، بينما سجل مؤشر الأهداف المتوقعة معدل 19 هدفا متوقعا ليوفنتوس، مقابل 5 أهداف مستقبلة، ليراجع أليغري حساباته ويفوز الفريق بعدها بـ 15 مباراة متتالية ويحقق اللقب. 

العامل البشري يبقى الفيصل

استطاعت تكنولوجيا جمع البيانات والإحصاء السفر بالكرة أزمنة جد متقدمة بكل ما تحمله من خدمات لتطوير الكرة العالمية، لكن يبقى الرياضي هو الفاعل الرئيسي في اللعبة متفوقا على ما يقدمه الكمبيوتر من بيانات.