ديربي ديلا مادونينا.. غريمان على طاولة واحدة

2021-06-08 09:01
ديربي ديلا مادونينا بين ميلان و إنتر ميلانو (Getty )
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تشرق الشمس في مدينة ميلانو إحدى البقع المنكوبة بجائحة كورونا على مستوى العالم، خلف قناعين يغطيان الأنف والفم لكنهما يكشفان العينين. يجلس أربعيني ارتدى قميص إنتر ميلانو في أحد المقاهي المطلة على كاتدرائية الدوومو أهم معالم المدينة، يحتسي قهوة "الايسبريسو" الإيطالية ويقرأ العناوين في لاغازيتا، إنه الحدث الأهم اليوم في إيطاليا والعالم، هناك على مقربة منه ينظر إليه شاب غطى شعره الطويل بقبعة عليها شعار ميلان العريق يسأل النادل عن كرسي فارغ ويسترق النظر إلى التشكيلة المتوقعة للمباراة المنشورة في ذات الصحيفة.

يعتذر النادل فلا أماكن أخرى شاغرة، الشمس جميلة واستثنائية اليوم، يقول الشاب وهو يرد على صوت يطلب حليبا لقهوته على طاولة أخرى، دون سابق سلام يعرض الإنتراوي عليه الجلوس، يفكر في كل الديربيات الخمسة الأخيرة التي لم يستطع الفوز بأحدها، تعود إلى ذاكرته سريعا خيبة الريمونتادا في آخر الديربييات بعد التقدم بهدفين، هزيمة بالأربعة، يتذكر أنه لم يحتفل بصخب بعد هزيمة الجار اللدود منذ عام 2017 .. يا إلهي لقد مر زمن طويل، لكنه في النهاية يقبل العرض ويجلس.

يشكره بنبرة باردة حذرة، لا يريد أن يبدأ الحوار قبل أن يطلب قهوته، لكنه متفائل ويحدث نفسه .. نحن في الصدارة لدينا دونا روما الذي نضج كثيرا في المرمى وهناك تشاهنهانوغول، إنه فنان تسديدة لا ترد، يا إلهي هيرنانديز سيرهقهم في الجهة اليسرى، وسيغلق المحارب بن ناصر كل الطرق، لكن الأهم من هذا كله هو أن إبرا قد عاد، الساحر السويدي رجع من المرض إنه مستعد.. تظهر على وجهه علامات الرضا ، يلتفت إليه بابتسامة لئيمة أخفتها الكمامة.

يتابع عاشق الإنتر القراءة، ينظر إلى مقالة تتكلم عن غيابات فريقه بسبب كورونا اللعين، لماذ الآن؟ لماذا اليوم؟ يسأل نفسه: شكرينيار وباستوني إنهما ركائز دفاعنا، كولاروف خبير لكنه مخترق وأشلي يونغ لن يكون موجودا أيضا، ماذا لو لم يستطع سانشيز اللعب؟ أكره التوقف الدولي في كل مرة يعود علينا بكارثة.. لكن لحظة، لدينا حكيمي التوربو سيرهقهم، وباريلا وبروزوفيتش وفيدال المجنون، يوجد لوكا المرعب ولاوتارو الفنان، وبالتأكيد هناك سمير.. إنتر المجنون سنفوز اليوم.. يعدل جلسته ويسأل ضيفه على الطاولة بخبث هل أجلب لك تراميسو؟.

يرتشف الروسونيرو من فنجان قهوته.. ماذا لوخان التوفيق بيولي؟ ماذا لو ارتبك، يستدرك لكن ذلك لن يحصل اليوم لن تزعجنا أصوات جماهيرهم، الفريق يسير على أفضل الأحوال، لكن خطوطنا الخلفية تفتقر إلى خبرة مالديني ونيستا. لا يهم لدينا المنظومة وسوف نوقفهم أليس كذلك؟ وقد أدار وجهه نحو الجهة المقابلة كي لا يرى غريمه خوفه.

يكابر على نفسه محب الأسود والأزرق، لديهم كل الحلول لإزعاجنا الليلة، يمكن أن يغيروا خطتهم في أي وقت، فيما كونتي مصر على اللعب بثلاثة مدافعين، وتجاهل إيركسن الذي سجل مع الدانمارك في دوري الأمم الأوروبية، أخاف من غرورك وتعنتك يا أنطونيو، لا مكان اليوم لغاليارديني أرجوك لا تشركه، لكن لا مشكلة إنها تسعون دقيقة سيقاتل فيها سنكسب نعم وستصبغ المدينة باللون الأزرق. 

يرفع شريكا الطاولة يديهما لطلب الحساب، النقود توضع في الصحن الزجاجي، صوت النادل بعد أن رأى الإكرامية يقول حظا سعيدا في الديربي اليوم.. وبصوت واحد يرد الاثنان: نعم هذا كل ما نحتاجه شكراً. 

شارك: