كارلوس سولير.. قهر ريال مدريد بعد ضياع حلم البيت "الملكي"

2021-06-08 09:01
سولير سجل 3 أهداف من علامة الجزاء في مباراة فالنسيا وريال مدريد (Getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

في أواخر 2015، وداخل مركزٍ رياضي شهير، لا يبعد كثيرا عن المقر الرئيسي لنادي فالنسيا، كان ممثلون عن لاعب شاب، يدعى كارلوس سولير، يتحدثون إلى أحد المديرين البارزين في ريال مدريد، وقد بدا الطرفان في طريق مفتوحة لاتفاقٍ من شأنه أن ينقل الصغير صاحب الـ 18 ربيعا إلى بيت اللوس بلانكوس.


كان الانضمام لريال مدريد، ولا يزال، حلما لصغارٍ كثيرين يمارسون كرة القدم في بيئات أقل شأنا منها في البيت الملكي، ومع ذلك لم يُظهر سولير تلك السعادة المتوقع أن يعيشها يافع في سنه، حصل على عرض من النادي الأكبر والأكثر شهرة في العاصمة الإسبانية.

 أوضح الشاب سولير رغبته في مواصلة مسيرته المهنية رفقة فالنسيا، دون اشتراطات بترقية فورية للفريق الأول، على الرغم من بزوغ نجمه في سن صغيرة، ويقين الجميع حوله بقدرته على فرض نفسه بوصفه اسما مهما في تشكيلة كبار اللوس تشي.


ولكن ثمة شخص في إدارة فالنسيا امتلك رأيا مغايرا، ووجد في استمرار سولير أمرا زائدا عن الحاجة، ليمنح اللاعب وكلاءه الموافقة على فتح أبواب التفاوض مع الأندية المهتمة باستقدامه، ولأن الجميع يدرك حجم موهبته الكبيرة، تلقى ممثلوه اتصالات رسمية من ريال مدريد وبرشلونة.


سارع ريال مدريد في اتخاذ خطوات جادة للظفر بموهبة سولير، فأرسل مندوبا عن أكاديميته "لا فابريكا" إلى مدينة فالنسيا، كي يبدأ محادثات مباشرة مع وكلاء لاعبٍ، لا يريده فالنسيا أو لنقل لا يريده رجل ما في فالنسيا.


وقدم ريال مدريد مشروعا حقيقيا أمام سولير، الذي كان سيصل مدينة "فالديبيباس" الرياضية كي يغدو بديلا لماركوس يورينتي، مع تجهيز الأخير حقائبه لتأمين إعارة يأملها ناجحة في ألافيس.


وعلى الرغم من التباين الكبير بين مقومات سولير ويورينتي، الذي ينشط حاليا في تشكيلة أتلتيكو مدريد ومنتخب إسبانيا، فإن الأول تميز بخصال، أسرت انتباه القائمين على أعمال مكاتب "الكاستيا"، على شاكلة قوته البدنية والتنوع الغالب على طريقة لعبه، مع ماضٍ لائق في أكاديمية فالنسيا، فقد تكرست داخله أسس ستساعده كثيرا على قطع خطوات كبيرة في ظرف زمني وجيز.


أصبح سولير على شفير إتمام انتقاله لريال مدريد، مع الأيام الأولى من العام 2016، حتى قرر مالكو فالنسيا الاستعانة بخيسوس غارسيا بيتارش في منصب المدير الرياضي للنادي، وما كان من الأخير سوى قراءة بعض الملفات الملقاة في خزانة سلفه، وبينها وريقات خاصة برحيل مرتقب لصانع اللعب الشاب.


وهنا، كانت ردة الفعل السريعة من بيتارش الذي جنب فالنسيا تخليا "ساذجا" عن سولير، كما جنب سولير نفسه مصير فراق لا يفضله، وبمفاوضات مباشرة مع اللاعب، وقع الأخير عقدا جديدا لمدة عامين، مع إدراج بندٍ يخول للطرفين التمديد عامين آخرين.


كان الأمر بمثابة الشرارة التي ألهبت الحماسة في نفس سولير؛ إذ جدّ الأخير محاولا إثبات جدارته وتوكيد جودته، وهو الأمر الذي قاده للتدرب والمشاركة مع الفريق الأول في فترة إعدادية للموسم الرياضي التالي.


وخاض سولير باكورة مبارياته الرسمية مع الفريق الأول لفالنسيا خلال ديسمبر/كانون الأول للعام ذاته، أمام ديبورتيفو ليغانيس، في دور مبكر ببطولة الكأس الإسبانية، قبل أن يؤمن حضورا دائما بوصفه أحد أهم النجوم الواعدة في تشكيلة الخفافيش.


والآن، أصبح سولير ضمن القادة الأبرز في فريق فالنسيا، بعد خوضه أكثر من 150 مباراة، مسجلا 15 هدفا ومسهما في تتويج الفريق بلقب كأس ملك إسبانيا 2019-20.


وسجل سولير ثلاثة أهداف "هاتريك" في مباراة فالنسيا وريال مدريد، ليقتل الأخير ويؤكد أن لديه مراقبين أعينهم ثاقبة، ثاقبة جدا.

شارك: