كرة القدم للفقراء

2022-10-11 10:01
يريدون سرقة كرة القدم (winwin)
Source
+ الخط -

في عصر العولمة والنفوذ المالي وصراعات الهيمنة الاقتصادية، لم تكن كرة القدم بمنأى عن طواحين الاستقطابات المالية والحروب التجارية بين الأندية الكبرى، ليأتي خبر إعلان 12 ناديا كبيرا عن إنشاء دوري السوبر الأوروبي كنتيجة متوقعة لحركات سابقة أريد بها تكريس ثقافة التقسيم على أساس مالي بحت بين الأغنياء والفقراء في الرياضة الشعبية الأولى بالعالم.

كرة القدم التي ولدت من رحم الحواري الفقيرة وانتعشت على وقع إبداعات أساطير الكرة الذين عاشوا تحت نير الفقر والخصاصة، لم تكن موجهة للأغنياء بل هي لعبة الفقراء والشغوفين بشيء يؤمنون به بعيدا عن منطق الصراع الطبقي.

فكرة دوري السوبر الأوروبي ولدت ميتة ولو كره مؤسسوها. هي فكرة إقصائية جاءت بمنطق وأد الفرق الصغرى وتكريس منطق البقاء للأقوياء وصراع الأغنياء، أي منطق يجعل من بطولة أوروبية عالمية حكرا على أندية بعينها، لا مبرر لذلك غير النظرة النرجسية والأطماع المالية وتقسيم الثروات والإيرادات، دون مراعاة لمنطق التنافس الكروي الشريف.

ها هي أوروبا أو بعض كبار أنديتها تعود لنا مجددا بصراع جديد تحت يافطة الكرة للأغنياء وليس الفقراء بعد سنوات عجاف في القرون الوسطى ساد فيها منطق البرجوازية والبروليتاريا. يريدون تقسيما جديدا على مقاساتهم المالية وحساباتهم الضيقة، فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد وأندريا أنييلي رئيس يوفنتوس عرابا الفكرة يريدان الترويج للأغنياء بصرف النظر عن ضرب شغف اللعبة التي تسحر بال الملايين في العالم.

لن تكون كرة القدم أسيرة للمال، بالرغم من محاولات جرها إلى مربع الإنفاق والتجارة والابتزاز، 12 ناديا أرادوا بمعاولهم المالية هدم منظومة دوري أبطال أوروبا، بحثا عن قالب جديد  يحوي نرجسيتهم وأنانيتهم القاتلة.

يريدون سرقة كرة القدم، لكنهم سيكونون في عزلة تامة، سينفرهم الجميع لأن أهدافهم ليست نبيلة، يسيئون لتاريخ أنديتهم وجماهيرهم، لأن طريقهم مظلم ونورهم منطفئ.

التجاسر على المنظمات الدولية لكرة القدم، وحرب كسر العظام التي يخوضها رؤساء الأندية ستعصف باللاعبين الذين يمكن أن تسلط عليهم عقوبات قاسية مع منتخباتهم ويجدون أنفسهم وقودا لحرب لا دخل لهم فيها.
 

شارك: