تونس والجزائر.. نهائي الأحلام وقراءة في الحظوظ!

2021-12-30 11:27
المعلّق التونسي الشهير عصام الشوالي يكتب عن نهائي كأس العرب 2021 بين تونس والجزائر (winwin)
Source
+ الخط -

لقاء الجوار يتحقّق للمرة الأولى في نهائي بطولة كبرى، بعد أن حرمت السنغال تونس من نهائي إفريقيا عام 2019. العارف بتاريخ الديربي المغاربي يُدرك أن مباريات الجزائر وتونس لا تخضع لأي حُكم مسبق، فالديربي المغاربي لا يحسمه دائما الأفضل، ويدخل هذا اللقاء تحت بنود الروح والتركيز والتفوق التكتيكي وهدوء الأعصاب والحظ والتوفيق.

مباريات النهائي تُكسب ولا تُلعب، وأوراق كل منتخب تخول له التتويج. من منظوري، أرى أنّ الخُضر أفضل على مستوى الأفراد، في وجود بلايلي وإبراهيمي وبونجاح ومزياني، بينما تتفوق النسور بالأداء الجماعي.. الروح نفسها، وما يميّز منتخب بلدي تونس نجده عند الأشقاء والجيران. الطريق إلى اليوم الختامي كان أصعب للجزائر من تونس؛ فالخضر واجهوا مصر، والمغرب في 120 دقيقة، وقطر، وهو ما يمنح الفريق التونسي جرعة أوكسجين إضافية مقارنة بالخُضر.

الأرقام  تتشابه؛ الجزائر سجلت 11 هدفا وتونس 9، ودفاعيا كل فريق استقبل 4 أهداف.. القراءة لكل خط تتشابه، دفاع معقول مع مشكلة تونسية في التصدي للتسديدات بعيدة المدى، وفي الجزائر لاحظنا ضعفا في التعامل مع الكرات العالية والثابتة. الوسط مفتاح الفوز في وجود الدراوي وبن دبكة وإبراهيمي عند المنتخب الجزائري، وفرجاني وشعلالي وبن رمضان من النسور، وهجوميا، كل مدرب عنده أوراق؛ النسور تتوفر على خيارات على الميدان؛ مثل النمس والمجبري والجزيري، وعلى الاحتياط الشيخاوي والسليتي، وفي المقابل تحضر أسماء قوية لدى بوقرة على غرار بلايلي وبغداد ومزياني.

الجانب التكتيكي والبدني سيحسم اللقب، وفوز تونس مرهون بإيقاف إبراهيمي وبلايلي، وانطلاقات بن عيادة والشتي.. لو نجح الكبير في إيقاف الأطراف، وشلّ حركة الفنان إبراهيمي فإننا سنفوز. في كل بطولة عند بوقرة تكون البداية ضاغطة حتى يختنق الخصم، وما لاحظته أن الجزائر مثل تونس تعاني من التراجع في الشوط الثاني، وأتساءل: هل سبب ذلك يرجع إلى الإجهاد البدني أو أن الأمر تكتيكي؟

النهائي يعني 90 دقيقة، وممكن 120 دقيقة، وممكن ركلات ترجيح. صحيح أن الجزائر لم تخسر رسميا من أكتوبر/ تشرين الأول 2018، ولم تغب عن التهديف منذ مباراة كوتونو في البنين، أي منذ 26 لقاء رسميا.. كما أن الخضر ربحوا آخر المواجهات  الودية (1-0) في البليدة 2019 و(2-0) على ملعب رادس منذ أسابيع، ولكن حسابات النهائي مختلفة.. صحيح معظم الفنيين يرشحون الجزائر، ولكني أؤمن كثيرا بقدرات المنتخب التونسي وأراه قادرا وبقوة على إهداء التونسيين لقبا تاريخيا قبل الكان.. ومع أن تونس تلعب بأسماء من المنتخب الأول، ولكن ينقصنا برون والسخيري والعيدوني والخزري والمصاب معلول.. أي مثل الجزائر نصف الفريق الأساسي غير موجود.

في النهاية، من سيُسجل الهدف الأول سيكون الأقرب للبطولة، خاصة أن الخُضر لم يتأخروا أبدا على صعيد النتيجة في هذا المونديال. الجزائر لم تخسر نهائي بطولة كبرى منذ كان 1980 في نيجيريا، وتونس تلعب نهائيا بعد غياب 17 عاما! تكلمنا.. حللنا.. ناقشنا.. استعرضنا الأرقام والتاريخ، ولم تمل الكفة لأحد، وعلى ما يبدو لن يستطيع أحد أن يتكّهن باسم البطل في مباراة الجزائر ضد تونس.

شارك: