توهج إيفرتون.. طيف من سحر ليستر أم سحابة عابرة

2021-06-08 09:01
دومينيك كالفيرت ليوين ومدربه أنشيلوتي عقب فوز إيفرتون على وست هام في كأس الرابطة بتاريخ 30 سبتمبر/أيلول 2020 (getty)
Source
المصدر
winwin
+ الخط -

أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز "بريميرليغ"، مساء اليوم الجمعة، عن فوز المهاجم الشاب دومينيك كالفيرت-ليوين بجائزة لاعب الشهر في البطولة المحلية، مع تتويج الإيطالي كارلو أنشيلوتي بجائزة المدرب الأفضل.


ولا يعد فوز أي من ليوين وأنشيلوتي، بجائزته، أمرا مفاجئا؛ سيما مع تقديم فريقهما إيفرتون لمستويات استثنائية، خولت للفريق الفوز بـ 4 مباريات متتالية، وحصد العلامة الكاملة من النقاط، في مشهدٍ لم تعهده جماهير الفريق الأزرق منذ أعوامٍ طويلة.


وتمكن ليوين (23 عاما) من تسجيل 6 أهداف خلال 4 مباريات خاضها مع فريق إيفرتون، بالموسم الجديد لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، بينها 3 أهداف "هاتريك" في فوزٍ عريض (5-2) على ويست بروميتش ألبيون، كما لم يتغيب اللاعب، الذي خاض باكورة مبارياته الدولية بقميص منتخب إنجلترا الأول، عن هز الشباك منذ بداية المنافسات يوم الثاني عشر من سبتمبر/أيلول الماضي.


وجاءت الطفرة الجلية التي قادت إيفرتون للفوز بأول 4 مباريات في موسمٍ للدوري الإنجليزي الممتاز، ومعها تمكن ليوين من إظهار جودته وتكريس اسمه كواحدٍ من أفضل مهاجمي كرة القدم الواعدين في العالم بأسره،  تحت قيادة وإمرة من المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي بدأ كثيرون في تناسي اسمه عند استعراض قائمة أفضل المدربين في العالم.

وفاز أنشيلوتي بجائزة المدرب الأفضل في الدوري الإنجليزي الممتاز عن شهر سبتمبر الماضي، ليستعيد مكانته كواحد من أهم وأبرز المديرين الفنيين في عالم اللعبة، ويحتفي رفقة ليوين وآخرين كثر بإيفرتون، بتفوقٍ كاسحٍ للفريق، خلال الجولات الأولى من عمر البريميرليغ، مع سؤالٍ هامٍ ربما: ما الذي يعنيه كل ذلك؟


هل يعني ذلك أن إيفرتون جاهز للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز؟ وهل يحمل الأمر دلالة على شيء ما؟ أم مجرد صدفة عابرة أو بداية متحمسة، سرعان ما سيخفت نجمها بمرور الجولات والأيام؟


بدون شك، لا يمكن لشريحة واسعة من المتابعين لشئون كرة القدم الإنجليزية أن يضعوا رهانا كبيرا على إمكانية تتويج إيفرتون بلقب المسابقة المحلية؛ مع النظر لحقيقة الفجوة الكبيرة التي تبعد الفريق المنتمي لشمال غرب إنجلترا عن تلك الأندية الأكثر قوة في المملكة المتحدة.


يملك إيفرتون تشكيلة قوية بالفعل، تبدأ من جوردان بيكفورد، الحارس الأساسي في منتخب إنجلترا، وتنتهي مع ليوين، الفائز بجائزة الشهر الأول من منافسات البريميرليغ، مع وجود عددٍ جيد من لاعبين يظهرون مستعدين لتقديم كل شيء؛ من أجل صالح الفريق، واستقدامات أخيرة هامة، على غرار الكولومبي خاميس رودريغيز، هداف نهائيات كأس العالم 2014، والتي تزايدت معها جودة فريقٍ، يدربه في الأساس أنشيلوتي، صاحب الخبرة الطويلة في كرة القدم، والمتوج سلفا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز موسم 2008/09، رفقة تشيلسي.


يبدو إيفرتون قادرا حقا على تحقيق مفاجأة مدوية جديدة في سماء كرة القدم الإنجليزية، بعد نجاح  ليستر سيتي في التتويج بلقب البريميرليغ موسم 2015/16، تحت قيادة فنية لمدرب إيطالي آخر، هو كلاوديو رانييري، وقد عزز فوز ليوين وأنشيلوتي من أفكار البعض، حول إمكانية تحول هذه الفرضية إلى واقعٍ ملموس، مع نهاية الموسم الرياضي.


يمكن لإيفرتون أن يواصل حلمه بحصد لقب الدوري الإنجليزي للمرة الثامنة في تاريخ النادي، والأولى منذ تدشين النسخة الجديدة للبطولة عام 1990، أو هكذا يخبرنا جدول ترتيب المسابقة، بعد مرور 4 جولات، ويزكيه تتويج ليوين وأنشيلوتي بجائزتي الأفضل عن الشهر الأول.


لكن الأكيد أن إيفرتون، وحال قرر الاستمرار في حلم الظفر باللقب المحلي، فإنه سيكون مضطرا للتعامل مع ضغوطات كثيرة، متعلقة بعدم امتلاكه لخبرات المنافسة، وحاجته بصورةٍ دائمة لأن يخرج لاعبوه الجيدين 100 في المائة وأكثر من مقوماتهم الفنية؛ بالنظر لعدادٍ قوي تملكه أندية، تنفق الملايين  لضم أشهر لاعبي الكرة حول العالم، في كل سوقٍ للانتقالات.


سيكون إيفرتون في حاجةٍ لاكتساب الثقة بصورةٍ تدريجية، سيجب عليه البناء على 12 نقطة حصدها حتى الآن، وتتويج نجمه الأول بجائزة لاعب الشهر، مع حصد أنشيلوتي لجائزة المدرب الأفضل، وأمور كثيرة أخرى، كي يغدو قادرا حقا على فرض نفسه، منافسا قويا على اللقب.
 

شارك: