شهادات مؤثرة عن أسطورة برشلونة سيرخيو بوسكيتس!

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-11 02:24
لاعب الوسط المُخضرم سيرخيو بوسكيتس يقرر الرحيل عن نادي برشلونة الإسباني (Getty)
Source
المصدر
EFE
+ الخط -

"إنه ذكي للغاية، ويفهم كل شيء. ليس سهلًا أن تلعب ضمن صفوف أفضل نادٍ في العالم. إذا استمريت لسنوات عديدة في برشلونة، فهذا يعني أنك قوي للغاية.. لقد كنت محظوظًا بتدريبه".. كانت هذه كلمات المدرب بيب غوارديولا عن لاعب الوسط المُخضرم وقائد برشلونة، سيرخيو بوسكيتس.

غوارديولا يعرف بوسكيتس جيدًا، لأنه مَن أشركه مع الفريق الأول لبرشلونة في 13 من سبتمبر/ أيلول عام 2008 أمام راسينغ سانتاندير على ملعب "كامب نو"، في الدور الثاني من الليغا.

فبعد سقوط البرسا (0-1) أمام نومانثيا في الأسبوع الأول من بطولة الليغا عام 2008 وتحديدًا في 31 أغسطس/ آب، عاد برشلونة من جديد ليتعثر أمام فريق أقل قوة وهو راسينغ سانتاندير بعد التعادل (1-1)، في مباراة أُقيمت على أرضية ملعب "كامب نو" معقل النادي الكتالوني.

بدأ مشروع غوارديولا بشكل سيئ، ومع الظهور الأول لذلك الشاب اللامع صاحب الـ20 عامًا، وأيضًا نجل كارلوس بوسكيتس حارس المرمى الأسبق للفريق الكتالوني في التسعينيات، أثار الأمر شكوكًا كبيرةً، وزرع إحساسًا بعدم الثقة، في نفوس مشجعي البرسا.

لكن يوهان كرويف، الذي دائمًا ما كان يرى كرة القدم بمثابة خطوة للأمام للآخرين، كان قد حسم الأمر منذ البداية؛ حيث قال: "فنيًا هو أعلى من يايا توريه و(سيدو) كيتا، ويبدو كالمحارب المخضرم في مركزه، سواء بالكرة أو بدونها".

وعقب هذا التعادل، نجح برشلونة في تحقيق الفوز لـ9 مباريات متتالية، وهي السلسلة التي مهدت الطريق لغوارديولا لحصد أول بطولة دوري له مع الفريق كمدرب، وذلك في الوقت الذي كان يثبت فيه بوسكيتس أقدامه مع تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا في وسط الملعب الأسطوري الذي حقق كل شيء، سواء مع الفريق أو المنتخب الإسباني.

كما لم يسلم بوسكيتس أيضًا من الانتقادات خلال أول مشاركة مونديالية له مع "لا روخا" في 16 من يونيو/ حزيران عام 2010. في ذلك الوقت كان بعمر الـ22، وكان أساسيًا لا غنى عنه في وسط ملعب برشلونة.

لكن المنتخب الإسباني خسر في أولى مبارياته بدور المجموعات لمونديال جنوب أفريقيا 2010، أمام سويسرا (0-1)، وتلقى بوسكيتس حينها كل سهام الانتقادات بسبب ثنائي خط الوسط المدافع حيث كان يشارك بجوار تشابي ألونسو.

وأنهى مدرب المنتخب آنذاك، فيسنتي ديل بوسكي، النقاش خلال المؤتمر الصحفي اللاحق للمباراة، قائلًا: "إذا كنت لاعبًا فأود أن أكون مثل بوسكيتس؛ فهو يؤدي كل شيء بشكل جيد".

وفي وجود بوسكيتس، فاز المنتخب الإسباني في المباريات الست التالية، وأصبح للمرة الأولى والوحيدة حتى هذه اللحظة في تاريخه بطلًا للعالم، كما نجح "لا روخا" في حصد لقب بطولة الأمم الأوروبية عام 2012.

وقال تشافي هيرنانديز عن بوسكيتس، بعدما أعلن الأخير اعتزاله اللعب الدولي: "إنه لاعب أسطورة. واحد من أفضل لاعبي خط الوسط في العالم، وأفضل خط وسط مدافع في تاريخ إسبانيا".

وكان تشافي يعلم حينها أنه من الصعب إقناع بوسكيتس بالاستمرار لعام واحد إضافي على الأقل، كما لم يمل مدرب البرسا الحالي من تكرار أنه من الصعب إيجاد بديل لسيرخيو بوسكيتس في مركزه إذا قرر الاعتزال في النهاية.

وكان تشافي دائمًا ما يرى أن بوسكيتس لم يأخذ حقه الذي يستحقه، وقد قال عن ذلك: "بوسكيتس يفعل كل شيء في وسط الملعب، ومع ذلك لم يتم ترشيحه مُطلقًا للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية "بالون دور". بالنسبة لي هذه فضيحة".

أما بالنسبة لبوسكيتس، فلم تكن الحفلات ولا الجوائز تهمه قط، حيث صرح سابقًا: "لن أقول لك إنني غير متحمس، لكنها ليست شيئًا ذا أولوية بالنسبة لي، ولا أعطيها أيضًا قيمة. يهمني إشادات المدربين وزملائي وكل مَن في عالم كرة القدم، أكثر مما يبحث عنه اللاعب المحب للظهور. أنا لست كذلك".

في الحقيقة دائمًا ما هرب بوسكيتس من الشهرة وتغيير "مظهره" ووضع الوشوم وأزياء "الماركات" الكبرى والسيارات الفارهة، وذلك لأنه خارج الملعب كان يعيش ببساطة وتواضع، وهو ما أظهره دائمًا داخل أرضية الملعب.

وكان هذا مبدأ اللاعب، وهو جعل الصعب سهلًا، وتغيير ما يبدو مُعقدًا إلى شيء أكثر بساطة، وهو ما فعله خلال إعلانه الرحيل عن برشلونة على شبكات التواصل الاجتماعي ومن خلال فيديو لم يكمل الدقيقتين.

وقال بوسكيتس، الذي على مشارف إتمام عامه الـ35، والذي أصبح القائد الأول للفريق الكتالوني منذ رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي عن الفريق في أغسطس 2021، كفى. فقد كان آخر لاعبي الجيل الذهبي المتبقين في الفريق.

وكان بوسكيتس بمثابة المنارة التي قادت أفضل نسخة لبرشلونة في التاريخ، ويرجع ذلك بفضل ذكائه التكتيكي وحدسه في أن يكون موجودًا دائمًا في المكان المناسب، وفي الوقت المناسب، سواءً في استعادة الكرة أو بدء الهجمات.

ويرحل بوسكيتس عن برشلونة بعد 17 موسمًا قضاها في صفوف الفريق، توج خلالها بـ31 لقبًا (8 دوريات و7 ألقاب في كأس ملك إسبانيا و7 كؤوس للسوبر الإسباني و3 ألقاب في دوري الأبطال و3 ألقاب لمونديال الأندية و3 كؤوس للسوبر الأوروبي)، وستصبح على الأرجح 32 لقبًا حيث يقترب البرسا من التتويج بلقب الليغا هذا الموسم 2022-23.

وكان بوسكيتس أحد مهندسي السداسية التي حققها البرسا في عام 2009 مع غوارديولا، والثلاثية التي حققها الفريق في عام 2015 مع المدرب لويس إنريكي.

وكان إنريكي قد قال عن بوسكيتس سابقًا: "بوسكيتس بمثابة الضمان، فهو لاعب استثنائي تعرض لانتقادات غير عادلة في مرات عديدة. إنه لاعب لا غنى عنه بالنسبة لي، أتمنى أن أمنحه راحة، لكنه لا يسمح لي بذلك".

وكان بوسكيتس لاعبًا لا غنى عنه بالنسبة لجميع المدربين الذي تدرب تحت إمرتهم طوال مسيرته المهنية الطويلة، حيث خاض لاعب الوسط الأسطوري 719 مباراة مع برشلونة، ليأتي في المركز الثالث لأكثر اللاعبين مشاركة مع الفريق الكتالوني، خلف كل من ميسي (778 مباراة) وتشافي هيرنانديز (767 مباراة).

وطوال مسيرته، كان المدربون يتعاملون مع بوسكيتس على أنه خليفتهم داخل أرضية الملعب، وذلك لأن جميع المدربين الذين لعب تحت قيادتهم أرادوا أن يكونوا "سيرخيو بوسكيتس".

وبالنسبة للاعب الوسط الأسطوري، إذا رغب في خوض تجربة التدريب عقب اعتزال اللعب فلن يكون ذلك أمرًا صعبًا، حيث قال غوارديولا حول ذلك الأمر: "أنا مقتنع بأنه سيكون مدربًا، وعاجلًا أم آجلًا سنراه في مقاعد المدربين".

شارك: