صحافة مدريد تصوّب سهامها نحو الفرنسي تشواميني
لا تبدو العلاقة بين متوسط الميدان الفرنسي أوريلين تشواميني متوسط ميدان ريال مدريد وصحافة العاصمة الإسبانية في أحسن أحوالها، لا سيما بعد هبوط واضح في مردود نجم "الديوك" منذ المباراة النهائية لكأس العالم قطر 2022 التي خسر لقبها رفقة منتخب فرنسا أمام الأرجنتين بركلات الترجيح.
وتوترت العلاقة بين تشواميني وأشهر وسائل الإعلام الإسبانية عقب "الخطأ" الذي ارتكبه عندما قرّر السفر إلى العاصمة الفرنسية باريس لحضور مباراة في دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين "NBA" بين شيكاغو بولز وديترويت بيستونز، بالتزامن مع خوض ناديه مواجهة مهمة أمام فياريال في كأس ملك إسبانيا.
وعوضًا عن مساندة زملائه اللاعبين، فضّل تشواميني حضور واحدة من مباريات كرة السلة، الأمر الذي أثار عاصفة من الانتقادات ضد اللاعب البالغ من العمر 22 عامًا.
وبعد الحادثة، قدّم تشواميني اعتذاره إلى إدارة النادي وجماهيره عن عدم مساندتهم في لقاء فياريال بملعب "لا سيراميكا" الذي تغيّب عنه بسبب الإصابة، والذي حسمه "الملكي" بنتيجة 3-2 بعد أن أنهى الشوط الأول متأخراً بنتيجة 2-0.
اعتذار تشواميني لإدارة وجماهير ريال بعد حادثة مباراة فياريال
وكتب تشواميني على حسابه الرسمي في شبكة "تويتر": "أعتذر إلى النادي والجهاز الفني وزملائي والجمهور لحضوري فعالية في أثناء مباراتنا في الكأس. في كل لحظة كنت أتابع ما يحدث في فياريال، ولكنني لم أفعل الصواب. أعتذر بشدة".
وعلّق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بدوره على الحادثة التي أثارت جدلاً كبيراً، وذلك بقوله: "اعتذرَ (تشواميني) أمام اللاعبين والجمهور. إنه فتى شاب أخطأ مرة وانتهت المسألة".
وقد تكون المسألة انتهت من منظور أنشيلوتي، ولكن لا يبدو الأمر كذلك بالنسبة للصحافة المدريدية وخصوصًا صحيفة "AS" التي كتبت تقريراً مفصلاً عن الدولي الفرنسي معنونة إياه بقولها: "شيء ما خاطئ في تشواميني"!!
مقارنة بكاسيميرو ومحاولات للتشكيك
لا يمكن معرفة هوية المستفيد من هذه "الحرب الشعواء" التي تشنها صحف مدريد والتي تصوّب سهامها باتجاه نجم موناكو السابق منذ "خطأ" سفره إلى باريس تزامناً مع مباراة فياريال، لكن من الواضح أنّ هناك حملات من التشكيك في مستواه والضغط عليه بتعمّد الإشارة المتكررة لقيمة الصفقة الضخمة مالياً والتي جاءت به إلى بيت "الميرينغي"، والمقدّرة بـ80 مليون يورو.
وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى ذلك صراحة حين ذكرت أن تشواميني بات لاعباً آخر منذ عودته من المونديال؛ إذ تقهقر مستواه ولم يسجّل أي هدف ولم يقدّم سوى تمريرتين حاسمتين "أسيست" في الجولات الأولى من الليغا، فضلاً عن أنّ كل إحصائياته الدفاعية باتت أسوأ بكثير من التي كان يحققها في موناكو، على حد قولها.
وأوضحت الصحيفة أن اللاعب الفرنسي جيد "تكتيكياً" ولكنها عادت لتتذمّر من كثرة إصاباته المتتالية والتي أخلّت بتوازن الفريق، واعتبرت أنّ على اللاعب تقديم مستويات هجومية أفضل نظراً لمميزاته اللياقية والجسدية كالطول الفارع (188 سم) ومهاراته الخاصة في التسديد من المسافات المتوسطة.
ودخلت الصحيفة في مقارنة "لا يعرف مدى جدواها" بين تشواميني والبرازيلي كاسيميرو، الذي انتقل إلى صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي هذا الموسم، وتألق لسنوات مع الريال في نفس المركز، وأسهم في فوز النادي بألقاب محلية وقارية عديدة.
وقالت الصحيفة إنّ كاسيميرو سجّل 31 هدفًا في 336 مباراة مع النادي المدريدي، أي بمعدّل هدف في كل 11 مباراة، واعتبرت أنّ مسؤولية تشواميني في تعويض النجم البرازيلي الراحل لا تزال "ضخمة جداً" عليه على حد تعبيرها، مطالبة النجم الفرنسي الواعد باستعادة نسق إسهاماته الهجومية التي كان يبرزها في موناكو قبل قدومه إلى مدريد؛ إذ سجل في موسم 2020-2021 (3 أهداف وقدّم 4 تمريرات حاسمة) وفي موسم 2021-2022 (سجل 5 أهداف وقدّم 3 تمريرات حاسمة).
وختم المصدر ذاته بالتأكيد على أنّ تشواميني اقترف خطأً كبيراً من خلال رحلته إلى باريس وأنّ ما حدث لن يكون لمصلحته، خاصة إذا لم يتحسّن مردوده ويستعيد ملامح الألق الذي كان يبرزه في صفوف موناكو، عندما كان متوسط ميدان يجمع بين الصلابة"دفاعياً" والابتكار "هجومياً".
شارك:
أخبار ذات صلة
