كان على وشك الموت فأنعشته الكرة.. دراما العودة إلى الحياة

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2023-07-29 20:48
فرانشيسكو إيسكو لاعب ريال بيتيس الإسباني (Twitter/RealBetis)
وسام كنعان
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

"ريال مدريد كان فريق أحلامي الذي فزت معه بكل ما تمنيت. لم أكن لأتركه ولو مقابل كل الذهب في العالم. لقد جربت معه متعة لم أجدها في أي مكان آخر".

الكلام للاعب كرة قدم تذوّق طعم المجد في الملكي، وقيل إنه زيدان الصغير. لكن هو نفسه أعلن نادي مليلة، الناشط ضمن دوري الدرجة الرابعة الإسبانية، قبل أيّام عن تعاقده معه في صفقة انتقال حر، وذلك من خلال موقعه الرسمي، وقد مثل الخبر صدمة كبيرة لعشاق اللاعب، بالنظر خصوصًا إلى صغر سنه (30 سنة)، وقدرته على مواصلة اللعب في أعلى المستويات، بفضل مهاراته الفنية العالية.

إنه إيسكو أو فرانسيسكو رومان ألاركون سواريز (21 أبريل 1992) الذي غادر ريال مدريد إلى إشبيلية ولم يكمل معهم نصف موسم، حتى فسخ العقد، ليخرج باحثًا عن نادٍ جديد فإذا بفريق من الدرجة الرابعة يتلقّفه! يا للمفارقة! هل هذا ما كان يُنتظر من اللاعب الذي توهّج سريعًا وانطفأ مثلما توقّد؟ لكن لحسن الحظّ وبالتحري في الموضوع، تبيّن أنّ الخبر لا أساس له من الصحة، وأنّ النادي الإسباني نشره على شكل مزحة مع جماهيره بمناسبة يوم الأبرياء، وهو يوم في إسبانيا يشبه للغاية يوم 1 أبريل/ نيسان، الذي تنتشر فيه الأكاذيب بقصد المزاح! 

وذلك بعد أن خرج في لقاء صحافي ليحكي عن ذكرياته الحميمة مع الميرينغي ومن ثم يروي كيف جرى التلاعب به في يونيون برلين، عندما وصل لإجراء فحوص طبية وكان على مقربة من توقيع العقد، لكن المفاجآت بدأت تتوالى مغيّرة في الاتفاق، وعندما تطور الأمر قال لن ألعب وعاد إلى بلاده ليأتيه الخبر السعيد.

ريال بيتيس أعاده إلى الحياة، ومنحه فرصة التألق مجددًا في دوريه المفضّل. وربما أكثر ما تمثّل في هذه الصفقة من إبهار كان في إعلان الانتقال على طريقة المسلسل الشهير "صراع العروش"؛ إذ يكون إيسكو متوفيًا سريريًا في أجواء مثيرة ومترفة بعناصر التشويق.

النيران المشتعلة والموسيقى المرافقة والرجل التاريخي الذي يقف خلف العرّافة وصوت خرير المياه، كلّها عناصر يتوّجها وجه إيسكو المعبّر الذي تغطيه بعض الدماء والذي يعبّر على الرغم من وسامته عن معاناة عاشها، فيما تشرف عرّافة على تغسيله! لكنها فجأة تقول له: "أعلم بأنك تسمعني.. انتبه لما سأقوله جيدًا... هناك الكثير من سحر كرة القدم في حذائك.. شغف اللعبة ما زال لديك... هيّا افعلها.. عد واستمتع.. حان الوقت أن تعود"، ثمّ تضع يدها على صدره، كأنها تحفز القلب ليعود إلى الخفقان، وتشيح بوجهها كمن يثق بنتيجة ما فعلته وتخرج، ونستمع لصوت إقفال الباب عن طريق الموسيقى التصويرة المشغولة، بقصد أن تكون قيمة مضافة للحالة الدرامية الجوهرية!

تقديم إيسكو لاعبًا لريال بيتيس

ما هي إلا لحظات حتى تحدث المعجزة. شهقة أوكسجين تعيد إيسكو إلى الحياة. وبعد كسر الإيهام نعود للواقع لنرى الرجل بقميص ناديه الجديد وفي الحصص التدريبية على أرض الملعب، أكثر ما يميّزه انسجامه الواضح وفرحه الصريح. يأتي بعد ذلك تصريح للمدرب عن أهمية شراء إيسكو، يليه "فوتو مونتاج" سريع للأيّام التي كان يتدرّب فيها بمفرده.

لعلّها من أبرز الأفكار وألمعها للتعبير عن انتقال لاعب إلى ناد جديد، لكنّها استمدّت من الحالة الدرامية التي عاشها اللاعب والتقلبات في مستواه. رغم التنبؤات بأن مجده سيكون واسعًا، إلا أن اللاعب الإسباني انحسر حضوره بعد تألق واضح. اليوم تأتيه الفرصة مجددًا لإعادة إثبات نفسه. ما زال الوقت باكرًا وكما صنع الإعلان متعتنا عسى أن يصوغ إيسكو في أدائه على المستطيل الأخضر دهشتنا من جديد!

شارك: