شاهد.. الجزائر تهزم تونس وتتوج بلقب كأس العرب FIFA قطر 2021

تُوج المنتخب الجزائري بلقب بطولة كأس العرب للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه على تونس بهدفين نظيفين، في نهائي كأس العرب FIFA قطر 2021 الذي شهد حضور أكثر من 60 ألف متفرج على استاد "البيت" المونديالي، مساء اليوم السبت 18 ديسمبر/ كانون الأول، والذي يصادف اليوم الوطني لدولة قطر.

وأنهى منتخب قطر البطولة بالحصول على الميدالية البرونزية، بعد أن فاز بركلات الترجيح (4-5) على المنتخب المصري في المباراة التي أقيمت في وقت سابق اليوم السبت، عقب انتهاء المواجهة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي من دون أهداف.

العارضة تحرم تونس من هدف مبكر

كان المنتخب الجزائري صاحب المبادرة للهجوم في الدقائق الأولى من المباراة النهائية، ثم نجح منتخب تونس في العودة بقوة في الدقائق التالية، وحصلت الجزائر على ركلة ركنية شتتها الدفاع التونسي في الدقيقة الثانية لتصل إلى الجزائري ياسين إبراهيمي الذي صوب كرة ضعيفة انتهت بين أحضان الحارس التونسي معز حسن الذي أمسك أيضا بعد ثلاث دقائق كرة رأسية من بغداد بونجاح.

وفرض المنتخب التونسي أفضليته في الدقائق التالية، ومثلت انطلاقات محمد دراغر وتحركات حنبعل المجبري (غادر في الدقيقة 88) من الجهة اليمنى مصدر الخطورة الأبرز لنسور قرطاج، وفي المقابل، كان يوسف بلايلي مصدر الإزعاج الأكبر لدفاع منتخب تونس الذي كاد يتقدم برأسية لاعبه بلال العيفة لولا العارضة التي تصدت لكرته في الدقيقة 14.

وتوالت هجمات المنتخب التونسي في الدقائق التالية التي شهدت تصدي الحارس الجزائري رايس مبولحي لتسديدة قوية من نعيم السليتي، محولا إياها إلى ركنية في الدقيقة 19، وبعد دقيقتين أهدر الجزائري الطيب مزياني (غادر في الدقيقة 66) فرصة محققة لتسجيل هدف التقدم لمحاربي الصحراء، مسددا الكرة بجوار القائم الأيسر لحارس تونس.

وكان منتخب تونس الأخطر في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول، وكاد يوسف المساكني، قائد منتخب تونس، يباغت حارس الجزائر بتصويبة قوية من خارج منطقة الجزاء في الدقيقة 45+2، لكن تسديدته مرت من جوار القائم الأيمن لرايس مبولحي، وسدد زميله منتصر الطالبي كرة بعيدة مرت من فوق العارضة في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع (45+5).

وشهدت فترة الاستراحة ما بين الشوطين تكريم الطواقم الطبية التي عملت بشكل استثنائي لمواجهة فيروس كوفيد-19 بحضور من السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" الذي وعد باستمرار إقامة البطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي، ووعد بتقديم مقترح باعتماد اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للاتحاد الدولي بعد مناقشات مع الشركاء في قطر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

الحذر يشوب أداء الفريقين في الشوط الثاني

شهدت الدقائق الأولى من الشوط الثاني أفضلية نسبية للجزائر مع بعض المحاولات لتونس، من دون أن ترتقي الفرص التي أتيحت للفريقين لتشكل خطورة كبيرة على حارسي الفريقين، وسدد بغداد بونجاح كرة مرت من جوار القائم الأيمن لحارس تونس في الدقيقة 57، ورد عليها نعيم السليتي بتسديدة مرت من جوار القائم الأيسر لحارس الجزائر في الدقيقة 60.

وشاب الحذر أداء الفريقين في الدقائق التالية بسبب الخوف من تلقي هدف قاتل يصعب تعويضه وبسبب العامل البدني، ما أدى إلى شحّ الفرص التي أتيحت للفريقين في ظل الاعتماد على الكرات الطويلة والركلات الثابتة مع أفضلية نسبية للمنتخب التونسي.

وكاد المهاجم التونسي سيف الدين الجزيري يحسم المباراة في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، لكن تسديدته افتقرت للدقة الكافية لتمر من جوار القائم الأيمن لحارس الجزائر، لتذهب المباراة إلى الوقت الإضافي الذي خاضته الجزائر للمرة الثانية في هذه البطولة بعد مواجهة المغرب في ربع النهائي، وخاضته تونس للمرة الأولى.

صاروخية أمير سعيود تمنح التقدم للجزائر

بدأ الفريقان الشوط الثاني بمحاولات هجومية متبادلة لهز الشباك، لكن الفرص القليلة التي أتيحت لهما افتقرت للمسة الأخيرة، قبل أن ينجح الجزائري أمير سعيود (شارك بديلا في الدقيقة 66) في منح هدف التقدم بتسديدة صاروخية عانقت شباك حارس مرمى "نسور قرطاج" في الدقيقة 99.

ونجح رايس مبولحي في الحفاظ على نظافة شباكه بتصديه لتسديدة قوية من التونسي محمد علي بن رمضان (شارك بديلا في الدقيقة 88) في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الإضافي الأول، لتحافظ الجزائر على تفوقها قبل الذهاب للشوط الإضافي الثاني.

ياسين إبراهيمي يضيف الهدف الثاني ويحسم اللقب للجزائر

لجأ المنتخب الجزائري لتدوير الكرة في الشوط الإضافي الثاني لتمضية الوقت وحرمان لاعبي تونس من الكرة لمنعهم من تشكيل خطورة على مرمى الحارس رايس مبولحي، وعلى الرغم من ذلك كاد فراس بالعربي يقتنص هدف التعادل بتسديدة من خارج منطقة الجزاء مرت من جوار القائم الأيمن للجزائر في الدقيقة 112.

واندفع لاعبو المنتخب التونسي للهجوم في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، لكن لاعبي الجزائر استبسلوا في الدفاع عن مرماهم،  ثم أضاف ياسين إبراهيمي هدفا ثانيا للخُضر من هجمة مرتدة في آخر لحظات المباراة، لتنتهي المواجهة بفوز الجزائر 0-2.

التونسي سيف الجزيري أفضل هداف.. والجزائريان ياسين إبراهيمي ورايس مبولحي يفوزان بجائزة أفضل لاعب وأفضل حارس في كأس العرب 2021

بعد انتهاء المباراة تقدم إلى منصة التتويج رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم، حمد بن خليفة آل ثاني، والسويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA" ورؤساء الاتحادات القارية، لتكريم المنتخبات الثلاثة الأوائل واللاعبين الفائزين بالجوائز الفردية.

وذهبت جائزة الحذاء الفضي للجزائري ياسين إبراهيمي، وفاز التونسي سيف الدين الجزيري بالحذاء الذهبي كأفضل هداف، بينما ذهب القفاز الذهبي لأفضل حارس لرايس مبولحي حارس منتخب الجزائر، وفاز القطري أكرم عفيف بالكرة البرونزية، والجزائري يوسف بلايلي بالكرة الفضية، وذهبت الكرة الذهبية إلى زميله ياسين إبراهيمي كأفضل لاعب في البطولة.

وبعد ذلك تقدم لاعبو المنتخب القطري الفائز بالمركز الثالث في كأس العرب 2021 وبطل آسيا 2019، رفقة جهازهم الفني، لاستلام الميداليات البرونزية، وصنع لاعبو الجزائر ممرا شرفيا لأفراد المنتخب التونسي في أثناء صعودهم لاستلام الميداليات الفضية، ثم جاء الدور على المنتخب الجزائري للصعود لاستلام الميداليات الذهبية.

أمير دولة قطر يسلم كأس العرب FIFA قطر 2021 لقائد منتخب الجزائر

بعد ذلك، حانت اللحظة الأهم بوصول أمير دولة قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى منصة التتويج رفقة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم،  جياني إنفانتينو، لتسليم كأس البطولة الغالية إلى رايس مبولحي، قائد منتخب الجزائر، بالتزامن مع تلويح الجماهير الحاضرة بعلم دولة قطر إلى جانب علمي دولتي الجزائر وتونس.

وازدانت منصة التتويج بالزينة، وترددت الأهازيج في اللحظات التالية، وتناوب لاعبو المنتخب الجزائري على رفع الكأس، وانطلقت الألعاب النارية في كورنيش الدوحة ومحيط استاد "البيت" المونديالي الذي منه كانت البداية، وفيه كانت اللحظة الأخيرة.

إنفانتينو يعد بالاستمرار في تنظيم كأس العرب تحت مظلة الفيفا

اقرأ المزيد

وطاف لاعبو الجزائر في أرجاء الملعب للاحتفال مع جماهيرهم، وسط فرحة لا تُضَاهَى من جماهير الخضر، وأجواء احتفالية بعرس مونديالي عربي سيظل خالدا للأبد في أذهان الجماهير العربية بفضل تنظيم أسطوري من قطر، في انتظار الوصول إلى الحدث العالمي الأبرز واللحظة التي ينتظرها كل سكان المعمورة بعد عام من الآن، عندما يستضيف استاد "لوسيل" نهائي مونديال كأس العالم قطر 2022.