خيبة أمل عربية في مونديال 2023 لكرة اليد

2023-01-30 11:41
من خسارة تونس أمام الدنمارك في الدور التمهيدي من بطولة العالم لكرة اليد 2023 (Getty)
سعد مبروك كاتب مقالات في winwin
كاتب رأي
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أسدل الستار، يوم الأحد 29 يناير/ كانون الثاني 2023، على مونديال كرة اليد، الذي أقيم في بولندا  والسويد، وفازت بلقبه الدنمارك للمرة الثالثة على التوالي.

وشارك في البطولة 7 منتخبات عربية -من أصل 32 منتخبًا- هي مصر وقطر والبحرين والسعودية وتونس والجزائر والمغرب، في مقابل مشاركة 6 منتخبات في النسخة السابقة التي احتضنتها مصر في عام 2021. 

عقد الجميع الأمل في أن تحذو منتخباتنا في نسخة بولندا والسويد حذو شقيقاتها لكرة القدم التي حققت نتائج وإنجازات طيبة في مونديال قطر 2022، توجت ببلوغ المغرب المربع الذهبي وتبوأ المركز الرابع. 

لكن الرياح جرت بما لم تشتهِ السفن، فقد ودعت منتخباتنا بطولة كأس العالم الأخيرة لكرة اليد بخيبة أمل كبيرة، إذ عجزت عن تقديم أداء فني وذهني وبدني يرتقي إلى مستوى منتخبات النخبة العالمية، وفشلت في تحقيق ما كانت قد نجحت في إنجازه في نسخ سابقة، الأمر الذي يطرح تساؤلات كثيرة حول الوضع الراهن لهذه اللعبة في بلادنا، وسبل الارتقاء بها وتطويرها لخوض المنافسات الدولية في المستقبل على أسس علمية سليمة ومدروسة.

قد نستثني منتخبي مصر والبحرين من هذه اللوحة شبه "القاتمة"، فقد استطاع منتخب البحرين القفز، خلال هذه النسخة مقارنةً بالنسخة السابقة، من المركز 21 إلى المركز 16، وبلغ منتخب مصر دور الثمانية وحافظ على المركز السابع الذي حققه في النسخة السابقة، وهو مركز سبق أن احتلته مصر أيضًا في نسخة 1999، وكان الجميع يتوقع للفريق المصري نتائج أفضل هذه المرة نظرًا إلى تطوره وقوة أدائه ومستوى عناصره ومهاراتهم، إضافةً إلى احتلاله المركز الرابع مسبقًا في بطولة كأس العالم 2001، والمركز السادس في بطولتين متتاليتين: مونديال 1995 ومونديال 1997.

منتخب قطر تقهقر من المركز الثامن الذي تبوأه في النسخة الماضية إلى المركز 22، وكنا ننتظر من مشاركته هذه المرة انتفاضةً تعيد إليه تألقه السابق وجني نتيجة جيدة، فهو المنتخب الوحيد الذي استطاع أن يحدث شرخًا في هيمنة المنتخبات الأوروبية على ألقاب بطولة كأس العالم لكرة اليد، وهو ما لم يفعله من قبل أي منتخب في العالم من خارج القارة الأوروبية، وذلك حين بلغ، عام 2015، نهائي المونديال وانتزع الميدالية الفضية، متربعًا على أفضل مركز يحققه العرب في هذه البطولة العالمية. 

المنتخب التونسي أثار مجددًا استياءً شديدًا لما قدمه من مستوى هزيل، نتيجةً وأداءً، ولهزيمته المشينة أمام منتخب بلجيكا الذي تأهل لأول مرة للمونديال والذي لا باع له في هذه اللعبة، ولفشل الفريق التونسي، بالتالي، في العبور إلى الدور الرئيسي من البطولة، واكتفائه بالمراوحة في المركز 25، الذي سبق أن احتله في النسخة السابقة، وهو مركز يظفر صاحبه بكأس الرئيس (رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد) التي تُمنح لأفضل المراكز الثمانية بعد مراكز المنتخبات التي تأهلت إلى الدور الرئيسي من البطولة. لقب لا يخفي فشلًا على أي حال. 

كان المنتخب التونسي المنتخب العربي الثاني الذي وصل إلى المربع الذهبي، ويحتل المركز الرابع، في مونديال 2005، وذلك بعد نظيره المصري الذي حقق هذا الإنجاز عام 2001، ثم بدأ منتخب تونس في التراجع وصولًا إلى المركز 25 في النسختين الأخيرتين، بعدما كان قد أنهى مونديال 2019 في المركز 12.

لم تكن منتخبات كل من المغرب والجزائر والسعودية بأفضل حال من منتخبي قطر وتونس، فالمنتخب المغربي تراجع من المركز 29 إلى المركز 30، فيما تقهقر المنتخب الجزائري من المركز 22 إلى المركز 31، قبل الأخير.

واكتفى المنتخب السعودي بالحصول على المركز 29، وهو الذي غاب عن النسخة الماضية، لكنه سجل تراجعًا عن المركز 21 الذي بلغه في مونديال 2019.

كرة اليد، كغيرها من الرياضات الأخرى، الجماعية والفردية، تتطلب عملًا دؤوبًا طويل النفس، وتخطيطًا محكمًا، وإحاطةً فنيةً وإداريةً شاملةً، وإعدادًا دقيقًا ومدروسًا، في كل الأصناف: الأداني والأصاغر والأواسط والآمال والأكابر، وعسى ألا تكون خيبة الأمل العربية في مونديال بولندا والسويد نقطة نهاية محبطة لكرة اليد العربية، بل عساها أن تتنزل منطلقًا واعدًا لعمل جاد ولإرادة قوية تؤمن بالتطور وبالفوز والمستقبل؛ استعدادًا لعطاءات باهرة خلال استحقاقات قريبة قادمة، قاريًا ودوليًا، وخاصة تلك المؤهلة لأولمبياد باريس 2024.

شارك: