تيم كيهل: التعليم ركيزة أساسية في نجاح مونديال قطر 2022

2021-09-15 15:19
تيم كاهيل يدعو الاتحادات لتأهيل اللاعبين لما بعد الاعتزال (لجنة المشاريع والإرث)
Source
المصدر
لجنة المشاريع والإرث
+ الخط -

أشاد تيم كيهل، أسطورة كرة القدم الأسترالية وسفير برنامج إرث قطر، بأهمية جهود معهد جسور والجيل المبهر، برنامجي الإرث لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، في دعم التعليم كأحد الركائز الأساسية في نجاح المونديال وبناء إرث مستدام للبطولة.


وخلال لقاء مع موقع (Qatar2022.qa)، أشاد النجم الأسترالي ببرنامج الجيل المبهر الذي يستثمر قوة كرة القدم وشعبيتها في إحداث تغييرات إيجابية في حياة الأفراد، خاصة بالمناطق الأقل حظاً في العالم. 


وألقى النجم الأسترالي الضوء على الدور الهام لمعهد جسور، الذراع التعليمية للجنة العليا للمشاريع والإرث، في إعداد المتخصصين المؤهلين في مجال إدارة الرياضة وتنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى، وإسهامه في رفد المجتمع بخبراء ومتخصصين في هذه المجالات، وتزويدهم بجميع المهارات والمعرفة للمساهمة في نجاح استضافة قطر لمونديال 2022 ومختلف البطولات الرياضية.

تيم كيهل: تركت الدراسة وعمري ست عشر سنة


وبسؤاله عن قيمة التعليم وأهميته بالنسبة له، وكيف أسهم في إثراء حياته منذ اعتزاله لكرة القدم، قال كــيهل: "تركت مقاعد الدراسة عندما كنت في السادس عشرة من عمري لمتابعة حلمي في أن أصبح لاعب كرة قدم محترف. كانت علاقتي بالكتب والمطالعة قوية، وكنت خلال مسيرتي المهنية أهوى قراءة الكتب لتثقيف نفسي وتوسيع آفاق معرفتي، لكني لم أدرك قط أهمية التعليم حتى أصبحت على مشارف نهاية مسيرتي المهنية وبدأت رحلة القراءة في عالم الأعمال، الأمر الذي أسهم في إثراء معرفتي عندما بدأت بإنشاء مشاريعي الخاصة وإطلاق استثماراتي في شركات أخرى".  


وأضاف: "حينما بلغت التاسعة والثلاثين من عمري، حالفني الحظ بقبولي في كلية هارفارد للأعمال في مدينة بوسطن الأمريكية لدراسة تخصص إدارة الأعمال في قطاعات الترفيه والإعلام والرياضة مع عدد من القادة والمشاهير من مختلف دو ل العالم، وكانت تلك الرحلة بمثابة تجربة تعليمية رائعة وثرية بالنسبة لي".

وتابع: "اليوم، لا أدخر جهداً لاقتناص أي فرصة تعليمية تفتح أمامي آفاقاً جديدة. وعلى الرغم من بلوغي سن الواحد والأربعين، إلا أني على يقين تام بأن التعليم لم يكن قط حكراً على فئة عمرية معينة، بل هو بحر واسع يمكن لنا جميعاً أن ننهل منه ما شئنا من العلوم والخبرات. وقد نجحت مؤخراً في استكمال دراسة المرحلة الأولى من تخصص الدبلوم المهني في إدارة الرياضة من معهد جسور التابع للجنة العليا للمشاريع والإرث".


كاهيل يتمنى الاهتمام بتأهيل اللاعبين بعد الاعتزال 


وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن الأندية تُعد لاعبيها بما يكفي لخوض معترك الحياة بعد انتهاء مسيراتهم الكروية، وتجربته في هذا الجانب، أجاب قائلاً: "أتمنى أن تولي اتحادات وأندية كرة القدم مزيداً من الاهتمام والحرص على إعداد اللاعبين وتأهيلهم للاندماج في حياتهم بعد اعتزالهم كرة القدم. ومن وجهة نظري، أرى أن كثيراً من الأندية بدأت فعلاً في اتخاذ خطوات إيجابية في هذا الصدد، إلا أن المجال يتسع لبذل المزيد". 

وتوجه كيهل بحديثه إلى جميع لاعبي كرة القدم داعياً إياهم لتعلم مهارات وتقنيات جديدة أثناء مشوارهم الكروي، ليكونوا على استعداد لخوض الحياة بعد كرة القدم، وقال: "أود المساهمة في تمكين غيري من اللاعبين عقب اعتزالهم عالم كرة القدم، من خلال مشاركة خبراتي في التعليم، وتوضيح أهمية الالتحاق بدورات وبرامج الدبلوم مثل التي ألتحق بها حالياً في معهد جسور، الأمر الذي ساعدني كثيراً في مسيرتي المهنية بعد الاعتزال". 

وشدد كيهل على أهمية أن يتميز اللاعب بسعة الأفق وبعد النظر، والقدرة على التفكير خارج الإطار التقليدي لدورة الحياة، وقال: "استطعت إنشاء شركتي الخاصة لمساعدتي على اتخاذ قرارات صائبة في التعليم والأعمال والتجارة. وقد تمكنت نتيجة لذلك من التقاعد بطريقتي الخاصة وفي الوقت المناسب". 

وعن دور اتحادات كرة القدم في هذا الشأن قال: "لا شك أنها تقدم الدعم للاعبين، إلا أن عليها القيام بالمزيد في هذا الجانب، ويسعدني المشاركة شخصياً بتقديم خبراتي وآرائي حول سبل دعم ومساعدة اللاعبين، فأنا أؤمن بأهمية رد الجميل ومساعدة الجيل الحالي من اللاعبين قدر استطاعتي على المستوى التعليمي".


مستوى الدعم المقدم للاعبين "متباين"

وعن مستوى الدعم المقدم للاعبين، قال كيهل: "أعلم يقيناً أن مستوى الدعم المقدم للاعبين يتباين من منطقة إلى أخرى ومن نادٍ إلى آخر نظراً لاختلاف الموارد المتاحة، فعلى سبيل المثال لا تمتلك جميع أندية كرة القدم نفس الموارد المتوفرة للأندية الأوروبية الكبرى. وقد حالفني الحظ لخوض بطولات في الهند والصين والولايات المتحدة، مما أتاح لي التعرف على كثير من اللاعبين حول العالم، ويمكنني القول إن قلة من لاعبي كرة القدم المحترفين يكسبون مما يكفي للوصول لمرحلة الأمان والاستقرار المالي مدى الحياة". 

دبلوم إدارة الرياضة بمعهد جسور أثرى معرفتي

وبالحديث عن دراسته ببرنامج دبلوم إدارة الرياضة في معهد جسور، قال كيهل: "استكملت مؤخراً دراسة الجزء الأول من دبلوم إدارة الرياضة، وقد ساعدني هذا الاختصاص على فهم أهمية الإدارة المحكمة والدقيقة لنجاح الفعاليات والبطولات الرياضية الكبرى وإدارة الأندية على نحو جيد، وهو ما يُثري معرفتي خاصة في ضوء مسؤولياتي الجديدة في أكاديمية أسباير".

ويتضمن البرنامج ستة فصول تغطي جوانب مختلفة منها الاتصالات والتسويق الرياضي، والتحول الرقمي في الرياضة، والاستراتيجية والتمويل الرياضي، وإدارة المرافق والأحداث الرياضية، وقانون الرياضة، وغيرها.

وحول انطباعاته عن البرنامج، قال: "في حقيقة الأمر، أشعر بالسعادة لالتحاقي ببرنامج الدبلوم، وأجد متعة كبيرة في هذا التخصص. البرنامج مكثف ومليء بالتحديات إلا أنه يكمّل أسلوب حياتي الجديد، وينسجم مع الأهداف التي أسعى لتحقيقها على الصعيد التعليمي والمهني". 


وبالحديث عن أهمية التعليم في تعزيز الإرث الذي تتطلع بطولة قطر 2022 إلى تركه للأجيال القادمة، قال كيهل: "عند الحديث عن كأس العالم، ليس بالضرورة أن ترتبط هذه البطولة بالتعليم، ولكن عند النظر عن كثب إلى مشاريع الإرث لبطولة كأس العالم ندرك أهمية التعليم باعتباره عنصراً أساسياً في نجاح البطولة. ولعل الجيل المبهر، برنامج الإرث الإنساني والاجتماعي لمونديال قطر 2022، أبرز مثال على ذلك، إذ تتمحور آلية عمل البرنامج في إحداث تغييرات إيجابية في حياة الأفراد خاصة في المناطق الأقل حظاً في العالم".


وختم بقوله: "يتطلع البرنامج من خلال تنفيذ مبادرات وأنشطة برنامج كرة القدم من أجل التنمية إلى تغيير حياة نحو مليون فرد بحلول عام 2022. كان لي الشرف في المشاركة في أنشطة وفعاليات الجيل المبهر على نطاق واسع، والتي تهدف إلى استثمار قوة كرة القدم وتأثيرها لإكساب الأطفال والشباب مهارات حياتية أساسية كالعمل الجماعي، والقيادة، والتواصل الفعال. ولا تقتصر أنشطة البرنامج على قطر وحسب، بل تمتد لتشمل العديد من المجتمعات المهمشة في مختلف أنحاء العالم، وهو أمر رائع بالفعل".

شارك: