عودة الروح 974!

2022-11-29 20:22
أهم مكاسب كأس العالم هو متانة وعمق العلاقات بين الشعوب العربية (Getty)
أحمد الخضري
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

نسخة كأس العالم الحالية 2022 بقطر  ترتدي ثوبًا مختلفًا، أحدّثكم عن نقطة مختلفة ربما نشاهدها لأول مرة.. لا أتحدث عن المكاسب الرياضية والفنية والعالمية والتربوية، وتحليل هذه المكاسب -التي لا تُعَدّ ولا تُحصى- يحتاج إلى مجلدات وليس سلسلة مقالات.. أتكلم بزاوية مختلفة أو مكسب كان حلمًا صعب المنال..

هذا المونديال كان نقلةً في العلاقات العربية -علاقات الشعوب والجماهير- نشاهد أحاسيس عربية (بِكرًا) وُلِدت في الدوحة.. وُلِدت في ملاعب (لوسيل) و(974) وغيرهما، مشاعر تُظهِر متانة العلاقات بين الشعوب العربية وعُمقها.. (معروف قديمًا) أن المواجهات العربية العربية كانت دائمًا تشهد خروجًا دائمًا عن النص، بل ربما في بعض الأوقات تؤدي إلى تأزم العلاقات، وحدث هذا كثيرًا والتاريخ (شاهد).. وكان يُشاع قبل انطلاق المونديال -من بعض الهتيفة- أن هناك غيرة (عربية عربية) أو على الأقل عدم تحمُّس للأشقاء..

ولكن وألف لكن.. كان الواقع مختلفًا وجميلًا، وعلى رأي المثل المصري (أنا  وابن عمي ع الغريب) وشهدت أرض وملاعب الدوحة ملحمةً عربيةً جماهيرية، وتزينت العواصم العربية بكرنفال المساندة للأشقاء دون أي إنفاق مسبق.

فمثلًا، شهدت القاهرة تفاعلًا غير مسبوق مع المنتخب القطري، وفرحةً هيستيريةً لفوز السعودية على الأرجنتين، وتهليلًا لتخطي المغرب منتخب بلجيكا، فرحة حقيقية (من القلب ).. وما حدث في القاهرة تكرر في الجزائر والخرطوم وأبو ظبي وطرابلس وبيروت..

الدول العربية التي لم تشارك في المونديال كان حماس جماهيرها لا يقل عن حماس قطر للفريق العنابي والسعوديين للأخضر.. أتصور، وأكاد أجزم أن أهم مكاسب المونديال كانت (عودة الروح) للجماهير العربية.
 

شارك: