قناة شهيرة: اللاعبون العرب "في المنفى" خارج فرنسا

تحديثات مباشرة
Off
تاريخ النشر:
2024-11-26
-
آخر تعديل:
2024-11-26 22:17
اللاعبون المغاربيون التونسي حنبعل المجبري والجزائري ريان آيت نوري والمغربي إلياس بن صغير (winwin)
صالح بوتعريشت
الفريق التحريري
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

خرجت قناة "L'équipe" الفرنسية عن "المألوف"، وطرحت عبر إحدى برامجها قضية بعنوان " اللاعبون العرب في المنفى وفرنسا في خطر"، وإذا كان العنوان الحقيقي، هو "اللاعبون مزدوجو الجنسية في المنفى وفرنسا في خطر"، إلا أن الوسيلة الإعلامية ركزت في برنامجها على اللاعبين المغاربة، خاصة من الجزائر وتونس والمغرب.

وطرحت القناة عبر هذا البرنامج أسئلة حول الأسباب التي تدفع اللاعبين الذين يولدون بفرنسا من أصول مغاربية لترك اللعب مع منتخب "الديوك"، والذهاب لحمل قمصان منتخبات بلدانهم الأصلية، واستضافت الدولي التونسي السابق حسين الراقد والمغربي مروان شماخ.

وتشهد الأعوام الأخيرة ازديادا في اتخاذ اللاعبين المولودين في فرنسا لقرار اللعب مع منتخبات الجزائر وتونس والمغرب على وجه التحديد، وهذا ما أثار حفيظة وسائل الإعلام الفرنسية، وفي مقدمتها قناة "L'équipe"، والتي تعتبر امتدادًا لصحيفتها الشهيرة.

لاعبو المنطقة المغاربية "في المنفى" في فرنسا!

وتساءلت قناة "L'équipe" عن سبب بروز هذه الظاهرة الجديدة، والمتثملة في اختيار اللاعبين مزدوجي الجنسية، وأبرزهم اللاعبون العرب من المنطقة المغاربية للعب مع منتخبات بلدانهم الأصلية مبكرا بدلا من حمل قميص منتخب فرنسا الأول، رغم ازديادهم في فرنسا، وتلقيهم لتكوينهم الكروي في البلد الأوروبي.

وأعطت في بداية القضية الذي طرحتها المثال بالتونسي حنبعل المجبري نجم نادي بيرنلي الإنجليزي، وقالت إنه اختار اللعب مع منتخب تونس مبكرا، وتحديدا في سنة 18 عاما، رغم أنه حمل من قبل قصمان منتخبات فرنسا الشبانية.

وذهبت بعدها إلى منتخب الجزائر، حيث أوضحت بأن ريان آيت نوري الظهير الأيسر لنادي وولفرهامبتون الإنجليزي، اختار اللعب مع "الخضر" في سن 21 عاما، ومثله قام بدر بوعناني مهاجم نيس الفرنسي في سن 18 عاما، رغم حملهما هما أيضا لقمصان منتخبات "الديوك" في الفئات العمرية.

وبالنسبة للاعبين من أصول مغربية، أشارت الوسيلة الإعلامية الفرنسية أن أمير ريتشاريدسون لاعب خط وسط نادي فيورنتينا الإيطالي، قرر تمثل منتخب المغرب في سن 21 عاما، فيما قام مواطنه إلياس بن صغير موهبة نادي موناكو الفرنسي بهذه الخطوة في وقت مبكر، وتحديدا في سن 19 عاما.

وترى القناة أن كرة القدم الفرنسية أصبحت في خطر بسبب هذا التحول، والمتمثل في اتخاذ اللاعبين مزدوجي الجنسية، وخاصة اللاعبونن العرب لقرارات تمثيل منتخبات بلدانهم الأصلية مبكرا، مشيرة إلى أنهم يحضرون حاليا في المنفى بعدما تكفلت فرنسا بتكوينهم في مدارسها.

اللاعبون العرب يختارون اللعب مع بلدانهم الأصلية لهذه الأسباب

وشرح الدولي التونسي السابق حسين الراقد الأسباب التي دفعته لاختيار اللعب مع منتخب تونس بدلا من فرنسا، ووصف قراره بالمنطقي، خاصة بعدما فقد والده في سن مبكرة، وأصبح يزور تونس كل عام، وتحديدا إلى مدينة جربة، مع والدته وأفراد عائلته.

وأوضح الراقد صاحب 54 مباراة دولية مع منتخب "نسور قرطاج" أنه رغم ازدياده وعيشه في فرنسا، ولعبه مع الفرق الفرنسية على غرار نادي إيستر، إلا أنه ظل متشبعا بالثقافة التونسية، وهو ما دفعه لاختيار اللعب مع المنتخب التونسي.

وفي نفس الاتجاه، قال المغربي مروان الشماخ نجم نادي بوردو الفرنسي السابق إن قرار اختياره اللعب مع منتخب "أسود الأطلس" بدلا من فرنسا، أحدث ضجة، خاصة أن سنه حينها لم تتجاوز 19 عاما، وكان من بين أبرز المواهب الصاعدة في الدوري الفرنسي.

ويرى الشماخ صاحب 65 مباراة دولية مع منتخب المغرب أن اللاعبون المغاربة يتعرضون لانتقادات بسبب اختيارهم اللعب مع منتخبات بلدانهم الأصلية، ويواجهون آراء تتساءل كيف لهؤلاء اللاعبين أن يقرروا اللعب مع منتخبات بلداهم الأصلية بدلا من فرنسا؟، على اعتبار أن الأندية الفرنسية هي من تكفلت بتكوينهم، وتقوم بدفع أجورهم.

ويختار اللاعبون العرب اللعب مع منتخبات بلدانهم الأصلية حسب الآراء التي طرحت من طرف المشاركين في البرنامج لعدة أسباب، أبرزها أن المنتخبات المغاربية مثل الجزائر والمغرب وتونس أصبحت تملك خلايا للبحث عن المواهب المولودة في فرنسا وأوروبا، وتقوم هذه الخلايا بمجهودات كبيرة لإقناع المواهب باللعب مع المنتخبات المغاربية المذكورة أعلاه.

وفي سبب آخر أصبح اللاعبون العرب من المنطقة المغاربية يختارون تمثيل منتخبات بلادنهم الأصلية، بسبب إيجادهم لنفس الإمكانات اللوجستيكية وإمكانات العمل والتحضير، لا سيما في منتخبي الجزائر والمغرب، مقارنة بتلك الموجودة في منتخب فرنسا.

وأصبح تأهل المنتخبات المغاربية للمشاركة في بطولات كبيرة مثل كأس العالم، يدفع اللاعبين المغاربة مزدوجي الجنسية لاختيار حمل قميص منتخبات بلدانهم الأصلية، وهذا ما أكده النجم السابق الشماخ في تصريحاته.

ويرى المشاركون في البرنامج، وفي مقدمتهم النجم التونسي السابق حسين الراقد أن التطور التكنولوجي الحاصل وظهور مواقع التواصل الاجتماعي، أدى إلى تغيير اللاعبين المغاربيين ومزدوجي الجنسية لنظرتهم السلبية السابقة عن بلدانهم الأصلية، وأصبحوا يملكون معلومات أكثر عن بلدان أجدادهم، وبأنها تملك الإمكانات والمقدرات التي تدفعهم للعب مع منتخباتها.

وأسهم اللاعبون العرب المغتربون في الخارج خلال السنوات الأخيرة في قيادة منتخبات بلدانهم لتحقيق إنجازات كبيرة، وأبرزها تتويج منتخب الجزائر بلقب كأس أمم أفريقيا مصر 2019، بالإضافة إلى وصول منتخب المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022.

شارك: