كأس العرب هل يجمعنا من جديد؟

2021-06-08 09:01
الصحفي الرياضي والمعلق في قنوات beIN عصام الشوالي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

منذ إنشاء جامعة الدول العربية ببرتوكول الإسكندرية مارس/ آذار 1945؛ توجه الفكر العربي إلى العمل المشترك، ومن القطاعات المعنية بهذا التوجه كان قطاع الشباب والرياضة، وبدأت الأفكار وبدأ العمل. أقيمت أول دورات العرب الرياضية في مصر عام 1953، وانطلقت على أرض الكويت الدورة المدرسية العربية في 1963، وفي نفس العام احتضنت بيروت النسخة الأولى لكأس العرب في كرة القدم.

وعلى الرغم من أن البداية واعدة، وقد غذاها الشعور بالانتماء لهذه الأمة العظيمة والشعور القومي الفياض، فإنها كانت فترة مليئة بالأحداث والتحولات التي مست كل دولنا، وقد مثّـل الفكر الناصري والاشتراكية موضة الستينيات وكان علامة على التموقع خلف الاتحاد السوفياتي من بعض الدول العربية. كما راهنت دول عربية أخرى على الولايات المتحدة. هكذا كان المشهد؛ حرب الـ 67، فحرب اليمن، ثم فترة الانقلابات العسكرية، فالصراعات العربية، كلها عوامل ساعدت على رسم الحدود، وأثرت في المجهود العربي للاهتمام بالشباب وتطوير قدراته.

أثرت السياسة في الرياضة العربية، فعربية السلة بدأت في 1974، ولكم أن تتخيلوا معي أن بطولة العرب الطائرة انطلقت في 1977، وأنه لا توجد بطولة لكرة اليد تخص المنتخبات ليومنا هذا. أما على الرياضات الفردية، فحدث ولا حرج. هذه الألعاب لم تجد منا إلا الجحود والنكران، ولا نتذكرها إلا كل 4 سنوات مع الأولمبياد. لا أدري لماذا أكره السياسة؟ هل لأن بطبعي مسالم أو لأنها تفرقني عن أهلي؟ الخلافات ذبحت الرياضة العربية، فدورة الألعاب متوقفة من 2011.

الدورات المدرسية توقفت منذ سنين، ونُظمت كأس  العرب أعوام 1964، 1966، 1985، 1988 و1998 من القرن الماضي، بالإضافة إلى أعوام 2002 و2012، وهي دورات متقطعة في الزمان والمكان.. ويبقى السؤال المطروح: أين بطولات المغرب العربي التي تواصلت بين 1969 و1975؟ أين بطولة مجلس التعاون الخليجي للأندية؟ أين كأس فلسطين التي لعبت في السبعينيات قبل أن تقبر؟ لنترك ماضي الأمة وما فيه من فرقة وتشرذم. أرجو أن نجتمع نحن معشر الرياضيين.. أن نلعب.. أن نربح أو نخسر، فالمهم هو أن نتقابل، وأن نجتمع لنتقارب اليوم أو غدا من نفس العرق من نفس الدم من نفس الفكر وبنفس الماضي والمستقبل ووحدة المصير.

هل اجتمعنا من جديد في ملاعب الرياضة وقاعاتها؟ كأس العرب نوفمبر/تشرين الأول 2021 على ملاعب قطر المونديالية بحضور 22 دولة عربية هي انطلاقة لرياضة عربية مشتركة. هل يتحقق الحلم أو يبقى مجرد أضغاث أحلام؟

شارك: