دار الرياضة بأم درمان.. أكثر من مجرد ملعب

تحديثات مباشرة
Off
2023-05-22 17:08
صورة لدار الرياضة بمدينة أم درمان السودانية (winwin)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

تعتبر "دار الرياضة بأم درمان" من أعرق ملاعب كرة القدم في السودان؛ ففي عام 1885، وإبان فترة حكم الدولة المهدية، تم تخصيص ميدان "بيت الأمانة" كأول دار لممارسة الرياضة، ولاحقًا، في نهاية حكم الدولة المهدية، تحديدًا في عام 1933، قامت الإدارة البريطانية الحاكمة آنذاك باستخدام الدار كملعب مُخصص للعب كرة القدم لجيشها، وكانت المباراة تُلعب بنظام 6 لاعبين لكل فريق، وتتكون من شوطين، كل شوط 20 دقيقة، ولاحقًا تم زيادة عدد اللاعبين إلى 11 لاعبًا في كل فريق؛ حين تطورت الدار من ميدان لاستاد بلاعبين وجمهور غفير.   

استضافت دار الرياضة بأم درمان مباريات دوري الدرجتين الأولى والثانية للفرق، والتي كان على رأسها فريقا الهلال والمريخ، ونادي إستاك، الذي تم تأسيسه على يد السير لي ستاك حاكم السودان سابقًا، وأصبح يحمل بعد الاستقلال اسم نادي التحرير البحراوي، وأخيرًا فريق الموردة، الذي أُطلق عليه لقب شيخ الأندية السودانية.

استضافت الدار أيضًا مباريات لعدد من الأندية الأوروبية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، مثل نادي ليفربول الإنجليزي وهونفيد المجري وسبارتاك التشيكي، واستمتع الجمهور السوداني بفنيات لاعبين عالميين آنذاك لعبوا بالدار، أمثال الأسطورة المجري فيرينك بوشكاش.

كما لعب بالدار أيضًا كثير من اللاعبين السودانيين الذين ذاعت شهرتهم، أمثال صديق منزول وجكسا وود الديم وقرعم وكلول وماجد أبو جنزير وسبت دودو، وغيرهم الكثير من أفذاذ الكرة السودانية في تلك الحقبة.

يقول المؤرخ الأستاذ شوقي بدري، في كتابه "حكاوي أم درمان"، إن كرة الشراب (كرة تُصنع من جوارب الأحذية، وتكون محشوة بقطع القماش المهترئة) كانت اللبنة الأولى للعبة كرة القدم، التي كانت تُلعب في الحواري والميادين الترابية، وتُسمي بـ"الدافوري" في العامية السودانية، ويضيف بدري أن المئات من مباريات كرة الدافوري كانت تلعب كل مساء في أم درمان، وأن بعض الصبية كانوا بارعين جدًا في هذه اللعبة، وكأنهم حواة في سيطرتهم على كرة الشراب. 

يواصل الأستاذ شوقي بدري قائلًا إن دار الرياضة بأم درمان شهدت نشاطات قومية واجتماعية كثيرة، ومن أكبر الأحداث القومية التي شهدتها الدار كان تخرج الدفعة العاشرة من الكلية الحربية السودانية سنة 1958م، كما استضافت الدار عددًا من حفلات الاتحاد النسائي الذي أقام عدة حفلات ومناسبات في الدار، حتى إن الفرق الكبرى، كنادي الهلال ونادي المريخ والموردة، كانت تشارك في هذه المناسبات، بهدف جمع الدعم المالي للمنظمات المدنية.

يُذكر أن دار الرياضة كانت تتبع، قبل تكوين الاتحاد العام السوداني الحالي لكرة القدم، لمصلحة الأراضي، ثم تحوَّلت تبعيتها لاحقًا لمصلحة الآثار السودانية، التي وافقت بدورها على استخدامها دارًا للرياضة.

شارك: