قمة إنجلترا وفرنسا.. قوة الهجوم تهدد تماسك الدفاع

2022-12-09 13:38
المنتخب الفرنسي على موعد مع مواجهة نظيره الإنجليزي في قمة مباريات ربع نهائي مونديال قطر (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

تواجه دفاعات إنجلترا وفرنسا تهديداً أكبر من المعتاد خلال المواجهة المنتظرة بينهما، يوم السبت، في الدور ربع النهائي لمونديال قطر 2022، في ظل سرعة كيليان مبابي عند "الديوك" مقابل خطورة جناحي "الأسود الثلاثة".

وصل وصيف بطل أوروبا المنتخب الإنجليزي ونظيره بطل العالم الفرنسي إلى قطر، بسجل مشابه مع مباراتين فقط من دون اهتزاز شباكهما من أصل 8 مباريات في عام 2022.

دفع هذا الواقع مدرب منتخب فرنسا ديدييه ديشامب للتخلي عن الدفاع الخماسي مع ثلاثة مدافعين محورين ولاعبين على الرواقين، بانياً قراره على قاعدة أن فريقه "في حالة صعبة" و"غالباً ما يكون غير متوازن".

أحبط غياب بيرسونال كيمبيمبي ولوكاس هرنانديز، وهما لاعبان أساسيان في الدفاع، خطة ديشامب للعودة إلى الدفاع الرباعي الذي قاده للتتويج باللقب العالمي في مونديال روسيا 2018، لكن لاعب الوسط الدولي السابق لم يغيّر خططه، فلم يكن النجاح على قدر التوقعات. في الدوحة، تلقت شباك الـ"بلوز" هدفاً في كل مباراة.

على "الديوك" أن تخشى مخالب "الأسود الثلاثة" اذ سجلت انجلترا 12 هدفاً في 4 مباريات، بقيادة هداف المونديال الماضي هاري كين ولاعبين "ينطلقون بسرعة كبيرة في الجانبين، مثل فودن وماركوس راشفورد"، حسب ما قال مساعد المدرب الفرنسي غي ستيفان.

صراع مبابي ووكر

"يتعين علينا إغلاق الرواقين، ولكن بالنسبة لهم أيضاً"، قال ذلك أفضل هداف في تاريخ المنتخب الفرنسي أوليفييه جيرو (ثلاثة أهداف في قطر)، قلب الهجوم الذي يتحرك بدعم من عثمان ديمبيلي (تمريرتين حاسمتين) على اليمين وكيليان مبابي (خمسة أهداف وتمريرتان حاسمتان) على اليسار.

وقبل مواجهة فرنسا، لم تهدر إنجلترا سوى القليل من الفرص الصريحة للتسجيل ولم تهتز شباكها سوى مرتين، في الفوز الساحق على إيران 6-2، بعدما تقدمت برباعية نظيفة.

إن قلب دفاع "الأسود الثلاثة" المؤلف من الثنائي جون ستونز-هاري ماغواير هو حائط أمان بالرغم من الشكوك التي تحيط به، فيما يعكس الحارس، جوردان بيكفورد، صورة أكثر صلابة مما كان يقدمه بين الخشبات الثلاث لفريقه إيفرتون.

ومع ذلك، فإن مستوى الخصوم (الولايات المتحدة وويلز والسنغال)، يمكن أن يفسّر إلى حد ما عدم اهتزاز الشباك الإنجليزية في ثلاث مباريات توالياً. لكن هذه المرة، يتعين على رجال المدرب غاريث ساوثغيت التعامل مع خطورة وسرعة مبابي، فيما ينتظر الجميع بفارغ الصبر الردّ على هذا التهديد.

تملك إنجلترا في صفوفها مدافعاً قادراً على مقارعة مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي من ناحية السرعة، هو كايل ووكر الذي سبق له أن قيّد مبابي في مباراة مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.

حذّر ووكر، الأربعاء، من خطورة مبابي، قائلاً: "يجب أن أراقبه كما في جميع المباريات، واحترمه كما يستحق ولكن من دون الكثير من الاحترام، المباراة ليست إنجلترا ضد مبابي، إنها إنجلترا ضد فرنسا".

خيار تكتيكي

بمواجهة "الديوك"، من الممكن أيضاً أن ينحاز ساوثغيت إلى إغراء إعادة تموضع ووكر لتلافي مواجهة ثنائية بين مبابي وجون ستونز. فالأخير، عادة ما يلعب في المحور الأيمن، لكن من الممكن أن ينزلق إلى وسط خط دفاعي بثلاثة مدافعين مركزيين.

يُعتمد هذا الخيار غالباً أمام منتخبات من العيار الثقيل، كما لاحظ ستيفان، لكن هذه الخطة لم تنل الرضا وانهالت الانتقادات على ساوثغيت عندما طبقها في الخسارة أمام إيطاليا بركلات الترجيح (3-2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1) في نهائي أمم أوروبا 2021.

دفن مدرب إنجلترا هذا الخيار التكتيكي منذ بداية مونديال قطر، ليدخل السرور إلى قلوب الجماهير. ولكن يسمح هذا الخيار بإضافة كيران تريبير أو حتى بوكايو ساكا كقوة ضاربة على الجهة اليمنى للحد من خطورة مبابي، أفضل هداف في كأس العالم (5 أهداف) والذي هز الشباك في جميع المباريات التي خاضها أساسياً.

التضحية بأحد لاعبي خط الوسط

ومع ذلك، يمكن للآلة الإنجليزية أن تواجه إخفاقات في هذه الحالة. قبل كل شيء، يجب على ساوثغيت التضحية بأحد لاعبي خط الوسط والاختيار بين ديكلان رايس وغود بيلينغهام وجوردان هندرسون (على الأرجح الأخير)، بينما كان هذا الثلاثي ممتازاً حتى الآن وأحد عناصر صلابة الدفاع.

تدرك إنجلترا جيداً أنه إلى جانب "خطر" مبابي، ستواجه تشكيلة تضم في صفوفها أيضاً أنطوان غريزمان، وجيرو وديمبيليه "السهم" الذي يتعين على لوك شو وخاصة ماغواير إيقافه.

أقرّ ووكر بذلك قائلاً: "نحن لا نفكر فقط في مبابي هو سلاح في ترسانتهم الجيدة جداً، لكنهم يملكون كوكبة من اللاعبين الجيدين الذين لا يمكننا التقليل من شأنهم، فازوا بألقاب كبرى وبكأس العالم".

في غضون ذلك، ما زال جيرار سولير ينتظر خليفته. فمهاجم سوشو وبوردو وتولوز السابق من بين أندية أخرى، هو اللاعب الفرنسي الوحيد الذي سجل هدفاً ضد الإنجليز في كأس العالم عام 1982. كان ذلك خلال الهزيمة 1-3.

شارك: