روبرت ليفاندوفسكي.. ماكينة أهداف بولندية تتحدى الصدأ

2022-11-25 12:00
روبرت ليفاندوفسكي هداف بولندا الذي لا يهدأ (Getty)
Source
المصدر
AFP
+ الخط -

منذ الوهلة الأولى كان روبرت ليفاندوفسكي "ماكينة تهديفية" وهو في نادٍ صغير في العاصمة وراسو ثم في ليغيا، ثم أخذ طريقه في الصعود نحو منصات التتويج، إلى أن أصبح النجم الأبرز لمنتخب بولندا الذي سيكون بحاجة ماسة إليه في مواجهة السعودية بالجولة الثانية من دور المجموعات لمونديال كأس العالم قطر 2022.

حتى لو أن الماكينة تتعطل في بعض الأحيان، على غرار ما حصل الثلاثاء عندما تصدى الحارس المكسيكي لركلة الجزاء، حارمًا إياه من هدفه الأول في النهائيات العالمية، إلا أنها كانت تعمل وبقوة في جميع الأندية التي لعب بها وطور فيها بنيته الجسدية وحسه التهديفي.

لكن قبل زمن من تحوّله إلى "ذي بودي" (الجسد)، اللقب الذي أطلقه عليه زملاؤه السابقون في بايرن ميونيخ الألماني، كان "روبرت صغيرًا ونحيفًا وأصغر من في المجموعة"، وفقاً لما قاله لفرانس برس كريشتوف سيكورسكي، أول مدربيه في وارسو، قبل وفاته في 2018.

وأضاف مدرب هذا النادي الصغير للأطفال والمراهقين في وارسو، حيث كانوا يلعبون على أرض رملية "لكن (كان) يتمتع بأكبر قلب وأعظم موهبة، (كان) أذكى منهم جميعًا".

عام 2005 وفي سن 17، انضم ليفاندوفسكي الذي كان حتى في حينها هدافًا رائعًا، إلى نادي دلتا الواقع في وارسو أيضًا، قبل أن ينتقل إلى ليغيا الأكثر شهرة في العاصمة، خلال نفس العام.

سرعان ما تحطم حلمه

اعتبره مسؤولو النادي "ضعيفًا جدًا وهشًا للغاية"، وتم فصله بعد إصابة خطيرة وكان على وشك الاكتئاب بعد أن انتقل في 2006 إلى زنيتش بروشكوف، وهو نادٍ من الدرجة الثالثة في ضواحي وارسو.

يتذكر سيلفيوش موتشا-أورلينسكي، رئيس زنيتش آنذاك، في حديث لوكالة فرانس برس اليوم الذي جاء فيه المهاجم الشاب برفقة والدته للتسجيل "لقد كان مدمّرًا ذهنيًا".

وتابع رافع الأثقال السابق الذي يناديه الجميع في زنتيش دائمًا بـ"القائد": "يجب شكر والدته"، في بروشكوف، استعاد ليفاندوفسكي ثقته وكفاءته.

وعاد دانيال كوكوسينسكي، زميله السابق ومدرب زنيتش الحالي بذاكرته إلى الوراء قائلاً: "جلس في المباريات الخمس الأولى على مقاعد الاحتياط ولكنه عمل بجد وبعد فترة وجيزة، غالبًا ما كان هو الذي يمنحنا نقاط الفوز، وكنا نعلم أننا معه يمكننا الفوز حتى على الأقوى".

أنهى "ليفا" موسمه الأول بلقب هداف الدرجة الثالثة، قبل أن يكرر ذلك في العام التالي في الثانية ليقود الفريق إلى الأولى.

وقال كوكوسينسكي أنه كان دائمًا "هادئًا، متواضعًا ويقوم بما يمليه عليه ضميره، ويركز بشدة على كرة القدم"، معترفًا "عندما كنا نذهب للسهر، نادرًا ما كان يأتي".

احتفظ موتشا-أورلينسكي بصورة ليفاندوفسكي "بمفرده في ملعب التدريب يسدد الكرات بشكل متواصل"، مؤكدًا أن "النجاح لم يهبط عليه، لقد استحقه".

هداف في كل مكان

يؤكد "القائد" بفخر أنه بعد موسمين "ثلاثة أرباع الفرق في الدرجة الأولى كانت تقاتل من أجل ضمه". وأخذت مسيرته منعطفًا كبيرًا في عام 2008 عندما انضم إلى ليخ بوزنان، قبل أن ينتقل إلى ألمانيا في عام 2010 من بوابة بوروسيا دورتموند ثم بايرن ميونيخ في 2014.

صنع ليفاندوفسكي اسمًا لنفسه بأوروبا في 24 نيسان/ أبريل 2013، بتسجيله أربعة أهداف ضد ريال مدريد الإسباني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (4-1) بقميص دورتموند الذي خسر النهائي في ذلك العام ضد بايرن.

بعد أن حقق لقبين في الـ"بوندسليغا" مع دورتموند  (2011 و2012)، انتقل إلى العملاق البافاري في صيف 2014.

ومع بايرن، حقق لقب الدوري 8 مرات ودوري أبطال أوروبا عام 2020 وحصد جائزة هداف الدوري 6 مرات (ومرة مع دورتموند)، وجائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا مرتين. ومنذ انتقاله إلى برشلونة الإسباني هذا الصيف، واصل تسجيل الأهداف ويتصدر ترتيب الهدافين لجائزة "بيتشيتشي".

لكن على الرغم من أهدافه الـ527 مع الأندية و76 في المنتخب، فإن اللاعب الملقب بـ "ليفانغولسكي" البالغ 34 عامًا لا يزال يبحث عن هدف أول في كأس العالم، حيث سيكون عليه المحاولة مجددًا عندما يلاقي السعودية السبت.

شارك: