كثير ميسي وقليل رونالدو.. جدل الأفضلية يخيم على كأس العالم

2022-12-07 19:07
البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي (winwin)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

صحيح أن الجدل بشأن اللاعب الأفضل في تاريخ كرة القدم لا يتوقف أبداً، لكنه عاد إلى الواجهة بقوة خلال مونديال قطر في ظل تألق الأرجنتيني ليونيل ميسي وتقهقر غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي وصل به الأمر لدرجة أن يكون عرضة لانتقاد مدربه فرناندو سانتوس.

من الصعب دائماً إجراء مقارنات بين لاعبين من حقب مختلفة، إذ يرى الكثيرون أن أسطورة البرازيل، بيليه، الفائز باللقب العالمي ثلاث مرات، هو أعظم لاعب على مر التاريخ أو ما بات يعرف بـ"غوت" (غرايتيست بلاير أوف أول تايمز)، فيما يجادلهم آخرون يرون أن الأرجنتيني دييغو مارادونا، بطل 1986، الأفضل على الإطلاق نتيجة مشواره الرائع إن كان مع المنتخب أو مع نابولي الإيطالي.

لكن بالنسبة للجيل الحالي، المقارنة محصورة إلى حد كبير بميسي ورونالدو في ظل صراعهما المستمر على العظمة التي وصلا إليها بالتأكيد على صعيد الأندية وبدرجة أقل بكثير على مستوى المنتخب الوطني، في حين يرى كثيرون أن على ميسي أو رونالدو الفوز بكأس العالم المقامة حالياً في قطر من أجل التربع على عرش عظماء اللعبة.

لم تعجبني.. لم تعجبني

لكن وفقاً للمسار الحالي، لا يبدو أن رونالدو سيستفيد من مشاركته المونديالية الأخيرة من أجل فرض نفسه الأعظم، وحتى إن نجح في قيادة بلاده إلى لقبها العالمي الأول، وذلك نتيجة للصورة السلبية التي ظهر بها في الدوحة بسبب تذمّره الدائم، مطالبته باحتساب هدف له على حساب زميله برونو فرنانديز، أو حتى الاعتراض على قرار مدربه سانتوس باستبداله ما دفع الأخير إلى انتقاده علناً.

وأقرَّ سانتوس، يوم الإثنين، بأنه لم يكن راضياً عن تصرّف رونالدو الذي بدا غاضباً عند استبداله في المباراة الأخيرة من دور المجموعات ضد كوريا الجنوبية الجمعة (1-2)، وقال خلال مؤتمره الصحافي: "رأيت المشاهد ولم تعجبني... لم تعجبني".

بدا رونالدو كأنه عبء حتى على المنتخب الذي وجد نفسه مجبراً على التعامل يومياً مع أسئلة الصحافيين بشأن "سي آر 7"، بعد الهجوم الذي شنه على فريقه مانشستر يونايتد ومدربه الهولندي إريك تين هاغ، ما دفع النادي الإنجليزي إلى التخلي عنه.

أصيب البرتغالي كريستيانو رونالدو بخيبة أمل لجلوسه على مقاعد البدلاء خلال مباراة كأس العالم بين البرتغال وسويسرا على ملعب لوسيل يوم 6 ديسمبر 2022 في الدوحة قطر غيتي ون ون win-win getty


القليل من رونالدو

بالنسبة للاعب بحجم رونالدو الذي كان صورة المنتخب لقرابة عقدين من الزمن بمبارياته الـ 195 وأهدافه الـ118 (رقم قياسي دولي)، أن تخوض بطولة بحجم كأس العالم، وكثيرون يتحدثون عن ضرورة ألّا يشركه المدرب سانتوس أساسياً لكي لا يؤثر على أداء المنتخب، فهذا مؤشر كبير جداً على سوء وضع أفضل لاعب في العالم خمس مرات.

ووصل الأمر بصحيفة "آ بولا" البرتغالية إلى الخروج بعنوان "القليل من رونالدو، المزيد من البرتغال"، رغبة منها في أن يكون التركيز على المنتخب الوطني الذي يبقى تتويجه الوحيد في كأس أوروبا 2016.

والقليل من رونالدو أعطى فائدته في الدور ثُمن النهائي ضد سويسرا، إذ بدأ سانتوس اللقاء من دون قائده البالغ من العمر 37 عاماً، ليتحرر المنتخب تماماً من "سطوته" ويخرج منتصراً على سويسرا 6-1 بفضل ثلاثية للاعب أقل شهرة بكثير يُدعى غونسالو راموس.

وتجلى ثقل رونالدو بخروجه، الثلاثاء، من ملعب لوسيل الذي دخل إليه بديلاً، وهو عابس من دون الاحتفال مع زملائه.

في الناحية الأخرى، أظهر ميسي كعادته احترافية مطلقة وكان خير سند لمنتخب أرجنتيني يبحث عن تتويج أول منذ أيام مارادونا عام 1986، إذ لعب الدور الأساسي في تجاوزه صدمة السقوط افتتاحاً أمام السعودية 1-2، وقاده إلى ثمن النهائي ومن بعدها إلى ربع النهائي بعدما افتتح رصيده في الأدوار الإقصائية خلال المباراة الألف في مسيرته بتسجيله ضد أستراليا (2-1)، رافعاً رصيده إلى 3 أهداف في هذه النسخة وإلى 9 في النهائيات.

يصر بعضهم على أن ميسي بحاجة إلى اللقب العالمي لكي يحسم الجدل بشأن هوية "الأفضل في التاريخ" وإزاحة بيليه أو مارادونا عن هذا الشرف، لكن إذا ما نُظر لسجل ابن الـ35 عاماً؛ فيمكن القول إنه تصعب المقارنة الإحصائية بينه وبين مواطنه الراحل أو معشوق البرازيليين الراقد حالياً في المستشفى.

الجدل سيستمر

يتصدر ميسي لائحة أفضل الهدافين في تاريخ بطولة من مقام الدوري الإسباني بـ474 هدفاً، وهو اللاعب الأكثر تهديفاً في موسم واحد (50) واللاعب الأكثر تمريراً للكرات الحاسمة في موسم واحد (21) وفي تاريخ "لا ليغا" (193).

كما أنه أكثر لاعب سجل ثلاثيات في الدوري الإسباني (36) واللاعب الوحيد الذي سجل 20 هدفاً أو أكثر لـ13 موسماً متتالية في الدوري، ومجموع الأهداف الـ91 التي سجلها خلال عام واحد (ليس موسماً) في 2012 هو الرقم الأكثر تميّزاً ليس في كرة القدم، وحسب بل في أي رياضة.

ليونيل ميسي نجم منتخب الأرجنتين من مباراة أستراليا في ثمن نهائي مونديال قطر (Getty) ون ون winwin


تألق ميسي قاده للفوز بـ11 لقباً على صعيد الدوري مع فريقه السابق برشلونة والحالي سان جيرمان، وتوج بدوري أبطال أوروبا أربع مرات، فيما أحرز مارادونا ثلاثة ألقاب في الدوري وتوج قارياً بلقب واحد كان في كأس الاتحاد الأوروبي.

بالنسبة للأسطورة بيليه الذي لا يمكن لأي كان أن ينفي إنجازاته التاريخية مع المنتخب البرازيلي، فإن جميع الألقاب التي أحرزها على صعيد الأندية كانت في البرازيل ولم يختبر نفسه على صعيد الكرة الأوروبية.

بالنسبة للجدل بشأن من الأفضل حالياً، رأى رونالدو عشية نهائيات قطر أنه "حتى لو فزت بكأس العالم، فإن هذا الجدل سيستمر. بعض الناس يحبونني أكثر، وبعضهم يحبونني بدرجة أقل، كما هو الحال في الحياة".

شارك: