شخصية البطل تمنح السد اللقب الـ18 في الدوري القطري
لم يكن تتويج السد بلقب دوري نجوم أريدُ ليعزز رقمه القياسي التاريخي بالظفر بالدرع الثامنة عشرة محض صدفة أو ضربة حظ، أو حتى ما يمكن أن يراه البعض ترنحاً وضعفاً للمنافس المباشر الدحيل، بل ثمة مقومات عديدة أسهمت في التتويج، يأتي على رأسها الشخصية القوية للزعيم والتي استمدها من إرثه الكبير.
صحيح أن الزعيم غنم صدارة الترتيب في الجولة 20 وحافظ عليها لجولتين لينال اللقب، لكن لا يمكن اختصار قصة البطولة في ثلاث جولات، وتجاهل مجهودات خرافية قدمها عيال الذيب من أجل العودة من بعيد عقب بداية خجولة.
قد يلوم الدحيل نفسه على التفريط باللقب بعدما كان قريباً جداً منه من خلال اعتلاء الصدارة منذ الأسابيع الأولى وحتى الجولة 20 التي شهدت سقوطاً دراماتيكياً أمام الشمال، استغله الزعيم كما يجب وحافظ على مسيرته المذهلة في البطولة ووصل إلى الريادة وأحكم سيطرته عليها.
السد لا يعرف رمي المنديل
التأكيد بأن السد يملك شخصية قوية وتقاليد عريقة، يأتي من قصةٍ عاشها في النسخة الحالية من الدوري، فبعد خمس جولات فقط على انطلاقة الدوري، كان الزعيم قد تلقى ثلاث خسائر وانتصر في مباراتين فقط، ليجمع ست نقاط وضعته في المركز السابع متقدما بفارق الأهداف آنذاك عن الريان الثامن، ومتأخراً بفارق تسع نقاط عن الدحيل المتصدر بالعلامة الكاملة، الأمر الذي جعل جل المراقبين والمتابعين يجمعون على أن السد فقد كل فرص المنافسة على اللقب الذي كان يحمله في الموسم الماضي.
لكن ما جرى بعد ذلك أن عيال الذيب رفضوا الاستسلام وتعاملوا مع كل الإرهاصات والمعوقات والتي كانت تقف في طريقهم، ومضوا نحو استعادة المسار الصحيح إلى أن وصلوا إلى الثبات في الأداء والمستوى والنتائج أيضاً، بدليل أن الفوز على الأهلي بالخمسة في الجولة الأخيرة، كان الانتصار التاسع توالياً وهي أطول سلسلة انتصارات في الدوري.
أرقام مثالية بمحصلة مقنعة
المحصلة الرقمية السداوية في الدوري، تؤكد استحقاق التتويج باللقب وريادة الترتيب؛ فعلى مستوى الأهداف فقد سجل لاعبوه 62 هدفاً أي بنسبة 2.8 هدف في المباراة الواحدة وهو رقم هجومي مهم جداً، فيما استقبل الفريق 23 هدفاً أي بمعدل هدف واحد تقريباً في كل مباراة، وخرج بشباك نظيفة في عشر مباريات من أصل 22 جلها في الأسابيع التسعة الأخيرة.
وثمة رقم يعطي فكرة عن القوة الهجومية للسد، وهو أن الفريق سجل 52 هدفاً من داخل منطقة الجزاء، والبقية من خارجها، في حين كان الزعيم يصنع 3.9 فرصة محققة في كل مباراة، يفقد منها 1.9 فرصة محققة في المباراة الواحدة.
نسبة استحواذ الزعيم في المباراة الواحدة تبلغ 57.3% ومعل التمريرات يصل إلى 412 في حين يسدد السد على المرمى بمعدل 16.4 في المباراة الواحدة منها 7.6 بين القائمين والعارضة.