قيمة مضافة.. فان دايك أكثر من مجرد مدافع في ليفربول
أعلن نادي ليفربول عن تمديد عقد قائده فيرجيل فان دايك لمدة موسمين، وذلك بعد أيام من تجديد عقد النجم المصري محمد صلاح، وهو ما يؤكد القيمة الفنية للثنائي رغم أن متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز عادة ما يكون مترددًا في تجديد عقود اللاعبين الذين يتقدمون في العمر أو يتخطون ذروة مسيرتهم.
مع بقاء المدافع الهولندي الصلد وصلاح، يستطيع المدرب أرني سلوت بناء فريقه حولهما بدلًا من الاضطرار لاستبدالهما أولًا، وبقاء فان دايك هو للاستفادة منه داخل الملعب وخارجه وفي قيادته للنادي.
صلابة فان دايك الدفاعية
مقياس أداء مدافع النخبة هو مدى سيطرته على المهاجم الذي يواجهه، أو العكس، وفي وقت بدأت فيه كرة القدم تتجاوز فكرة المهاجمين الصرحاء الكلاسيكيين، بالاعتماد أكثر على مهاجمين لديهم حركة أكبر خارج الصندوق، لكن المميز أنه يستطيع التعامل مع تلك النوعيات المختلفة من المهاجمين، فقائد "الريدز" بإمكانه التعامل مع مهاجم متحرك وسريع وحاسم، كما بإمكانه التعامل مع مهاجم قوي بدنيًا.
مهاجم مثل هاري كين لعب أمامه المدافع الهولندي ثماني مرات ولم يخسر أبدًا، وعرف في كل مرة كيف يقوم بتحييده، وفي ثماني مباريات ضد ليفربول مع ريد بول سالزبورغ ومانشستر سيتي، سجل إيرلينغ هالاند ثلاثة أهداف، لكنه لم يفز إلا مرة واحدة، وكان ذلك في مباراة كأس كاراباو عندما غاب فان دايك.
الإحصائية | الرقم |
المواجهات الثنائية الهوائية | 181 |
المواجهات الثنائية الهوائية الناجحة | 125 |
نسبة نجاح المواجهات الهوائية الثنائية | 69% |
نسبة نجاح المواجهات الثنائية إجمالاً | 66% |
كانت هناك لحظة مهمة بين هالاند وفان دايك في لقاء الفريقين على ملعب أنفيلد في مارس 2024 عندما انهار هجوم ليفربول وتحرك هالاند نحو المرمى من دائرة المنتصف. كان فان دايك الرجل الوحيد الذي يقف حائلاً بينه وبين مرمى ليفربول، ولكن بدلًا من أن يُصاب بالذعر، سار الهولندي -الذي أظهر رباطة جأش ملحوظة، سواءً في قدميه أو في ذكائه- على خطى هالاند وأجبره على تسديدة ضعيفة مباشرة على كايمين كيليهر.
عنصر أساسي في أسلوب لعب ليفربول
فيرجيل فان دايك ليس مجرد قائد لليفربول على أرض الملعب، بل هو أيضًا عنصر أساسي في أسلوب لعبهم تحت قيادة المدرب أرني سلوت، حيث يسمح الدولي الهولندي لليفربول باللعب بخط دفاع متقدم، وأن يكون لعبهم هجوميًا، بفضل سرعته وقوته، بالإضافة إلى جودته في الكرات العالية وفي المواقف الفردية.
على الرغم من كونه غالبًا المدافع الأخير في ليفربول، إلا أنه لعب دورًا هامًا في بناء الهجمات، سواءً بالنسبة لكلوب أو خليفته سلوت، الذي طلب منه التقدم للأمام في الملعب للمساعدة في شن الهجمات بتمريراته الدقيقة (تبلغ دقة تمريرات المدافع الهولندي هذا الموسم 91% وهي أفضل دقة تمرير بين المدافعين في أوروبا من الذين شاركو في 35 مباراة أو أكثر).
صرح سلوت لهيئة الإذاعة البريطانية في يناير الماضي: "الجميع هنا في إنجلترا سيقولون لك إن فيرجيل هو أفضل مدافع في العالم، لكن لقد فوجئت بطريقة إيجابية للغاية بمدى براعته في التعامل مع الكرة وكيف استطاع لعب كرة القدم بين الخطوط. منذ اليوم الأول، كنت أقول: "يا إلهي، هذا بالتأكيد مستوى آخر".
يسجل المدافع الهولندي هدفًا كل 10 مباريات تقريبًا، وكانت هناك بعض الأهداف المحورية، ولعل أبرزها في نهائي كأس كاراباو الموسم الماضي ضد تشيلسي، وهو اليوم الذي ساعد فيه ليفربول على الفوز 1-0. كما كان هدفه بالرأس في الدقيقة 89 حاسماً للفوز على وست هام يوم الأحد الماضي.
عندما يتحدث الجمهور عن أفضل مدافعي العصر الحالي في الدوري الإنجليزي الممتاز، فهو بلا شك من بين الأفضل. ولو استطعتَ هندسة مدافع مثالي وراثيًا، لبنيتَ فان دايك، فبالإضافة إلى بنيته الجسدية، يمكنه تمرير الكرة ببراعة لشن الهجمات، كما أنه يتمتع بهدوئه، فكثيرًا ما نتحدث عن هدوء اللاعب مع الكرة، لكن ما يميزه هو مدى هدوئه بدونها بفضل تمركزه وتوقعه الجيد.